رئيس التحرير
عصام كامل

ساندرا في حضرة الرئيس.. أسرار لقاء الـ52 دقيقة قبل الانتخابات الرئاسية

المخرجة ساندرا نشأت
المخرجة ساندرا نشأت والرئيس عبد الفتاح السيسي

تنتمي المخرجة ساندرا نشأت إلى مدرسة الموهوبين فنيًا، فهي لا تهتم بعدد أعمالها قدر تركيزها الشديد فيما تضع عليه اسمها من إنتاج فني، ولعل ذلك أحد الأسباب الأساسية لغيابها لفترات عن الساحة وتواريها عن الأضواء، غير أن مجرد إطلالتها من جديد دائما ما تثير الجدل ويصاحبها الاهتمام من وسائل الإعلام، لا سيما أن الإبداع بات معقودًا بنواصي حركة قدميها.


وتمثل ساندرا الاستثناء بين مخرجي المدرسة الواقعية في السينما، بعدما أصبحت في مقدمة قائمة أبناء ذلك النوع من أعمال الفن السابع، فهي تمتلك الأدوات التي ترسم من خلالها صورة سينمائية واقعية تصل سريعا إلى عقل وقلب المشاهدين.

وقبل أيام جرى الإعلان عن تسجيل المخرجة الشابة لقاء خاصا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتم طرح البرومو الخاص به تحت عنوان "شعب ورئيس ٢٠١٨" انتظارا لعرضه على الشاشات الفضائية بداية من اليوم الثلاثاء، حسب مصادرنا، حيث استقر المسئولون عن العمل على طرحه عقب انتهاء مدة الصمت الانتخابي الأول احتراما لقرارات اللجنة الوطنية للانتخابات.

وكشفت مصادر مطلعة لـ"فيتو" كواليس اللقاء، موضحة أن التفكير في تسجيل لقاء للرئيس بطريقة سينمائية كان أحد أسبابه الرغبة في عدم الاعتماد على أي من المذيعين الموجودين على الساحة حاليا، وعدم الإجماع على اسم مذيع يحظى بقبول لدى الرأي العام، لأن أغلب مقدمي برامج التوك شو محل انتقاد كبير من الجماهير.

وأوضحت المصادر، أن اختيار ساندرا جاء بناءً على نجاحها قبل سنوات، وبترشيح وزير الإعلام الأسبق آنذاك أنس الفقي لتسجيل حلقات من حياة البابا شنودة، واستطاعت خلالها أن تقدم الوجه الآخر في حياة البطريرك بشكل نال إعجاب الجميع بعد عرض الحلقات، مشيرة إلى أن التسجيل مع الرئيس السيسي استغرق نحو أربع ساعات متتالية، استمع خلالها لكل الأسئلة بقلب مفتوح وتم الرد عليها، حيث لم تطلب إدارة الإعلام بمؤسسة الرئاسة أن يكون هناك أي قيود على الأسئلة المطروحة أو تحديد مسارات معينة لسير اللقاء.

وتابعت المصادر، أن الإعلامي محمد السعدي لعب دورا كبيرا في تولي ساندرا مهمة إجراء اللقاء بعدما فضل المحيطون بالرئيس السيسي أن تكون إطلالته الأخيرة قبيل أيام من العملية الانتخابية في الداخل عبر حوار بنكهة سينمائية، يكشف الكثير من الجوانب غير المعروفة كثيرا في شخصية الرئيس.

وأشارت المصادر، إلى أن ساندرا قامت بعمل المونتاج للحوار، وجعلته في نحو ٥٢ دقيقة بعد إدخال جميع اللقطات الخارجية، التي صورتها على مدار أسبوعين في محافظات وأماكن مختلفة بأنحاء الجمهورية ليكون التعبير عن عنوان اللقاء واقعيا.

ووفقا للمصادر ذاتها، عرضت ساندرا النسخة النهائية للحوار بعد مونتاجه على إعلام مؤسسة الرئاسة، الذين أشادوا به بعد مشاهدته وكشفت المصادر، أن ساندرا وجميع طاقم العمل معها في هذا العمل لم يتقاضوا أية أموال، مفضلين القيام به حبًا في شخص الرئيس السيسي.

وفي السياق ذاته ذكرت المصادر، أن ساندرا استغلت فرصة لقاء الرئيس وعبرت له عن امتنانها بما قدمه لمصر وإنقاذه لها من براثن حكم جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدة أنها فكرت في مغادرة مصر بعد يناير ٢٠١١ وما تبعها من أحداث متخبطة آنذاك، موضحة مداعبة الرئيس لها وفريق العمل أكثر من مرة خلال التسجيل.

يشار إلى أن البرومو الخاص باللقاء تضمن إجابة السيسي على أسئلة عدد من المواطنين في محافظات مصر، عرضتها المخرجة في إطار دعائي تشويقي حمل شعار "من القلب إلى القلب".

ووجهت المخرجة سؤالا للرئيس قائلة: "هل حضرتك همك شعبيتك ولا في حاجة تانية أهم؟"، ليجيب الرئيس: "أن أكون محل إجماع مطلق، ده مش هيحصل"، مختتما حديثه: "كل ده عشانك أنت".

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية