رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تجربة رئيس حي!


الحالة السيئة التي وصلت إليها محافظة الجيزة، من سوء الخدمات وغياب النظافة وانتشار الفوضى والباعة الجائلين في كل مكان، ووجود تلال القمامة أمام المستشفيات والمدارس والمصالح الحكومية، لا يمكن أن نعممها على جميع أحياء المحافظة.. فكما أن هناك غيابا ظاهرا للمسئولين، فإن هناك حضورا لافتا أيضا لمسئولين آخرين، وكما أن هناك شكوى دائمة من سكان الجيزة، هناك إشادة حاضرة ومتواصلة للمجهود الذي يقوم به اللواء جمال الشبكشى رئيس حى العجوزة، الرجل القادم من الحياة العسكرية والانضباط والالتزام والعمل في أقصى الظروف إلى فوضى المحليات وغياب الانضباط وانتشار الفساد والعشوائية والراحة.


الرجل لم تعجبه حياة الفوضى وانتشار العشوائية وشراء الذمم ورفع شعار ليس في الإمكان أفضل مما كان، وقرر أن يفرض الانضباط والالتزام في عمله مهما كانت التحديات والظروف.. وحتى آخر يوم له في الحياة العامة وقرر أن يواجه بمفرده وعدد قليل من العاملين معه.

هناك حالة من الانضباط في حى العجوزة الذي يحتل مكانة مهمة داخل نطاق محافظة الجيزة.. المواطن يحصل على حقه كاملا في السير في شارع نظيف ومضاء ومياه وكهرباء لا تنقطع.. ويدفع ما عليه للدولة عندما يرتكب أي مخالفة.. لم تعد هناك فوضى الكافيهات والمقاهى التي تحتل الأرصفة.. هناك حملة نظافة لأسوار المدارس يقوم بها طلاب كلية الفنون التطبيقية.. وهناك متابعة مستمرة لكل ما يهم المواطن.

توجد مطاردة يومية لمن يحاول احتلال الأرصفة ومنع المواطن من السير في طريق آمن.. هناك إزالة يومية للكثير من إشغالات معارض السيارات والمطاعم والمقاهي.. القانون يطبق على الجميع دون استثناء ودون محسوبية.

التقيت الرجل بعد عودته من حملة لإزالة الكثير من المخالفات بشارع شهاب.. لم يكد الرجل يجلس على مكتبه حتى انهالت التليفونات عليه من أصحاب نفوذ وأعضاء مجلس نواب وشخصيات نافذة كان يرد على الجميع بكل أدب واحترام.. وأن القانون سيطبق على الجميع.. وأنه لا توجد خصومة شخصية مع من تم إجراء محاضر لهم أو إزالة المخالفات التي ارتكبوها.. وإنما هناك حق للدولة يجب أن يعود وهو يتحمل مسئولية عودة هذا الحق.. وأنه كما لم يفرط في حماية مصر على الحدود لن يفرط في الحفاظ على حقها في الداخل.

اللواء جمال الشبكشى حالة مصرية ناصعة البياض.. تجربته في حى العجوزة تؤكد أنه ما زال هناك أمل في أبناء هذا الوطن.. فكما هناك فساد ورشوة ومحسوبية هناك في المقابل اللواء جمال الشبكشى الذي يحب هذا البلد بطريقته.
Advertisements
الجريدة الرسمية