رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«في تُرب السيدة».. سعد الصغير يحتفل بـ«عيد الأم» أمام قبر والدته

فيتو

«أنا مش يتيم يا أمى لأنك عايشة جوايا، أنا مش حزين يا أمى مع إنك سبتي دونيايا، ديه ملايكة من الجنة بيزفوا ويهنوا ياهنانا، ياسعدنا ديه جارتنا في الجنة».. كلمات تغنى بها المطرب الشعبي «سعد الصغير»، منذ 10 سنوات، وكأن قلبه كان يشعر أن مصدر سعادته الوحيد سيفارق الحياة قريبا.




لم يتخيل نجم الأغنية الشعبية، أن يعيش يوما واحدا بعيدا عن كنف أمه، منذ نعومة أظافره كانت والدته هي السند، يلجأ إليها حين تضيق عليه الدنيا بما رحبت، حضنها كان حصن الأمان، وبيتها في شبرا كان ملاذه الأخير، وحتى قبل وفاتها بوقت قليل عهد إليها بإدارة حياته، لدرجة أنه كان يحصل على مصروف يده منها كل صباح مثل الأطفال رغم عمره الذي تخطى الأربعين، لكنه تعود على هذه الحياة البسيطة في رحاب معشوقته الأولى والأخيرة، رغم إدارته لـ60 فردًا من أعضاء فرقته الموسيقية، فإنها كانت «العقل المدبر» لمستقبله.


يشاء القدر وتفارق «أم سعد»، عالمه منذ ستة أشهر بعد صراعها مع المرض، إلا أنه لم يدرك ما يحدث حولة حتى الآن، يجلس مع نفسه باستمرار ويستعيد شريط الذكريات بحلوها ومرها، يتذكر كل يوم ما فعلته «أمه» السيدة البسيطة التي صنعت له عالمًا مليئًا بالنجاح.

ولأن الاحتفال بــ"عيد الأم" يحمل هذا العام طابعًا مختلفًا فهو الأول لسعد بعد رحيل والدته، قرر أن يقضيه إلى جوار قبرها في "ترب السيدة زينب".

الجلوس بجوار الأم له طعم آخر وشعور مختلف في كل الأوقات، فبعد أن كان سعد يجلس إلى جانب والدته على «الكنبة» بشقة شبرا الخيمة، أصبح يجالسها في «تُربتها» بالسيدة زينب كل جمعة، يحكي لها كل صغيرة وكبيرة، وكأن لديه قناعة تامة بأن جسدها رحل عن الحياة، ومازالت روحها تسكن بجواره.



«عيد الأم» في المقابر، كان له متعة وطقوس خاصة، استعد له سعد قبلها بيومين وكأنه يجهز نفسه لموعد غرامي، استعاد ذكرياته معها حين كانت تذهب به إلى المقابر لزيارة قبر والده، جهز كل ما كانت تحمله في زيارتها، ولم ينس سجادة الصلاة الصغيرة التي لم تكن تفارقها.


أمام قبر والدته بدأ سعد يستعيد ذكرياته معها في عيد الأم: "منذ طفولتى كنت حريصا على تقديم الهدايا لها في عيد الأم في البداية كنت أحضر إليها "زجاجة كولونيا" ومنديلين برسومات خفيفة اشتريتهما من مصروف جيبي الخاص، أما في المرحلة الإعدادية ومع نزولي للعمل في بعض محال إصلاح الأجهزة الكهربائية توقفت فكرة الهدايا، فقد كنت أعطيها الأموال تشتري ما ترغب فيه".



مرحلة النجومية والغناء نقلت علاقة سعد بوالدته نقلة نوعية مختلفة: "قبل النجومية والشهرة كنت ممكن أديها 1000 جنيه، لكن بعد ما ربنا كرمني الصورة تغيرت تمامًا، فكنت لا أبخل عليها بأي أموال حتى دون أن تطلب، كل الخير اللى أنا فيه من فضل دعائها ليا، والغريب بعد وفاتها وجدتها تدخر كل الأموال التي أعطيتها لها والمشغولات الذهبية الخاصة بها".

يتحدث سعد عن الدعم الذي قدمته له والدته ووقوفها إلى جواره في بداية رحلة الغناء: "لا أنسى أبدًا أنها كانت تحصل مني يوميًا على 2000 جنيه لأكثر من عام، ثم فوجئت بعدها بأنها اشترت بتلك الأموال أتوبيس لنقل الفرقة الخاصة بي في الحفلات والأفراح".

وعن سر إصراره على الوجود في المقابر يوم عيد الأم: "زياتي للمقابر، طقوس تعودت عليها منذ صغري، فكانت والدتي تأخذني برفقة أشقائي في الأعياد والمناسبات الرسمية، للتذكير بأيام الفقر، وإرضاء الناس بطريقتها التي تعلمتها مع الوقت، وبدأت في تنفيذ نفس الأمور مع أولادى، ورسالتي لـ«أمي في عيدها» عمرى ما نسيتك لحظة ودائمًا بفتكر مغامراتي معاكي، ومش عارف هقضي رمضان إزاي من غيرك، بس كل سنة وأنتى طيبة وإن شاء الله تكوني في مكان أفضل". 
Advertisements
الجريدة الرسمية