رئيس التحرير
عصام كامل

مصر التي نحلم بها


هذا كان عنوانا اختاره منتدى حوار الثقافات الذي ترعاه الهيئة القبطية الإنجيلية للقاء نظمه نهاية الأسبوع الماضى بالقاهرة، ولمؤتمر أكبر ينظمه غدا في جامعة بنى سويف، بحضور رئيس الجامعة والمحافظ، ويشارك فيه طلاب الجامعة. وقد تعددت وتنوعت أحلام المشاركين في لقاء القاهرة، والأغلب أن ذلك سوف يتكرر في مؤتمر بنى سويف، غير أن كل هذه الأحلام يمكن تلخيصها في حلم كبير وأساسى هو كما قلت في اللقاء أن تصبح مصر دولة عصرية..


أي دولة ديمقراطية تقوم على مبدأ المواطنة والمساواة، وأن تكون دولة قانون، ويكون فيه المواطنون سواء أمام القانون، ويسودها السلام وتخلو من العنف، وتشيع في أرجائها العدالة الاجتماعية، ويصير اقتصادها قويا قادرًا على تلبية الاحتياجات الأساسية والضرورية، وأن تكون قادرة أيضا على حماية أمنها القومي، ومواجهة كل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها، وأن تسحق الإرهاب وتوقعنا من شروره، وأيضًا أن تكون لها مكانتها واحترامها في محيطها الإقليمى والساحة العالمية، وتستطيع الحفاظ على استقلال إرادتها وقرارها.

هذا هو الحلم الذي لا يداعبنى أثناء النوم، وإنما يسيطر على خلال اليقظة، ولذلك أتمسك به رغم كل التحديات والصعاب والمؤامرات وانشغالنا بحرب الإرهاب.. وأرى أن هذا الحلم لكى يتحقق كاملا يحتاج منا إنجاز أربعة أمور مهمة..

الأول هو إعادة صياغة كاملة للإنسان المصرى تشمل قيمه وأسلوب تفكيره وتحصِنُه ضد الإحباط وعمليات نشر اليأس الممنهجة في ظل حروب الجيل الرابع.. والثاني هو توسيع المشاركة المجتمعية في شتى المجالات، السياسية وغير السياسية، فلن نتمكن من إعادة بناء دولتنا إلا بمشاركة أغلب المصريين في الاختيار واتخاذ القرارات والتنفيذ..

ثالثا ترشيد آلية اتخاذ القرار، كبيرها وصغيرها وفى شتى المجالات، بحيث يسبقها دراسات عميقة من خبراء متخصصين.. رابعا تخطيط مستقبلنا السياسي، حتى نقطع الطريق على من يحاولون الآن تخطيط هذا المستقبل السياسي لنا بما يتوافق مع مصالحهم، وحتى نحمى أنفسنا مما تعرضنا له في سنة حكم الإخوان المشئومة، والأهم حتى نحقق أهم أحلامنا هو الدولة العصرية.
الجريدة الرسمية