رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اجعلوها أياماَ للوفاء.. وعرسًا للديمقراطية!


ما ينبغي ألا يغيب عنا أننا في مرحلة نضوج سياسي أسهم فيها دستور 2014، الذي جعل مدة ولاية الرئيس أعلى سلطة في البلاد لفترتين اثنتين فقط، لا تزيد الواحدة على 4 سنوات، بعد أن كان الاستفتاء على شخص أوحد خيارا وحيدا منذ ثورة يوليو.. وهو ما يجب استثماره، والبناء عليه، لا التراجع والنكوص عنه.


وإذا كنا نرفض تزوير الانتخابات وشراء الأصوات بالمال كما كان يحدث في فترات سابقة، فإننا يجب أن نرفض بالدرجة ذاتها الدعوة لمقاطعتها مادامت محكومة بضوابط دستورية.. ويخطئ من يتصور أن المقاطعة للانتخابات الرئاسية التي هي سلاح العاجزين الفاشلين قد تحرج النظام أمام المجتمع الدولي؛ فالخاسر الوحيد هو الديمقراطية والوطن الذي يحتاج إلى إسهام كل فرد فيه بالرأي والصوت الانتخابي والعمل والإنتاج.. وما خلقت الأحزاب والقوى السياسية إلا للمنافسة، وخوض غمار الانتخابات بشتى درجاتها لتحقيق استقرار حقيقي، والحفاظ على المصالح العليا للبلاد.

الرد العملي على أعداء الديمقراطية هو الإصرار على ممارسة الديمقراطية في أبسط صورها بالتصويت في الانتخابات الرئاسية.. وهو ما تحقق في ولاية الرئيس السيسي الأولى، خصوصا في تصويت المصريين بالخارج الذي فاق جميع ما سبقه من استحقاقات، وكان صفعة قوية على وجه من حرضوا على المقاطعة، وسعوا لإفشال العملية السياسية برمتها، وإسقاط الدولة في براثن الفوضى والفتنة..

وظني أن المصريين في الداخل والخارج سوف يعيدون كتابة ملحمة سياسية وطنية جديدة تفوق ما سبق، ويقدمون للعالم نموذجا مبهرا في الولاء والانتماء للوطن والوعي؛ إدراكًا لصعوبة المخاطر التي تمر بها مصر.. وسيكون ردهم العملي التصويت بكثافة عالية لاختيار الرئيس؛ تعزيزًا لشرعية 30 يونيو تلك الإرادة الشعبية التي خرجت بالملايين رافضة لحكم الإخوان، ومخططات الهدم والتقسيم لدول المنطقة.

الانتخابات الرئاسية ليست مجرد عرس ديمقراطي ولا تتويجًا للرئيس السيسي الذي حافظ على مؤسسات الدولة من الانهيار، وحقق إنجازات مبهرة، وقاد ولا يزال ثورة بناء وتعمير، وتصدى بقوة ولا يزال لمؤامرات ضروس لا يكل أصحابها ولا يملون عن التخطيط لها ودفع الأموال وتوفير المعلومات الاستخباراتية لضرب أهداف حيوية في مصر بأيدي خونة ينتسبون إليها..

لكن إرادة الله غالبة وقدر الله أن تبقى مصر وأهلها في رباط إلى يوم الدين.. لكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأولى خطوات التغيير الحقيقي هي أداء الواجب الانتخابي لاختيار رئيس منتخب بإرادة شعبية ترد على المحرضين والداعين للمقاطعة والمتآمرين.. وظني أن المصريين سيكتبون التاريخ كعادتهم في أيام الانتخابات، وستمتلئ اللجان والصناديق بأصواتهم التي تقول للعالم.. هذه معادن المصريين التي تظهر كلما احتاج الوطن إليهم.

أقول للمصريين مارسوا حقكم واخرجوا بكثافة إلى صناديق الانتخابات لاختيار رئيسكم لتثبتوا للعالم أنكم شعب أصيل ووفي.. واجعلوا أيام الانتخابات التي تبدأ الإثنين القادم وتستمر حتى الأربعاء عرسًا للديمقراطية.

Advertisements
الجريدة الرسمية