رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فذكر إن نفعت الذكرى


العز في الطاعة، والذل والمهانة في المعصية، لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار على المعصية، العبد مطالب بالإقرار والاعتذار، الإقرار بفضله تعالى وبالتقصير والإساءة، والاعتذار والندم على المعاصي والزلات، وفي الحديث: "الندم توبة، ومن أقر بذنبه فلا ذنب له، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له"، والتائب حبيب الرحمن، لا تجعل معاصيك تحول بينك وبين رحمة ربك سبحانه..


فمهما عظمت ذنوبك عفو ربك ورحمته أكبر، ولا تيأس من روح الله أي من رحمته عز وجل ولا تقنط مع إسرافك، وتذكر قوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ٱن الله يغفر الذنوب جميعا"، ويقول سبحانه: "ورحمتي وسعت كل شيء"، ويقول جل في علاه: "كتب ربكم على نفسه الرحمة"، فيما عدا الشرك بالله مهما كانت الذنوب يغفرها الله عند الرجوع إليه واستغفاره تعالى، واعلم أن الذنب الذي هو أكبر من أي ذنب هو أن يظن العبد أنه لن يغفر له لعظم ذنبه..

ابتلاءات الله تعالى للعباد رحمات من الله لا يدركها الكثير من العباد، فهي تطهير للعامة وترقية ورفعة في الدرجات للخاصة، من وصايا أهل الله للعبد إذا وقع في معصية ألا يفارق موضع المعصية ٱلا إذا أتى بطاعة، وأن يعمل عملا طيبا فإن الحسنات يذهبن السيئات، عود نفسك على حسن الظن وإخلاص النية وعليك بحسن الظن وإن كان في غير أهله وألا تسئ الظن وإن كان في أهله، وكن جميلا في كل شيء في اخلاقك ومعاملاتك وطبعك وسلوكك وتصرفاتك حتى يريك الله تعالى الجمال في كل شيء..

ومعلوم أن كل إنسان يرى بمنظوره، فأهل الجمال يرون بعين الجمال، وأهل الكمال يرون بعين الكمال، وكن أيضا جميلا في أحوالك، في صبرك وهجرك وصفحك حتى تكن ممن عملوا بقوله عزوجل، "فصبر جميل والله المستعان"، والصبر الجميل هو الصبر الذي ليس فيه شكوى، وكذا في الهجر، فأهجروهن هجرا جميلا، والهجر الجميل هو الذي ليس فيه إساءة، وكذا في الصفح الجميل.. فأصفح الصفح الجميل، وهو الذي ليس فيه معاتبة ولا تذكر الإساءة، وإياك والشماتة في مصاب أحد في ابتلائه وفقره ومرضه وموته، ولا حتى في وقوعه في المعصية وإياك أن تذدريه أو أن تنظر إليه بعين النقص والاحتقار، وتذكر قول القائل: "لا تلقى الشماتة بأخيك فربما يعافيه الله ويبتليك، واتهم نفسك بالنقص دوما وإياك أن تنظر إليها بعين الكمال، ولا ترضى عنها مهما بلغت من الكمال حتى لا تركن ولا يأخذك العجب بها فتحجب وتعاقب من الله، وكن بأهل الله مقتديا، كانوا يتهمون أنفسهم بالنقص والتقصير، ويقابلون مدح الناس وثناءهم عليهم بمزيد من الخضوع لله والتواضع، وعليك بقضاء حوائج العباد ما استطعت لعل الله يجعل لك نصيبا مع الذين حبب الخير إليهم وحببهم في الخير وهم الآمنون يوم القيامة".

وتذكر أن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه، ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، وفي الحديث أيضا: "من سعى في قضاء حاجة أخيه انسلخ من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، قيل: "قضيت أم لم تقض يارسول الله"، قال: "قضيت أو لم تقض"، وفي الحديث أيضا عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "ثلاثة يخاطبهم الله يوم القيامة على منابر من النور مشبع الجوعان ومكسي العريان ومغيث الملهوف وفي رواية ودليل المحتاج".
Advertisements
الجريدة الرسمية