رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

النائب كمال أحمد: برلمان سرور تبنى شعار: «قل ما تريد ونحن نفعل ما نريد»

فيتو

  • كنت أعترض على إدارة الدولة في الماضي والآن لا أعترض ضمانا لسلامة الدولة
  • برلمان ٧٦ كان قويا ومؤثرا على النظام بأكمله ولذلك تم حله بعد عامين
  • علي عبد العال أستاذ قانون دستورى قدير وطيب القلب
  • الحياة السياسية في انحدار مروع.. والأحزاب أسيرة الصالونات والفضائيات
  • عندي 3 بنات و6 أحفاد.. وكلهم يمارسون السياسة
  • خلال 3 سنوات مصر ستكون دولة ذات شأن ومؤثرة في المحفل الدولى

يحفل تاريخه البرلماني العريض بالعديد من المواقف المشرفة، تحت القبة وخارج أسوار البرلمان، سجلتها له المضابط.. وقف معارضًا في برلمان 1976 لـ "كامب ديفيد"، واعتُقِلَ في أحداث سبتمبر 1981، وظلَّ رافضًا لها، ولكل ما يتعلق بالكيان الإسرائيلي، حتى وصل الأمر إلى ضرب زميل له، هو النائب السابق توفيق عكاشة، بالحذاء، عقابًا له على استضافة السفير الإسرائيلي في منزله.
كمال أحمد.. ابن دائرة العطارين بالإسكندرية، والمولود في 13 مارس 1941، التحق بصفوف المعارضة منذ أن كان طالبًا بالتجارة، وحصل على دبلوم دراسات عليا في السياسات المالية والإدارية، ودبلوم في الدراسات السياسية؛ ما جعله يمتلك الخبرات في العمل السياسي، والقدرة على العمل كموجه سياسي بمنظمة الشباب، بجانب عمله كمحاسب قانوني.
ومن أشهر مواقفه المشرفة، ما شهده برلمان 1976، والتي عُرفت بـ"البيضة"، التي رفعها داخل البرلمان لرفضه الانفتاح الاقتصادي، ورفع الأسعار، للرئيس السادات، الذي رد عليه: "عيب يا كمال، أنت في حضرة رئيس جمهورية".
4 دورات انتخابية في "1976، و2000، و2005، والحالية"، شارك فيها "شيخ المستقلين" الذي فضل عدم الانضمام لأيٍّ من الأحزاب، قدم خلالها 13 استجوابًا، أبرزها "غرق العبارة السلام"، وسوء إدارة المال العام في توشكى، وإهدار المال العام في مشروع فحم المغارة وفوسفات أبوطرطور، وإهدار المال العام في بيع بنك الإسكندرية، وإهدار المال العام في بيع "عمر أفندي".
ورغم معاركه العديدة تحت القبة في عهد السادات ومبارك، خاض كمال أحمد ذو الـ 75 عامًا، الانتخابات لعام 2015، عن دائرة الجمرك والمنشية والعطارين بالإسكندرية، كمستقل، وفاز بـ15508 أصوات، ليتنافس فيما بعد على مقعد رئيس المجلس، في انتخابات وصفها بـ"الانتهازية"، قائلًا: "أنا لا أريد كرسي، لقد تجاوزت الـ70 عامًا ورجلي والقبر، وما أريده هو أن أعطي فرصة للشباب في البرلمان"، ولكنه خسر أمام الدكتور على عبد العال.
وفي 12 يناير الماضي، قدم استقالته لرفضه المشهد الذي يدار به البرلمان، والذي لم يره منذ 50 عامًا، قائلًا: "ده مش برلمان، ده شادر بطيخ، وأبويا علمني أن السكوت على الخطأ، يعني المشاركة فيه، وهذا يضر بتاريخي، فقدمت استقالتي"، ولكن المجلس صوَّت برفض الاستقالة.
كمال أحمد، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، يعد شاهدًا على الحياة البرلمانية والسياسية بشكل عام.
تفاصيل كثيرة تحدث عنها أقدم برلمانى، والذي يعد "عميد البرلمانيين المصريين"، بشأن الحياة البرلمانية والسياسية وأشهر معاركه واستجواباته وعلاقاته مع رؤساء المجالس، خلال حواره مع "فيتو":

