رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الهلوسة والانتخابات!


أكثر من نظرية علمية لتفسير ظاهرة الهلوسة، ربما كان التفسير الأبرز عند تطور الطب النفساني وهيمنة التفسيرات النفسية، واعتبارها أنها "بروز الأماني والأفكار والرغبات من العقل اللاواعي على صفحة الوعي".. وعند تراجع المدرسة النفسية والانتقال إلى التفسير البيولوجي للمرض اعتبرت الهلوسة "خلل في عمل الدماغ ووظائفه".. واستمر جهود العلماء وأساتذة الطب حتى توصلوا إلى أنه يمكن أن يتشكل ما وصفوه بأنه "بروز الحالة الداخلية أو تفاعل الشخص اتجاه شخص آخر على شكل هلوسات متعددة أهمها السمعية".. ولكن لم يتوقف تفسير العلم عند ذلك اذ ظهرت نظريات حديثة اهتمت بما أطلقت عليه "التوقعات الحسية الشديدة التي قد تولد خرجات حسية عفوية"!


الأهم على الإطلاق هو الاتفاق شبه التام بين أساتذة الطب النفساني وعلم النفس في تعريفات الهلوسة حتى على موقع "ويكيبيديا" على أنها "الإحساس بمحسوس غير موجود" وبالطبع عند محاولة إثبات ذلك عمليا على أنواع من الفصيلة البشرية وجدوا أن تركيا هي المكان المثالي لذلك.. خصوصا في بعض القنوات الفضائية التي تنطلق من هناك. 

فواحدة من هذه القنوات قامت بتغطية الانتخابات الرئاسية المصرية بالخارج وبدلا من نقل لجان التصويت وما يجري فيها وأمامها قامت القناة بإرسال الكاميرا إلى مكان مجهول في أوروبا أو ربما في أمريكا أو حتى في البرازيل وقامت الكاميرا بتسجيل أنه لا يوجد مصريون في هذا المكان. 

وبالتالي اعتبروا -القناة والمذيع الفللي- أن هذا دليل على عدم إقبال المصريين على التصويت !! كأن تجري الانتخابات الرئاسية التركية ونرسل كاميرا في الاسكيمو لنثبت أنه لا يوجد أتراك يصوتون في الانتخابات!!

الحلقة كانت طويلة والمكان المجهول الذي هو في منطقة ما في دولة ما في قارة ما فوق هذا الكوكب لا يكفي لوقت الحلقة فكان الحل في العودة لتسجيلات قديمه عن دعوات مقاطعة الانتخابات! المهم أي شيء إلا التصويت الذي جرى أمس في كل بقاع العالم!

نتذكر الآن ونحن صغار عندما كنا نختبئ من الكبار بعد أي مصيبة نفعلها فكنا نخفي وجوهنا بينما باقي أجسادنا وخصوصا أقدامنا التي ترتعش ظاهرة بالكامل لكننا كنا نتوهم أننا اختبأنا!

اعتقادنا أن هذا أبسط درس لشرح الهلوسة لطلبة كلية الطب!
Advertisements
الجريدة الرسمية