صفعة قوية

تصويت المصريين لمن يرغبون في اختياره رئيسًا لمصر سيكون صفعة قوية لمشروع الشرق الأوسط المزعوم، وثورة أخرى لاستكمال مسيرة البناء والتعمير والإصلاح، وتطهير البلاد من فلول الإرهابيين ومن موجات العنف والخراب التي هبت على أسنة المتأسلمين الجدد الذين أضروا بصورة الإسلام ونقائه الروحي أبلغ الضرر؛ وقدموا لأعدائه فرصة ذهبية لتشويهه والطعن فيه بيد بعض المنتسبين إليه زورًا وبهتانًا بممارسات شائنة بالغة القبح والبشاعة والدموية لدين أوصى بالتسامح والعفو والحفاظ على آدمية الإنسان وكرامته بصرف النظر عن جنسه أو لونه أو انتماءاته.

وسوف يكتب التاريخ أن المصريين هم أول من اجتث جذور تلك الشجرة الخبيثة من أرضهم التي احتضنت بذرتها الأولى منذ أكثر من 80 عامًا.

التاريخ سوف يسجل للمصريين أنكم علمتم البشرية كيف يكون التغيير السلمي أمضى الأسلحة في وجه المؤامرات والفتن وميليشيات العنف.. لم تعيروا فتاوى الخراب والدمار اهتمامًا، بعد ما عرف بثورات الربيع العربي، وأنتم أكثر أهل الأرض تدينًا.. بل تجاهلتم بحس إيماني عميق ما صدر عن القرضاوي رجل قطر وحامل جنسيتها وعرّاب مشروعها الخبيث لتفتيت الدول العربية وهدم جيوشها وأركانها لجعلها لقمة سائغة في أفواه جماعات العنف والإرهاب ومن يمولونهم ويمدونهم بالمعلومات والسلاح.

المصريون -كعادتهم- يكتبون تاريخهم بل تاريخ العالم كله بأيديهم.. وإذا كان أوباما قد اعترف بخطئه في سوريا وليبيا التي اغتيل سفيره فيها بدم بارد، فإن التاريخ سوف يكشف عما فعله لتخريب دول العالم العربي والإسلامي، وعن خطيئته الكبرى في مصر حين ناصر الإخوان على حساب الشعب المصري، وأنفق مليارات الدولارات لأجل تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي كان ينبغي للكونجرس أن يحاسبه عليه وعلى أخطائه الكارثية الناتجة عن سياساته الخارجية.. أما حسابه الأكبر فسيكون أمام الله.. ولن يغفر له التاريخ تجاوزاته في حق أرض الكنانة التي ما رماها أحد بسوء إلا ارتد عليه وسقط في مزبلة التاريخ.