• في بداية حوارنا معه، سألناه عن بداياته السياسية والبرلمانية، متى وكيف كانت؟

- أجاب بأن رحلة ممارسته للعمل العام تنقسم إلى قسمين، وهما العمل السياسي والعمل البرلماني، وواصل: "السياسي" بدأت فيه منذ عام ١٩٦٥، عن طريق الانضمام إلى منظمة الشباب، التي أصبحت عضوًا باللجنة المركزية بها على مستوى الجمهورية فيما بعد، أما عملى البرلمانى، فبدأ في عام ١٩٧٦ حيث فزت في انتخابات ١٩٧٦ وكان عمرى ٣٦ عامًا، وكان القانون يشترط ألا يقل عمر النائب عن ٣٥ عامًا، واستكمل: عاصرت أربع دورات برلمانية حتى الآن.

• الشباب الذين من أجلهم خاض معركة رئاسة البرلمان، طبيعي أن نسأله عن وضعهم منذ بداية عمله البرلمانى عام ١٩٧٦؟
- أجاب بأن الشباب في ذلك الوقت، لم يكن لهم دور كبير في المواقع المختلفة مثل البرلمان وغيره من المؤسسات، إلا أنه كانت هناك تربية سياسية للشباب من خلال التنظيمات السياسية المنتشرة في ذلك الوقت.


• سألناه عن أبرز المواقف في ذكرياته السياسية؟
- أجاب وهو يحاول تنشيط ذاكرته: أجمل ذكرياتى، عندما كنت أرى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في "المنشية"، وهو يعلن قرار تأميم قناة السويس، وكان عمرى في ذلك الوقت ١١ عاما تقريبا، وأيضا عندما رأيت المواطنين في شوارع سوريا يحملون سيارة عبد الناصر عندما كان في زيارة هناك، وهو ما كان يؤكد الوحدة العربية بين مصر وسوريا عام ١٩٥٨، ويوم عبور الجيش قناة السويس في ١٩٧٣، واختتم ذكرياته الجميلة بيوم مولد طفلته الأولى عام ١٩٦٨. 

وقبل أن نوجه إليه السؤال التالى، استطرد: مثلما كانت هناك ذكريات جميلة، كانت هناك ذكريات سيئة، تمثل أسوأ أيام العمر، وتابع بعدما سألناه عنها: قائلا: لم أبكِ في عمري، سوى عند رحيل عبد الناصر، رغم أننى لم أسلم عليه أو أقابله وجها لوجه يومًا ما، فعند رحيله شعرت بيتم شديد، أيضا من أسوأ أيام عمرى، يوم انكسارنا في ٦ يونيو ١٩٦٧، وكذلك يوم انفصالنا عن سوريا.

• انتقلنا به إلى حياته الاجتماعية، سألناه عن زواجه وأولاده، قال: إنه تزوج في العشرينيات من عمره، ولديه ثلاث بنات وستة أحفاد، وأنهم جميعا يمارسون السياسة ويوجد اختلاف واضح بينهم في الاتجاهات السياسية، مبررا ذلك بأن الاختلاف سنة كونية ويساعد على التطور.

• عدنا مرة ثانية لحياته البرلمانية.. وسألناه عن أكثر البرلمانات التي عاصرها تأثيرا وقوة في البلاد؟
أجاب مسرعا وبدون تفكير: برلمان عام ١٩٧٦.

• ولماذا؟
- لأن أعضاءه كانوا يمارسون السياسة من خلال أطر تنظيمية وأفكار وعقائد، وكان يعكس الأطر التنظيمية السياسية الموجودة في ذلك الوقت، والتي كانت معبرة عن الشارع، وواصل في الإشادة به: بل وأخطر ما كان في ذلك البرلمان، هو أنه جاء عبر انتخابات نزيهة أدارها ضابط أمن دولة، في ظل عدم وجود إشراف قضائى.

