رئيس التحرير
عصام كامل

مرصد الأزهر يحتفل باليوم العالمي للمرأة.. يؤكد: الإسلام أقر حقوقها قبل 1400 عام.. تعاليم الإسلام السمحة بريئة من أفعال داعش.. عملية التطهير العرقي ضد مسلمي الروهينجا أبشع الجرائم في حق الإنسانية

الأزهر
الأزهر

سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على مدار الأسبوع الماضي، الضوء على عدد من القضايا المهمة التي تشغل الرأي العام المحلي والعالمي في مختلف بلدان العالم، وأصدر العديد من التقارير والمقالات من خلال وحداته المختلفة، التي تعمل على تفنيد ادعاءات المتطرفين وعناصر الجماعات الإرهابية، وذلك في ضوء متابعته المتواصلة للوقوف على آخِر المستجدّات على صعيد أنشطة الجماعات المتطرّفة واستراتيجياتها في استقطاب الشّباب وتنفيذ مخططاتها الإجرامية.


وحرص المرصدُ على الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، ومتابعة مأساة 1800 طفل أيزيدي حرروا من قبضة عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وفضح المساعي الإجرامية لحكومة ميانمار، والرامية إلى القضاء على الروهينجا أينما وجدوا، وفي التقرير التالي نستعرض أبرز التقارير والمقالات التي أصدرها المرصد، من خلال وحداته المختلفة خلال هذا الأسبوع:

اليوم العالمي للمرأة
حرص مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على الاحتفال بالمرأة في يومها العالمي، والذي يوافق الثامن من مارس من كل عام؛ مؤكدًا أن للمرأة فضل ومكانة رفيعة في الإسلام، وأنها لا تقل عن الرجل في المكانة أو العقل، وقد ورد هذا التأكيد صراحة في القرآن إذ يقول الله تعالى في الآية 13 من سورة النساء: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».

وأوضح المرصد، أن معيار التمييز في الإسلام لم يقم على جنسٍ أو لونٍ أو حريةٍ أو عبوديةٍ؛ إنما قام هذا المعيار على التقوى، وقد بلغ من اعتناء الإسلام بالمرأة أن فضلها على الرجل أُمًا، وذلك حين جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صحابتي‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏أُمُّكَ‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏ثُمَّ أُمُّكَ‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏ثُمَّ أُمُّكَ‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏ثُمَّ أَبُوكَ‏)‏‏، كما أُمر الزوج برعاية زوجته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرا، وأكرموا النساء، فما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم"، وبلغ من عناية الإسلام بالمرأة أن راعى طبيعتها العاطفية وتكوينها الجسدي في كل تشريعاته، فقال تعالى متحدثا عن جنس النساء في الآية 18 من سورة الزخرف: «أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ».

كما قُدمت المرأة في مرتبة الحقوق حين قال الله تعالى في الآية 228 من سورة البقرة: «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف»، ومما لاشك فيه أن الإسلام أعطى المرأة حقوقًا، لم يٌقر لها بها أي دين آخر، وأحاطها بسياج من التشريعات يراعي طبيعتها ويحفظ كرامتها ويعلي مكانتها.

وأكد المرصد، أن الإسلام أقر «حقوق النساء» منذ أن كان العالم يعيش في ظلام الجاهلية الدامس قبل ما يزيد عن ألف وأربعمائة عام، وهذا الإقرار هو الذي رفع عنهن ما كن يتعرضن له من مظالم يكشف زيف ووهم من يستخدمون المرأة سلعة يُرَوِّجون بها بضائعهم في حين أنهم يرفعون شعار المطالبة بحقوقها.

الأطفال الإيزيديون
وسلط المرصد الضوء على بداية المأساة ترويها مديرة مؤسسة "USA Springs of Hope Foundation"، في مقال نشره موقع كلاريون بروجكت "Clarion Project"، تناولت فيه وضع الأطفال الأزيديين في ظل حكم تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن قضت أغلب وقتها في مد يد العون لأطفال العراق بغية انتشالهم من قبضة التنظيم الأشرس على مدار تاريخ البشرية، حيث تقول: «اختطف الدواعش 1800 طفل أيزيدي من أسرهم في مدينة «سنجار» العراقية، واقتادوهم رأسًا إلى مزارع تابعة للتنظيم في مدينتي الموصل وتلعفر، وتركوهم في معاناة إساءة المعاملة والتلقين والتطرف الذي تعرضوا له من جانب، وأزمة هويتهم الأساسية من جانب آخر».

وأضاف أنه لم يكتف الدواعش بإساءة معاملة الأطفال الأيزيديين، وتلقينهم مفاهيم التطرف؛ فقد تجاوز الأمر هذا الحد حين سلبوهم أسماءهم، لتصبح أسماء البنين إما «محمد» أو «أحمد» أو «محمود»، ويصبح اسم «عائشة» هو الدارج في الإناث، وشرعوا في غرس عقيدة التكفير بداخلهم، وأجبروهم على الإقرار بأن آباءهم وأمهاتهم كفار، ثم راحوا يجردونهم من هويتهم العرقية والدينية بطريقة غير آدمية؛ إذ كان يُشار إلى بعضهم بالأرقام فقط دون اسم، وكأن الإنسان- الذي كرمه الله عز وجل- صار عند «داعش» مجرد رقم يُختطف صغيرًا لتنتهك براءته، أو يقتل كبيرًا.

