رئيس التحرير
عصام كامل

عن الإحسان لليتيم والأرملة!


نحاول الانتظام في مقال الجمعة على النحو الذي يريده الكثيرون لنحاول على قدر الاستطاعة إظهار دين الله الحنيف على وجهه الحقيقي النقي الصافي الرائع.. ولم يكن الاهتمام باليتيم في الإسلام سببًا عرضيًا يجعل الآية الخاصة به عرضة لمعرفة أسباب النزول والسلام.. إنما الاهتمام باليتيم منهج ثابت وركن حقيقي في تعاليم الإسلام.. وعندما نعرف أن اليتيم شرعًا ولغة هو من فقد والده قبل البلوغ والتكليف لأدركنا أن الاهتمام باليتيم اهتمام بأمه الأرملة أيضًا..


فيأمر القرآن: "وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ" وفي آية أخرى يقول: "وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۚ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا".. وقال: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ"، وقال: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا".. ويبشر اليتامى أبناء الأب الصالح باستمرار عمل والدهم لهم بعد وفاته فيقول سبحانه: "وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا".

ثم يوصي: "أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم"، وينهي حتى عن مجرد إهانة الأيتام فيقول سبحانه: "كَلا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ"، ومن المنطقي والحال كذلك أن يحذر من المساس بحقوقهم في آية واضحة وجلية فيقول: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْمًا"، ولم تكن السنة النبوية الشريفة بعيدة عن ذلك لعل أشهرها الحديث الشريف: "أنا وكافل اليتيم كهذين في الجنة".. وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى، وجاء التحذير من الاقتراب من حقوقهم في حديث السبع الموبقات مع الشرك بالله والسحر وعقوق الوالدين وقتل النفس والربا وقذف المحصنات وعلى ذات الدرجة لا يقل عنها في شيء..

الرسول عليه الصلاة والسلام ينصح بالإحسان إلى الضعيفين.. المرأة واليتيم.. فهل ترون جيشنا بتكريمه للشهداء يفعل غير ذلك؟! كم كانت سعادتهم اليوم وهم يشعرون أن هناك من يمسح دموعهم بعد تضحيات كبيرة وعظيمة؟ مصر كلها كانت سعيدة بتكريمهم.. كما تسعد بالاحتفال بيوم اليتيم في الجمعة الأولى من كل أبريل حتى لو لم يكن اليتامى فيه من أبناء شهداء.. وكان ذلك هدف الإسلام العظيم!
الجريدة الرسمية