رئيس التحرير
عصام كامل

100 منتج صيني في مرمى رسوم ترامب الجمركية

فيتو

يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية الأسبوع الحالي عن حزمة جديدة من التعريفات الجمركية على البضائع الصينية التي تدخل الولايات المتحدة.


ومن المتوقع أن تستهدف التعريفات الجديدة نحو 100 منتج صيني بقيمة تصل إلى نحو 60 مليار دولار، حسبما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، ويبدو أن حزمة التعريفات الجديدة على الصين تستهدف معاقبة بكين بسبب انتهاكها لحقوق الملكية الفكرية لكثير من المنتجات.

كما تهدف حزمة التعريفات إلى إتاحة الفرصة للشركات الأمريكية للمنافسة بصورة أكبر في السوق المحلية وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين الأمريكيين.

وطبقا لما ذكرته الصحيفة، فإن مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدموا له دراسة بفرض حزمة رسوم جمركية على الصادرات الصينية تستهدف تقليل الواردات الأمريكية من الصين بقيمة 30 مليار دولار، إلا أن الرئيس الأمريكي طالب بمضاعفة التعريفات الجمركية لتستهدف واردات صينية بقيمة 60 مليار دولار، ومن المتوقع أن تستهدف حزمة التعريفات الجديدة 100 سلعة صينية تدخل الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي: إن معظم هذه السلع تم سرقة الحقوق الملكية الخاصة بها من شركات أمريكية، ورغم كثرة التحذيرات من بعض مساعدي الرئيس الأمريكي وأعضاء بالكونجرس من الحزبين لعدم فرض رسوم جمركية جديدة تجنبا لقيام حروب تجارية بين واشنطن والدول الأخرى، فإن ترامب أبدى رغبة في فرض الرسوم بصورة منفردة بصرف النظر عن ردود أفعال الدول الأخرى تجاه ذلك، ومن المتوقع أن تسبب حزمة التعريفات الجديدة ردود أفعال قوية من بكين، وقد يؤدي ذلك إلى حرب تجارية شرسة بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، وإذا تم تطبيق هذه الحزمة من التعريفات فسوف تعتبر أكبر حزمة من الأفعال الاقتصادية التي يتخذها رئيس أمريكي ضد الصين منذ بداية التاريخ الحديث للولايات المتحدة الأمريكية.

ويتفق فيل ليفي المستشار التجاري السابق للرئيس جورج دبليو بوش، مع الرئيس ترامب حول انتقاده الصين بسبب سرقتها حقوق الملكية الفكرية من الشركات الأمريكية، لكنه في الوقت نفسه لا يفضِّل السياسة الاقتصادية التي يتبعها ترامب تجاه بكين والدول الأخرى، وقال ليفي: «هناك قلق شديد حول سلوك الصين فيما يتعلق بالملكية الفكرية، لكن هنا كثير من الطرق الأخرى أكثر فاعلية يمكن اتباعها لمناقشة هذه القضية»، الأمر نفسه ينطبق على الشركات الأمريكية التي توافق على انتقاد ترامب لمسارات بكين التجارية، إلا أنهم لا يوافقون على إستراتيجية الإدارة الأمريكية للرد على تلك الممارسات.

ويرى كثير من الاقتصاديين المتخصصين في الشأن الصيني أن استهداف الإدارة الأمريكية للمنتجات الصينية بسبب حقوق الملكية الفكرية سيكون أمرا صعبا تحقيقه، خاصة أن معظم المنتجات الصينية التي يتم تصديرها إلى الولايات المتحدة يتم تصنيعها في دول مختلفة من خلال سلاسل العرض الصينية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وذلك يقلل من التأثير المرغوب للتعريفات الجمركية التي تستهدف بالأساس محاربة الشركات الصينية التي تسرق حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية.

من جانبه، قال جون فريسبي، رئيس مجلس الأعمال الصيني الأمريكي: إن التعريفات الجمركية ستضر النشاط التجاري لأمريكا أكثر مما تنفع فيما يتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية، مضيفا أن قطاع الأعمال الأمريكي يريد أن يرى حلولا عملية لمعالجة مسألة سرقة الملكية الفكرية بدلا من فرض عقوبات اقتصادية، ويضم المجلس نحو مائتي شركة أمريكية لها نشاط تجاري مع الصين.

وقال نيكولاس لاردي زميل معهد بيرسون للاقتصاديات الدولية: إن المصانع الصينية فقط تقوم بتجميع معظم المنتجات التي تصدر إلى الولايات المتحدة ولا تقوم بتصنيعها بصورة كلية، مشيرا إلى أن معظم ما تستورده أمريكا من الصين يتم تصنيعه عبر شركات عابرة للجنسيات، وأضاف أن 30 في المائة من المنتجات الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة منتجات كهربائية، وفرض تعريفات جمركية على تلك الأجهزة سيؤدي إلى زيادة أسعارها في السوق الأمريكية وهو ما يقلل من القدرة الشرائية للمواطن الأمريكي.

وحذر لاردي من رد فعل بكين تجاه التعريفات الجديدة، مشيرا إلى أن الصين قد تستهدف منتج فول الصويا الذي يعتبر ثاني أكبر المنتجات التي تصدرها الولايات المتحدة إلى الصين، مضيفا أن حزمة التعريفات الجديدة قد تؤدي إلى تقليل الواردات الأمريكية من الصين بقيمة 30 مليار دولار إلا أن ذلك لن يكون له تأثير إيجابي كبير على العجز التجاري الأمريكي بشكل عام، كما أن تراجع الواردات الأمريكية من الصين لن يحل المشكلة، علما أن هذه المنتجات لم يتم تصنيعها محليا في السوق الأمريكية.
الجريدة الرسمية