- واستكمل حديثه: انتخابات ذلك البرلمان أجريت تحت إدارة ممدوح سالم رئيس الوزراء في حينها، والذي كان في الأصل ضابط أمن دولة ثم عُين وزيرا للداخلية، قبل أن يتولى رئاسة الوزراء.

- وأضاف: برلمان ٧٦ كان قويا ومؤثرا ليس على الحكومة فقط بل على النظام بأكمله، ولذلك تم حله بعد عامين، بحكم محكمة وقرار جمهورى.

* وماذا عن نظام الانتخابات آنذاك؟
- كانت فردية ولكن كانت ممثلة عن التيارات السياسية الموجودة في حينها.
- برلمان الدكتور فتحى سرور، كان يرفع شعار "قل ما تريد ونحن نفعل ما نريد"، هكذا رد أقدم نائب، على سؤال بشأن تقييمه لباقي البرلمانات.
- في برلمان فتحى سرور، كان النائب يستطيع أن يقول كل ما يريد دون أي تدخل، فهذه شهادة تحسب للدكتور سرور، بأنه لم يمنع أحد من الكلام داخل البرلمان، وهذا كان حكمة منه.. صحيح كان في النهاية يفعل المجلس ما يريده، ولكن كان النائب يتمكن من قول وفعل ما يريد. 

- واستكمل أحمد: أما البرلمان الحالى، فمن الصعب تقييمه، نظرا لأنه جاء في ظروف صعبة ومحمل بكل الاتجاهات، وعليه عبء تشريعى كبير، خاصة أمام متطلبات الجماهير في ظل الظروف الاقتصادية المتردية، وكذلك مع عدم وجود كيانات تنظيمية برلمانية حقيقية، يجعل إدارته صعبة. ولكن رغم ذلك فحجم الإنجاز في ذلك البرلمان أكبر من البرلمانات السابقة.

- سيد مرعى "اللورد"، رفعت المحجوب "الأستاذ"، فتحى سرور "الصنايعى"، على عبد العال "الأخ الطيب"، هكذا وصف أحمد، رؤساء البرلمانات التي عاصرها، خلال إجابته على سؤال حول أي من رؤساء البرلمان يراه متمكنا من أدواته البرلمانية، وأيهم أقرب إليه.

- وقال أحمد، إنه عاصر كل من سيد مرعى ورفعت المحجوب وفتحى سرور، موضحا أن كلا منهم له سمة خاصة، وكلا منهم كان يدير المجلس في ظرف مختلف، وذلك ينعكس على الأداء. ففى ظل إدارة المحجوب، كنت مثل طالب الجامعة أروح أسمع محاضرة لأتعلم، وأيام سيد مرعى، كان هناك قرارات واضحة حاسمة، وكان يدير بروح حزبية وروح اللورد، أما فتحى سرور، فكان يتمتع بتربية سياسية ويجمع بين أستاذ الجامعة والمحامى، ولذلك أطلق عليه اسم "الصنايعى" لتمكنه من أدواته القانونية والدستورية.

