رئيس التحرير
عصام كامل

محمد صلاح.. منتصر!


نقف أمام احتمالين لا ثالث لهما في أزمة هجوم الكاتب الكبير صلاح منتصر على نجم الكرة المصري العالمي الكابتن محمد صلاح.. الأول أن منتصر يكره محمد صلاح فعلا وكان مقاله كاشفًا خفايا الأنفس، وأنه تراجع عن ذلك في تصريحاته التالية لردود الأفعال الغاضبة منه ومن مقاله، واضطر أن يؤكد فيها حبه وتقديره لنجمنا الكبير.. وهذا الاحتمال نستبعده تمامًا فليس هناك ما يدفع أي أحد لكراهية محمد صلاح الذي تقريبًا لا يفعل ما يتسبب في أن يكرهه أحد..


بينما الاحتمال الثاني وهو الأسوأ بالنسبة لأي كاتب وهو أن يكون القلم "اختل" في يد الكاتب الكبير ولم يستطع التعبير الأمثل أو حتى التعبير والسلام عن فكرته رغم أنه "يحب" محمد صلاح جدًا!

فالمؤسف أن تكون النصيحة بهذه الطريقة القاسية والنصيحة -وكما يقولون في المثل الشعبي الرائع وسط الناس فضيحة- فما بالنا والنصيحة في مقال صحفي بجريدة كبيرة؟!

والمؤسف أن ملاحظات الأستاذ منتصر وحتى اللحظة لم تكن بقلم لكاتب بريطاني مثلا ولا في صحيفة بريطانية ولا حتى أي كاتب غربي.. وإنما جاءت من هنا.. وبفرض حسن النية -والنية سليمة في اعتقادنا الشخصي- إلا أن الأستاذ منتصر نسي عددا كبيرا من نجوم كرة القدم يطلقون لحاهم من ميسي إلى جونزالو هيجواين مهاجم يوفنتوس الإيطالى ومن عبدالله السعيد إلى أحمد ناجي، مدرب حراس المرمى، الأشهر وقديمًا كان واحد من أهم نجوم الكرة في البرازيل ملتحيًا وهو الدكتور سقراط، العقل المفكر لفريق البرازيل في الثمانينيات!

أما عن الشعر الأكرت الغجري المزعج المفلفل الطويل -أو سمه كما تشاء- والذي وصفه منتصر بأنه لا يعرف ولم يعرف طريق "الحلاقين"، فلن نجد أشهر من شعر ديفيد لويز، نجم البرازيل، وفريقي باريس سان جيرمان وتشيلسي، وهنا في بلادنا كان شعر الكابتن شطة ماركة مسجلة، وكذلك الخطيب نفسه وحتى تركه للملاعب والقائمة في اللحى الكثيفة والشعر الطويل.. طويلة!

محمد صلاح يحتاج كل الدعم وأي دعم ممكن.. فربما كان أعظم سفير لمصر ولشعبها، بل للإسلام العظيم الذي يقدم له صورته الصحيحة السمحة المتحضرة عكس كل ما يقدم عنه إلى أوروبا والعالم.. وليس في حاجة إلى عبء انتقادات أو حتى نصائح قاسية.. بل نصيحة مخلصة لسيادته وهو أن يراجع نفسه فيما يقدمه من مقالات مدهشات في الأشهر السابقات..

كأن تمر ذكرى أكتوبر باحتفاء عابر منه ولكن لا تمر نكسة يونيو إلا بزفة خاصة منه لم تحدث في دولة العدو الإسرائيلي ذاتها وبعشرات المقالات المتصلة والكاملة رغم مرور خمسين عامًا عليها!! في إعادة إنتاج الإحباط بلا مبرر وهو خطأ يقع فيه الكثيرون، حيث إننا في وقت نحتاج ويحتاج شبابنا إلى عكس ذلك وكأنه عثر على اكتشافات كبيرة وأسرار خطيرة رغم أنه لا هذا صحيح ولا ذاك.. حتى كررها مع محمد صلاح ليطلق ضده القذائف من هنا وفي لحظات يحصد فيها ابن مصر هناك الجائزة وراء الأخرى رغم كونه أحد أهم رموز قوانا الناعمة!

ربما يعلق محمد صلاح بنفسه عن الأزمة بكلمات رقيقة ونفس سامية وقلب متسامح ويقول إنه يتفهم مقصد الأستاذ منتصر ويؤكد احترامه وتوقيره لكاتبنا الكبير.. ليثبت نجم الكرة لنا من جديد -عندئذ- أنه "منتصر" في كل مواجهاته حتى مع النفس الأمارة بالسوء، والتي يهزمها بحسن الخلق وأصول التربية الصحيحة ليظل متربعًا على قلوب المصريين والعرب إلى ما شاء الله له أن يتربع!
الجريدة الرسمية