رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تصويت المصريين بكثافة يكتب كلمة النهاية!


تصويت المصريين وخروجهم بكثافة إلى صناديق الانتخابات لاختيار رئيسهم الذي وثقوا فيه يكتب كلمة النهاية لحروب الجيل الرابع والخامس، التي أريد بها هدم الدول وتفجيرها من الداخل بأيدي حفنة من أبنائها الذين أضلهم المال وأعماهم الحقد والغل.. الخروج الكبير للناخبين يعني ببساطة أنهم اختاروا رئيسهم بكامل إرادتهم دون خضوع لمشيئة أحد، لا أمريكا ولا إسرائيل.. ويعني كذلك وعي المصريين واستنارتهم ورغبتهم في إنقاذ بلدهم من مخططات الهدم والدمار التي حيكت لهم.


ولسوف يذكر التاريخ شئنا أو لم نشأ أن الرئيس السيسي انحاز للشعب الذي خرجت ملايينه تطالب بإزاحة الإخوان عن الحكم.. وانحاز للدولة الوطنية وهويتها دون تردد، وحمل روحه على كفه حين قرر السباحة ضد تيار عاتٍ يمثله أهل الشر في الداخل والخارج.. ولمن لا يرون جسامة هذه التضحية أن يسألوا أنفسهم:

ماذا لو فشلت مساعي السيسي وتمكنت منه الجماعة الإرهابية.. ماذا كانت ستصنع به وبنا.. ألم يكن مصيرنا هو نفسه مصير سوريا وليبيا.. وهل يئست قوى الشر من تنفيذ مخططاتها.. أم أن آلة الفتنة لا تزال تعمل بكفاءة للإيقاع بمصر وأهلها في براثن المجهول.. ولمَ لا والمنطقة العربية لا تزال في مخاض صعب، ولا يزال نفطها وخيرها مطمعًا لكل من هب ودب.. ولا تزال قوى الاستعمار القديم تتأهب للعودة من جديد لالتهام ثرواتنا الطبيعية تحت أشكال جديدة من الاستعمار وعبر تخليق تنظيمات عنيفة تخوض ضدنا حربا شرسة بالنيابة عنها.. ثم تعود إلينا بعد التخريب لتشن حلقة جديدة من الاستنزاف بدعوى إعادة الإعمار الذي جرى تخريبه من البداية على يديها لتلتهم ما بقي من الكعكة المنهوبة.

ما يجرى في ليبيا من محاولات مستمرة لتهريب السلاح لجماعات العنف والدمار ليس بعيدًا عن الأمن القومي لمصر وهو أمر لا ينبغي غض الطرف عنه أو التهاون معه بأي صورة وتحت أي ظرف.. فإذا كان مشروع الإخوان قد انتكس في مصر وتقهقر في ليبيا وتراجع في تونس وامتنع في السعودية والإمارات.. فليس ذلك نهاية المعركة.. وليس معناه أن الحرب وضعت أوزارها..

صحيح أن الفكر الإرهابي غير قابل للحياة في هذه التربة التي لفظته، لكن ذلك لا يعني الاستسلام والكسل في مواجهته، بل علينا الحذر والانخراط في معركة الفكر والثقافة والتجديد الديني والبناء بالعلم لتحصين عقول الأجيال الجديدة حتى تستعصي على أي اختراق قد يتسلل إليها لتجنيدها في صفوف ميليشيات الإرهاب في غفلة منا ومنعا لأي محاولة جديدة لاستنبات هذا الفكر في تربتنا.
Advertisements
الجريدة الرسمية