كان من الطبيعي أن نعرف الاسم الذي يحتل مكان الصدارة في قلبه، وبلا تردد، قال: فتحى سرور، لأنه كان يتعامل بإنسانية مع كل النواب ويحقق هدفه دون صدام، ولا يغادر المجلس وهناك نائب زعلان منه، وقبل أن يختتم مديحه في سرور، أكد أن هذه الصفات الحسنة متوافرة أيضا في شخص د. عبد العال، حيث إنه أستاذ قانون دستورى قدير، ويحمل طيبة القلب، ولذلك أصفه بلقب "الأخ الطيب".
ومن رؤساء المجلس إلى النواب المؤثرين، سألناه عن أبرز النواب الذين كان يحب التعاون معهم والأقرب إليه؟
- الجيل الأول من النواب الذي تعامل معهم، كان يحب الاستماع إلى خبراتهم، مثل خالد محيى الدين وفؤاد محيى الدين، محمد حلمى، فؤاد سراج الدين، وإبراهيم شكرى، ويصفهم بأنهم "كلهم وطنيون رغم اختلاف اتجاهاتهم".
أما مرحلة جيل الوسط، فكان هناك تفاعل مع بعض في صنع الموقف والقرار، أما مرحلة الجيل الثالث، فهى مرحلة نقل الخبرات للزملاء.
الناحية المادية كان لها وضعها في حوار الذكريات، وعن أول مكافأة برلمانية حصل عليها في السبعينيات، كشف أنها لم تتجاوز الـ٧٥ جنيهًا، في برلمان ٧٦، ثم تحركت قيمتها تدريجيا لتواكب التغيرات الاقتصادية والزيادة في الأسعار، ويرى أن مكافأة النائب المصرى هي أقل قيمة في العالم، بل إنها أقل من السودان. مردفا: النائب المصرى لا يعمل من أجل المكافأة وإنما يؤدى دوره الوطنى.
وقال كمال أحمد، إنه يميل إلى العمل الرقابى أكثر من التشريعى، حيث خاض عددًا كبيرًا من المعارك البرلمانية، تحت القبة، في مقدمتها معركة الانفتاح الاقتصادى، التأمينات الاجتماعية، أموال المعاشات، ألغام سيناء، اتفاقية كامب ديفيد.
وأضاف، أنه كان صاحب أحد أشهر استجوابين في تاريخ الحياة البرلمانية وفقا لشهادة فتحى سرور، الذي أعلن من قبل أن أشهر استجوابين كانا الأسلحة الفاسدة قبل الثورة، وإهدار المال العام في البورصة الذي تقدم به كمال أحمد.
وتابع بأن رئيس الجمهورية أحال استجوابه للنيابة العامة، وتم رد الأموال للخزانة العامة.
وحول أدواته البرلمانية، كشف أحمد أن جلسات المجلس كانت تشهد تبادل قصاصات الورق بينه وبين رؤساء المجلس وخاصة سيد مرعى والمحجوب، في إطار ممارسة العمل البرلماني، لافتا إلى أنه يحتفظ بتلك القصاصات وطلبات الإحاطة وغيرها حتى الآن، ويستعد لطباعتها قى كتاب بعنوان "قصاقيص".

وعن تقييمه للحياة البرلمانية خلال الفترة الماضية، قال: البرلمان جزء من قوة الدولة، كما أنه يعكس المجتمع وظروفه.
وأوضح أن برلمان ١٩٥٦ كان فاصلا بين مرحلة عبد الناصر ومرحلة السادات، سواء في التعددية السياسية والاقتصاد وغيره، حيث تميز برلمان ٧٦ بأنه بداية التعددية الفكرية والسياسية، من خلال تأسيس السادات لثلاثة منابر، هي اليمين واليسار والوسط، والتي تحولت لأحزاب فيما بعد.
وتابع: البرلمان الحالى يعد فاصلا بين ثورة يناير ويونيو، حيث كان برلمانا ٢٠١٠ و٢٠٠٥ نموذجين لزواج السلطة والمال، كما أن برلمان الإخوان ٢٠١٢، كان نموذجا "لسلطان الدين"، حيث كانوا يمتلكون سكينة تقسيم التورتة، ولذلك أرى أن كلا البرلمانين السابق للثورة والتالى لها متشابهان في سطوة استخدام السلطة.
• هناك مرحلتان في علاقته بالبرلمان، أولها فترة تولى كمال الشاذلى أمانة التنظيم، وفترة تولى أحمد عز، هكذا كان رده على سؤال حول علاقة الرئيس الأسبق مبارك بالبرلمان في فترة عهده. 

