رئيس التحرير
عصام كامل

سفير الكاميرون بالقاهرة: سد النهضة ليس أزمة إنما فرصة للتقارب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال السفير الكاميروني في القاهرة محمدو لبرنج "عميد السفراء الأفارقة"، إن الأصل في الشعب الكاميروني أن لديه معتقدات وديانات تقليدية طبيعية معروفة تمارسها مختلف أطياف الشعب، ثم ورث بعد ذلك الديانات السماوية كالإسلام والمسيحية، لذا فالشعب الكاميروني متدين بطبعه ويمتلك خلفية تاريخية للمعتقدات، ومن أجل ذلك لم تكن لديه مشكلة في التعامل مع أي شخص لا يعتقد دياناتهم أو يختلف في الديانة، فالخلاف العقائدي غير موجود من الأساس، لذا لم نجد أي عرض سلبي للتعايش بين الديانات المختلفة في البلاد سواء السماوية أم الأرضية.


وخلال لقاء مع وكالة "سبوتنيك" الروسية أكد أن بلاده  وفرت المناخ الملائم لكل ديانة بحيث يستطيع أتباعها ممارسة طقوسهم وفقا لما تنظمه ديانتهم أو معتقدهم بحيث لا يخل ذلك بالنظام العام والأمن والممتلكات العامة، لذا فلا تجد تعاليا من ديانة على الديانة الأخرى والجميع يمارس طقوسه بكل أريحية وفقا للدستور والقوانين التي تنظم شئون البلاد وبين مختلف الطوائف والأديان.

وأشار إلى تدفق الاستثمارات على القارة الأفريقية ومحاولة رءوس الأموال العالمية الحصول على فرص استثمارية بها، بعد أن كان ينظر إليها على أنها قارة الصراعات والنزاعات والأمراض، ولولا أن السلم والاستقرار هو السمة الغالبة في القارة الأفريقية اليوم لما تطلعت إليها رءوس الأموال لجني الأرباح من المشروعات الواعدة في تلك القارة البكر المليئة بالخيرات ومصادر الثروة الطبيعية غير الموجودة في أي من قارات العالم.

وعن دور الكاميرون في حل الصراعات بين الدول الأفريقية، أكد عميد السفراء الأفارقة أن بلاده لا تتدخل في النزاعات أو الصراعات الداخلية لأي من دول العالم أو دول المنطقة، كما أنها لا تريد من أحد أن يتدخل في شؤونها، لذا فإننا نحاول أن نكون وسيط سلام ونكون أصدقاء للجميع من أجل أن نصبح وسيطا مقبولا لدى جميع الأطراف، فسياسة الكاميرون من البداية لا تريد الدخول في المشكلات الداخلية للدول الأخرى، نريد أن يكون التهاون وعلاقات الصداقة والأخوة هي السائدة.

وأوضح أن الكاميرون ليست محايدة بالمعنى الحرفي للكلمة، فالكاميرون إيجابية وليست سلبية، لأن كلمة المحايد ربما تحمل مفاهيم سلبية وهذه ليست سياستنا، فنحن نحاول تقريب المفاهيم، ولكي تحقق ذلك يجب أن تتعاطف مع معظم الأطراف من أجل حل الأزمات، فالكاميرون تستمع لكل الأطراف للوقوف على أصل المشكلة، لأن حل المشكلات يعتمد في المقام الأول على فهم كل ملابساتها من أجل وضع سيناريوهات الحل التي تعتمد على إقناع الأطراف بالجلوس للتفاوض.

وأكد أن هناك تنسيقا بين مجموعة السفراء الأفارقة، والهدف الأساسي من تكون تلك المجوعة هو التعارف والتنسيق، فالتقارب والتعارف هو السنة الكونية، لذا فإننا خلال اللقاءات نتناول المبادرات والحلول ونقوم بدراستها في إطار ودي وليس بشكل رسمي.

ونبه (لبرنج) أن ظاهرة الإرهاب ليست وليدة تلك المرحلة، بل هو ظاهرة قديمة قدم العالم لكن من الممكن أن تكون التسمية قد اختلفت، فهناك حركات "مقاومة" في بعض البلدان يتم إلصاق تهم الإرهاب بهم من جانب المحاربين، ولا يمكن أن نقول إن أفريقيا مصدرة للإرهاب، فهناك أكثر من دليل ومثال للإرهاب في أوروبا وبقية دول العالم في الوقت الذي لم تعرف أفريقيا ما هو "الإرهاب" من الأساس.

وشدد أن مسألة سد النهضة ليس لها مخرج سوى الحل، وسوف يتم التوصل لحلول بين الجانبين، موضحا أنه لا يعتبر سد النهضة مشكلة إنما هي فرصة للتعاون والتقارب، وهناك جهود كبيرة تبذل من الجانبين المصري والإثيوبي لاحتواء تلك المشكلات وسواء طال الزمن أم قصر فسوف يتم تسوية تلك الخلافات.
الجريدة الرسمية