رئيس التحرير
عصام كامل

كشف المستور.. خيانة تركية و17 طن متفجرات لتدمير مفاعل سوريا

فيتو

"مفاعل الكبر" السوري اسم حظى باهتمام كبير في وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الأربعاء، بعد أن فجرت سلطات الاحتلال قنبلة مدوية وغير متوقعة بالاعتراف رسميًا بقصفه قبل 10 سنوات في سوريًا وتحديدًا في 6 سبتمبر عام 2007، رغم محاولات إخفاء ذلك في الماضي.


عملية البستان
ويقع مفاعل الكبر السوري في محافظة دير الزور، وعرفت العملية الإسرائيلية لقصفه بـ"عملية البستان" وكانت ضربة جوية إسرائيلية على محافظة دير الزور بعد منتصف الليل مباشرة.

البداية كانت من اقترب المدير العام السابق للموساد مئير داجان من وزير جيش الاحتلال آنذاك عمير بيريتس وأخبره بمعلومات استخباراتية لتبدأ محاولات وضع خطة تنفيذ العملية التي سميت أيضًا بـ"خارج الصندوق".

موقع عسكري وليس نوويا

الرد السوري جاء وقتها بأن البناء كان موقعا عسكريا قيد الإنشاء وليس موقعا نوويا.

معلومات استخباراتية
وتم جمع المعلومات الاستخبارية بناء على طلب من شعبة استخبارات الجيش الإسرائيلي، التي اشتبهت في أن سوريا كانت ضالعة في نشاط نووي غير منظم. لقد تبينت المخابرات العسكرية منشأة غير مألوفة، وذلك خلال عمليات مسح سطح روتيني للأراضي السورية، ولكن وبما أن المنشأة كانت تبدو كأي مبنى عادي، فقد كان من الصعب التعرف على الغرض من بنائها بالضبط، ولكن بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة من فيينا تم التنفيذ الفعلي.

قنبلة نووية
وتوصل خبراء الموساد الذين حللوا المعلومات التي تم جمعها، والصور الجوية التي التقطت للمنشأة، إلى أن الغرض الوحيد الممكن لمثل هذه المحطة، التي تشبه المنشأة النووية الوحيدة في بيونج يونج في كوريا الشمالية والغاية منها تصنيع قنبلة نووية. فيما أكد أستاذ في جامعة تل أبيب ومؤسس مركز الأبحاث النووية في النقب، أن الموقع السوري تم بناؤه لمعالجة البلوتونيوم، وتجميع قنبلة نووية باستخدام الأسلحة البلوتونيوم في الأصل من كوريا الشمالية.

وقال مسئولون إسرائيليون: إن محمد سليمان، وهو ضابط سوري رفيع المستوى قاد "جيش الظلال" التابع للرئيس السوري بشار الأسد، وأشرف على مهام سرية مثل نقل الأسلحة والمعرفة العسكرية لمنظمة حزب الله اللبنانية كان على علم بوجود المفاعل.

إدانة إسرائيل
إسرائيل شعرت بالرعب من الإدانة بالعملية بعد تنفيذها، وظلت تنكر ضلوعها فيها، وخاصة أنها سبق وأن دمرت قبل 26 عاما من ذلك مفاعل "تموز" (أوسارك)، المفاعل النووي العراقي، تحت قيادة رئيس الوزراء الأسبق مناحم بيجن، وذلك لأن السمة الرئيسية في المنظومة الأمنية الإسرائيلية هي عدم السماح لأعداء إسرائيل بحيازة أسلحة نووية.


الاستعانة بالحدود التركية
وحول تفاصيل تنفيذ العملية فقد أقلعت أربع طائرات من طراز F15 وأربع طائرات أخرى من طراز F16 من إحدى قواعد سلاح الجو الإسرائيلي متجهة إلى الهدف، المنشأة في دير الزور. دخلت الطائرات الإسرائيلية إلى الأجواء السورية من الحدود التركية.

كلمة السر "أريزونا"
ووفقا لتقرير "نيويوركر"، "وفي لحظة ما بين الساعة 00:40 و00:53 أطلق الطيارون عبر أجهزة الاتصال كلمة السر "أريزونا"، ومنها أدرك أولمرت وبراك وليفني أن 17 طنا من القنابل قد ألقيت على المنشأة ودمرتها بالكامل.

دور كوريا الشمالية
ويؤكد المراقبون الإسرائيليون أن كوريا الشمالية لعبت دورًا رئيسيًا في إنشاء المفاعل، وعلى ما يبدو كانوا ينوون تشغيل المفاعل في دير الزور بأنفسهم، موضحين أن الفائدة الأساسية من هذا المفاعل كانت ستعود إلى الكوريين الشماليين أنفسهم لأن كوريا الشمالية دولة مستهدفة من قبل الغرب، ومن مصلحتهم أن يكون تحت سيطرتها مفاعل كهذا.


الجريدة الرسمية