- وقال: الفترة الأولى كانت تتسم بالنعومة والطبخ المسبوك، حيث كان الشاذلي يقوم بدراسة جيدة للعائلات بالمحافظات، ويختار من بينها بشكل متوازن نواب الشورى والشعب ورئيس المجلس المحلى، بشكل متوافق، كما أنه كان معه مفتاح نوتة البرلمان، يوزع الأدوار على النواب الذين أتى بهم داخل القاعة ليتحدثوا من عدمه، مثل المايسترو بخبرته السياسية الكبيرة. 

أصعب مراحل العمل البرلماني، كانت في السنوات الأخيرة لحكم مبارك، وعنها يقول: الفترة الثانية، وصل خلالها سلطان المال لعنفوانه، وتزاوج المال بالعملية السياسية، تحت قيادة أحمد عز.

وواصل: مبارك كان منجزًا في الفترة الأولى، ويحاول علاج سلبيات الفترة السابقة، إلا أنه في الفترة الثانية والتي كان قائدها بالبرلمان أحمد عز، أصبحت هناك "نغمة تمديد أم توريث"، وكل فريق يتصارع على دوره تحت عباءة الرئيس.

قضية التوريث كانت من أخطر أسباب انهيار حكم مبارك، وعنها يقول: جزء من نواب برلمان ٢٠٠٥، مثلوا "جمعية المنتفعين" داخل الحزب الوطنى، حيث كان هناك ترويج للتوريث من جانب البعض، ورفض من جانب آخرين بالحزب.

• 75 عامًا حافلة بالمواقف الإيجابية والسلبية، ما الموقف الذي اتخذته وندمت عليه؟
- استغرق في التفكير، وأخذ نفسًا عميقًا: الترشح لرئاسة المجلس منافسا للدكتور عبد العال، كنت أعتقد أنه بالخبرة فقط تستطيع أن تكون في ذلك المكان، واكتشفت أن د. عبد العال يمتلك الخبرة والبعد الدستورى والقانونى بشكل أكبر منى، لأنه أستاذ دستورى، وبالفعل دراسته العلمية وخبرته مكنته من تطوير أدائه البرلمانى بشكل كبير، عما كان في الشهر الأول أو العام الأول.

• هل ندمت على ضرب عكاشة بالحذاء بعد حرمانك من البرلمان دور انعقاد كامل؟
- لم أندم، وتقبلت الجزاء بصدر رحم، واعتبرته مقابلا لمخالفتي التقاليد البرلمانية، التي اعتذرت عنها، ولكنى أردت من الواقعة أن أوصل رسالة سياسية، وهى أنه لن يكون هناك لوبى داخل البرلمان للتطبيع مع إسرائيل قبل عودة الحقوق العربية.
* سألناه عن سبب تمسكه باستقلاليته وعدم انتمائه لأي حزب منذ بداية حياته البرلمانية، وهل يعد محسوبًا على المعارضة أم لا؟
- أجاب بأنه يقف في منطقة المستقل، وأن المعارضة بالنسبة له ليست صفة، وإنما موقف، بعكس المعارضة الحزبية التي تعد صفة مستمرة.
* وعن سبب تمسكه باستقلاله، أوضح أنه بعد مرحلة الاتحاد الاشتراكى التي نشأ سياسيا بها، وكذلك معاصرته للتعددية الحزبية، رأى أنه لم تعد هناك تربية سياسية بالأحزاب.
وأكد أن أحزابا عديدة تتمنى انضمامه اليها إلا أن موقفه ثابت، وهو أداء دوره فقط.

