التصلب المتعدد مرض يصيب الشباب في عمر الزهور.. 80 ألف مريض في مصر والعلاج مجانا بالتأمين الصحي.. لا توجد قوائم انتظار للمرضى.. والاكتشاف المبكر يقلل من الأعراض

مرض التصلب المتعدد يصيب الشباب في عمر الزهور، حيث تزيد الإصابات في المرحلة العمرية من 20 إلى 40 عاما، يجد الأطباء صعوبة في تشخيص المرض خاصة أن له عددا من الأعراض المختلفة المتشابهة مع أمراض أخرى مما يختلط الأمر على المريض والطبيب معا.

أعراض المرض
وبحسب ما يقوله أستاذ المخ والأعصاب الدكتور طارق توفيق، تتمثل الأعراض المختلفة للمرض في السلس البولي وعدم الاتزان وعدم الرؤية وازدواجها أحيانا وآلام أثناء حركة العين، وتنميل في الوجه والأطراف وآلام أسفل الظهر والإرهاق المستمر وليس شرطا أن تظهر كل تلك الأعراض معا في وقت واحد.

ويوجد أعراض مؤقتة تظهر وتختفي منها ضعف الحركة والشلل الرباعي وشلل عصب العيون وعدم الانتصاب بالنسبة للشباب في عمر صغير وفقدان القدرة الجنسية وفقدان الرغبة في الجماع بالنسبة للفتيات، الشعور بالتخبط المستمر وعدم القدرة على اتخاذ أي قرار وغير قادر على بذل أي مجهود.

انتشار المرض
المرض منتشر في عدد كبير من الدول سواء في أمريكا أو أوروبا بنسب أكبر وفي جنوب شرق آسيا بنسب أقل وكذلك أفريقيا ونسب انتشاره في مصر متوسطة.

الدكتور طارق توفيق أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة يؤكد لــ"فيتو" أن السبب الرئيسي في الإصابة بالمرض هو وجود خلل في جهاز المناعة دون معرفة سبب ذلك الخلل، ويتأثر به الجهاز العصبي المركزي للإنسان.

تشخيص المرض
وأشار إلى أن تشخيص المرض يتم من خلال الفحص الإكلينيكي والجهد المثار للعصب السمعي والبصري وبذل النخاع والرنين المغناطيسي مؤكدا أن نسبة من هؤلاء المصابين من 5 إلى 8% يصابون بالصرع.

وأكد أن الأدوية الخاصة بالمرض تخفي الأعراض لكن لا تحقق الشفاء الكامل وقد يصاب بعض المرضى بهجمة شرسة من المرض ويمكنهم تناول حقن الكورتيزون فتختفي 80% من الأعراض لمدة أسبوع وفي حالة تناوله لمدة أسبوع ليس له أي أعراض مدمرة للجسم لكن أطول من ذلك يسبب مضاعفات حيث يعمل الكورتيزون على منع هلاك الأنسجة في المخ.

وأشار إلى أن الأدوية مكلفة للغاية وأقل دواء يبلغ 8 آلاف جنيه يحصل عليه المريض مدى الحياة، مشددا على ضرورة السرعة في تشخيص المرض والدقة، فكلما كان التشخيص مبكرا كان التحكم في المرض أكثر.

توفير العلاج مجانا
وأوضح أن هيئة التأمين الصحي توفر العلاج وكذلك التشخيص وكل الفحوصات مجانا خاصة أن أشعة الرنين المغناطيسي يصل تكلفتها أكثر من 1000 جنيه، مشيرا إلى عدم وجود قوائم انتظار للمرضى في التأمين الصحي وغير الخاضعين للتأمين يتم صرف العلاج لهم من خلال نفقة الدولة ويصرف في وحدات علاج التصلب المتعدد في جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية.

وأشار إلى وجود أدوية حديثة للمرض تبلغ تكلفتها نحو 150 ألف دولار مشيرا إلى أن الأدوية المتوفرة في مصر حاليا ذات كفاءة وفعالية للمرضى، وكلما كان العلاج أكثر فعالية يقلل الهجمات التي تصيب المرضى، موضحا أن عدد المرضى في مصر يبلغ 80 ألف مريض مصاب بالتصلب المتعدد و3% من الإصابات ترجع إلى العامل الوراثي، وأنه يمكن أن يصاب بالمرض جميع الفئات العمرية إلا أن أكثر الإصابات تتركز ما بين 20 و40 عاما.