رئيس التحرير
عصام كامل

انتبهوا.. ٢٦ مارس تصويت على ٣٠ يونيو


النزول الجماهيري الحاشد لأداء الواجب الدستوري واختيار رئيس الجمهورية للسنوات الأربع القادمة، لا يقل خطورة وضرورة عن النزول الجماهيري الهادر الذي شق شوارع وميادين مصر في الثلاثين من يونيو قبل خمس سنوات.. كان نزول ملايين المصريين في ذلك اليوم العظيم فجرا جديدا، طوى ظلام أعوام الجاهلية التي عاشتها مصر منذ استيلاء الإخوان على السلطة بانتخابات مزورة، أتت باحمق وجاسوس إلى كرسي الحكم في الاتحادية.


هذا اليوم التاريخي الذي سجله الشعب المصري في ثورة الثلاثين من يونيو محا تماما سواد وسوداوية الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١، ليس هذا فحسب، بل أيضا وضعها بكل تفاصيلها وشخوصها، من عملاء ضالعين وبسطاء ساخطين جري تسخيرهم وقودا وحجارة لإسقاط الدولة، تحت الفحص والدراسة والتحقيق، وبان للمصريين أنها خطة محكمة وضعت في الخارج مع عملاء بالداخل لتقويض الوطن، والقضاء على الجيش المصري.

من أجل هذا فان الذهاب أيام السادس والعشرين والسابع والعشرين والثامن والعشرين بجماهير ٣٠ يونيو، والإدلاء بالأصوات، لأحد المرشحين، هو في وجهه الساطع ذهاب إلى يوم نعتز به ونخلده، حين أطحنا شعبا وجيشا وشرطة بدولة الجاهلية والجهلاء والعملاء. لو تكاسل الناس، ولو تقاعس الناس، ولو تركنا الصناديق بلا بطاقات، فكأننا ندعو الإرهاب من جديد إلى حكم الوطن، ونعطي الفرصة للتدخل الأجنبي، ويعود الخونة ليفتحوا بوابات البلاد شرقا وغربا وجنوبا للدواعش وللقاعدة.

يوم الانتخابات المصرية هو يوم التصويت بالموافقة وقبول المصريين لاستمرار ثورة ٣٠ يونيو، وهو تفويض لمن يأتي بضرورة مواصلة العملية التعميرية الشاملة في كل المجالات.. ونتصور أن المواطن المصري سيكون في السنوات الأربع القادمة هو البنية الأساسية التي ستنفق فيها الدولة مخصصات أكبر، وبالفعل فإن رئيس الدولة المرشح الرئاسي الحالي عبد الفتاح السيسي، وجه الحكومة في الموازنة الجديدة إلى زيادة مخصصات التعليم والصحة والإسكان والخدمات، ومعنى هذا أن المواطن سيشهد اهتماما مضاعفا، وسيعيش بالفعل نتائج المشروعات القومية الكبرى التي تكلفت تريليونين من الجنيهات خلال ٤٨ شهرا، أي أربع سنوات.

طبيعي أن نتوقع المزيد من الخطط لمشروعات كثيرة في الصحة وفي الطرق وفي المدن الجديدة، وفي الصناعة، لكن هذا سوف يمضي جنبًا إلى جنب مع تعمير المواطن المصري ذاته، من الداخل، والمقصود بذلك تنوير العقل المصري، بإعادة تثقيفه، وتهذيب مشاعره وزيادة حساسيته الإنسانية والحضارية بالفن العظيم الراقي، في الغناء وفي المسرح وفي السينما وفي المعارض وفي المتاحف وفي الاستعراضات الوطنية بالشوارع والميادين في المناسبات الوطنية بالمحافظات كافة.

وحين تنجح الدولة في عملية تنمية وتعمير وتطوير البنية التحتية في الإنسان نفسه، فسوف تجد المواطن المصري من جديد، تجده صاحب ضمير وصاحب ذوق، وصاحب نخوة وصاحب شهامة، وسوف تخلو الشوارع من التحرش والمكاتب من الرشاوي، الداء المزمن المقرف الذي ضرب حتى عددا لابأس به من كبار الموظفين والمسئولين!

متفائل بالفترة القادمة من حكم مصر، وأحسب أن الله سيعوض صبرنا خيرا، وسوف نجنى ثمرات التعقل والرشاد والتحكم في الأعصاب، فقط علينا أن ننزل وأن نصوت، وأن نملأ القاعات الانتخابية، وأن تمتد طوابير الناخبين بلا توقف، ليرى العالم أن شعب يونيو هو شعب مصر كلها وأن هذه الانتخابات هي التجديد المتصل لثورة هذا الشعب على الإرهاب والخونة والعملاء.. ولنتذكر ونحن ننزل مهرولين إلى المراكز الانتخابية، أن السادس والعشرين من مارس هو الثلاثين من يونيو أعظم وأروع أيام حياتنا.
الجريدة الرسمية