• وعن رؤيته للمشهد السياسي والحزبى قال: 
- للأسف الحياة السياسية والحزبية في انحدار مروع، حيث كان في السبعينيات ثلاثة اتجاهات سياسية وفكرية، وكان هناك ١١ حزبًا لها برامج حيوية على أرض الواقع، ولكن اليوم أصبح هناك ١٠٤ أحزاب دون تأثير، فهى أحزاب أسيرة الصالونات والقنوات الفضائية فقط، دون أي تأثير على أرض الواقع.
ودعا الأحزاب الحالية للاندماج مع اقرب أحزاب أخرى برامجها مشابهة لبرامجها.
• وحول اتهام بعض الأحزاب للدولة بأنها السبب في ضعفها وانعدام تأثيرها، علَّقَ بأن الدولة ليست لها علاقة بذلك، وأن على الأحزاب فرض وجودها والتحرك بالشارع واعداد قاعدة شعبية. ووصف تلك الاتهامات بأنها مبررات واهية، داعيا الأحزاب لتوفيق أوضاعها، والاتحاد.
وعن نصيحته للشباب، في حميمية رد النائب المخضرم، قائلا: أنتهز هذه الفرصة لأوجه رسالة للشباب قد تغضبه، ولكن يجب أن أقولها، وهى: "ليس فقط أنك شاب أن تتقلد موقعا أو تكون قياديا، لكن لا بد أن تكون قائدا وكفأ، وهو الأمر الذي يأتي من خلال الممارسة والعمل".

* سألناه هل كنت تتوقع ثورة يناير؟
- شرد لثوانٍ ثم قال: نعم، وقال التراكم الكمى يؤدى إلى تغير كيفى، موضحا أنه كانت هناك عوامل داخلية، وخارجية، أدت إلى قيام الثورة، حيث كانت العشر سنوات الأولى فقط من عهد مبارك، بها عطاء، ثم بدأت الأوضاع في التراجع خاصة العشر سنوات الأخيرة، بالإضافة إلى طرح التوريث.
وأضاف: بالإضافة إلى تلك العوامل الداخلية التي أثرت على أحوال المواطنين اجتماعيا، كان هناك عوامل خارجية استهدفت البلاد، بهدف تقسيمها، بما يصب في صالح مخطط تقسيم المنطقة.

• يرى البعض أن النائب كمال أحمد قبل توقيع الجزاء عليه بحرمانه من دور انعقاد كامل، بخلاف النائب كمال أحمد بعد عودته للمجلس، حيث عاد هادئا ومستأنسا، فما السر وراء ذلك؟
- علا صوته فجأة، رغم النبرة الهادئة التي سادت الحوار: ذلك التغيير أو الهدوء، ليس بسبب واقعة الحذاء، ولكن بسبب ظروف البلاد، خاصة أن المعارضة بالنسبة للنائب المستقل هي حالة وليست صفة مستمرة، ففى الوقت الذي كنت أعارض فيه بقوة، كانت الدولة قوية، ولكن ظروف الدولة الآن أصعب مما كانت عليه من قبل، وبالتالى أي انتقاد للدولة الآن يمثل خطرا شديدا عليها.
وأؤكد هنا أنى كنت أعترض على إدارة الدولة في الماضى والآن لا أعترض ضمانا لسلامة الدولة، حيث يوجد مهم وأهم، فالمهم هو إدارة الدولة والأهم هو سلامة الدولة.
• أراه ردا سياسيا من سياسي محنك، أجاب بتحفز: بل هي الحقيقة، فالأسرة القوية يمكنها معاتبة الابن والأخ حال ارتكابه خطأ، ولكن في ظل تهديد كيان الأسرة بالخطر، فلا بد من الحفاظ على سلامتهم أولا، وأرى أن ثبات الدولة الآن من ثبات قواتها المسلحة ومؤسساتها، وبالتالى فلا يجب أن نعترض الآن سلاما للدولة.. وبالتالى لا يوجد سر وراء تغيير موقفى، سوى الحفاظ على سلامة البلاد.

سألناه في ختام حوارنا معه، عن رؤيته المستقبلية للبلاد؟ كمن يحمل هموم العالم فوق كتفيه، تنهد قبل أن يجيب: ما نعيشه حاليا لم تتعرض له مصر عبر تاريخها من قبل، حيث إنها في ظل إمكانيات صعبة، تتعرض للمؤامرات الخارجية، ولكن الشعب المصرى يتسم بالعناد ولا يعرف الركوع، مؤكدا، خلال 3 سنوات سنكون دولة ذات شأن ومؤثرة في المحفل الدولى، ولها قاعدة اقتصادية كبيرة.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية