رئيس التحرير
عصام كامل

نيوم.. مدينة المستقبل في منطقة اللا مستقبل


"نيوم" هو مشروع مدينة المستقبل الجديد الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان، في السابع عشر من أكتوبر الماضي، وتأكد وجوده أثناء زيارته للقاهرة يوم الإثنين الخامس من مارس الجاري، وهو ذاته المشروع الذي استغل الإخوان الإعلان عنه أسوأ استغلال، بعد أن دار الحديث حوله بين الزعيم المصري والقائد الجديد للمملكة، مستغلين حالة الغموض التي اكتنفت الإعلان عنه وعدم توافر معلومات.


آلة الإخوان الشيطانية استغلت مساحة العتمة حول المشروع بالإيعاز للمصريين أن بلادهم ستتنازل عن ألف كيلو متر مربع للمملكة، وبثت في الأوساط الإعلامية أن قادة مصر يتنازلون عن الأرض لصالح الأمير الجديد، دون الإشارة إلى أن نيوم مقسمة إلى جزءين..

الشطر الأول نيو باللاتينية ويعني "جديد"، والشطر الثاني وهو حرف الميم أو "M" وتعنى بالعربية المستقبل.. أي المستقبل الجديد.

ومدينة المستقبل الجديدة واحدة من مشروعات المملكة وفق الخطة ٢٠٥٠ التي أعلن عنها الأمير السعودى، ليرسم بها ملامح بلاده بعد الحقبة البترولية وهي مدينة ضخمة تمتد على مساحة أكثر من ٢٦ ألف كيلو متر بمحاذاة البحر الأحمر على أراض مصرية وسعودية وأردنية، وهي حسب التصور السعودي مشروع واعد بين الدول الثلاث، ولكن السؤال: هل نجحت المشروعات العربية المشتركة من قبل؟

الإجابة ليست في صالح المشروع، ويكفي أن نتذكر العديد من المشروعات التي أقامتها دول عربية، سرعان ما انهارت عقب كل خلاف بين العرب وما أكثرها.. حتى الآن لم يتعاط المصريون مع المشروع بسبب غموضه وعدم الوضوح الذي اكتنفه، خاصة ربطه بما يتردد حول صفقة القرن، أملنا أن يكون المشروع أولى لبنات التعاون الاقتصادي المبني على مصالح لا تتحطم على عتبة الخلافات العربية، خاصة أن فكرة التعاون العربي واحدة من الخيالات التي دفعت الأجيال الماضية إلى يقين أننا نعيش في منطقة بلا مستقبل!!
الجريدة الرسمية