أزمة تلو الأخرى
وأشار إلى استطاعة التحالف الدولي هزيمة «داعش» في سوريا والعراق، وبقي الأطفال الأيزيديون- الذين تم تحريرهم من قبضة التنظيم الإرهابي- يتخطفهم الذعر، وتُغرقهم الهواجس النفسية؛ ما زال هؤلاء الأبرياء يعذبون نهارًا جراء الوحدة التي فرضوها على أنفسهم خوفًا من الانخراط في مجتمع خُطفوا منه عنوة، واستصرخوا من ينقذهم دون مجيب، ويخشون أن تغمض أجفانهم ليلًا خوفًا من أحلام مزعجة تعود بأرواحهم إلى ظلمات تكبدوا فيها ويلات التعذيب على أيدي الدواعش.

والأمر الذي يزيد أزمة هؤلاء الأطفال الأزيديين المحررين من قبضة التنظيم الإرهابي، أنهم لم يعودوا إلى موطنهم حتى الآن؛ بل أودعوا في مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة الآدمية، وليست هذه الأزمة- وما سبق ذكره- هي كل ما يعانيه هؤلاء الأبرياء، فهناك أزمة أخرى أشد قسوة من غيرها وتتمثل في أن هؤلاء الصغار لا يستطيعون العودة إلى مدارسهم؛ إما لانقطاعهم عن التعليم لفترات طويلة، وإما لعدم وجود بطاقة هوية لديهم، وعدم قدرة أولياء أمورهم على تدبير تكاليف استخراج بطاقة الهوية.

وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن تعاليم الإسلام السمحة بريئة من كل هذه الأفعال التي يندى لها الجبين، وأن ما ارتكبته «داعش» من جرائم بشعة في حق الأطفال المسلمين وغير المسلمين، من محاولة استنزاف طفولتهم البريئة لكي تنشئ جيلًا جديدًا من المنفصلين عن واقعهم البريء، وإجبارهم على القيام بأدوار لا تناسب طبيعتهم العمرية أو الجسدية أو العقلية، كل هذه الأفعال تتنافى تمامًا مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، الذي دعا إلى الرحمة بالأطفال، والاهتمام بهم، وبتربيتهم تربية حسنة، ورعايتهم لأنهم عصب المجتمعات ومستقبل الأمم.

حصار الروهينجا
ولفت المرصد إلى مواصلة حكومة ميانمار تعنتها، وتأبى الاستجابة لنداءات المجتمع الدولي، وتُصر على استكمال جرائم الإبادة والتطهير العرقي ضد المسلمين هناك؛ ففي تصعيد جديد لهجماتها تابعت وحدة رصد اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر، ما أورده موقع صحيفة "The Guardian" البريطانية، حول اعتقال السلطات الميانمارية النائب البرلماني السابق «أونغ زاو وين»، والذي ينتمي لأقلية الروهينجا.

واعتقل «أونغ زاو»- الذي كان عضوًا برلمانيًا عن حزب اتحاد التضامن والتنمية، في راخين، حتى عام 2015، في مطار «يانغون» الدولي، أثناء توجهه في رحلة عمل إلى العاصمة التايلاندية «بانكوك».

وأصدرت حكومة ميانمار، بيانًا رسميًا ذكرت فيه أن «زاو» متهم بتمويل جيش «آراكان» لتخليص الروهينجا، وأكدت أنه الآن محتجز بمركز شرطة «مينغالادون»، بالقرب من مطار يانغون الدولي، وأنه لم يتم التحقيق معه حتى الآن.

وأكد المرصد، أن عملية التطهير العرقى الممنهج التي تقوم بها حكومة ميانمار ضد مسلمي الروهينجا، تُعد واحدة من أبشع الجرائم في حق الإنسانية، والتي لم يشهد التاريخ لها مثيلًا؛ مشيرًا إلى أن نبأ اعتقال النائب البرلماني السابق «أونغ زاو وين»، الذي ينتمي إلى الروهينجا، يوضح بما لا يدع مجالًا للشك أن الحكومة غير جادة في تنفيذ اتفاقية عودة اللاجئين إلى ديارهم، والذين يزيد عددهم على المليون مواطن، جميعهم تم تهجيرهم من ولاية أراكان بيمانمار منذ أغسطس من العام 2017 م.

داعش في أفريقيا
أكدت وحدة رصد اللغة الأفريقية، أنه من الخطأ الاعتقاد أو الجزم بأن تنظيم داعش قد انتهى، وأن سقوط التنظيم في سوريا والعراق لا يعني أنه صار ذكرى، وقد يكون من الخطأ أيضًا التصور بأن ‏العالم تخلص ‏للأبد من كابوس الإرهاب بسقوط هذا التنظيم الدموي؛ إذ ثمة أذناب للتنظيم قد تكون أشد ‏خطرًا من كيان ‏داعش ذاته، وهذه الأذناب تتمثل في مجموعات العائدين من معسكرات ‏التنظيم الذين تشبعوا ‏بأفكاره الإرهابية وآرائه الشاذة.

فمنذ الوهلة الأولى التي ظهر فيها تنظيم داعش بدأت ‏التنظيمات الإرهابية الدولية في تأييده ‏ومبايعته، وكان من بين تلك التنظيمات جماعات أفريقية منها جماعة «بوكو حرام» النيجيرية، وفصيل منشق عن حركة ‏الشباب ‏الصومالية، وغيرها من الجماعات المنتشرة في دول غرب أفريقيا، وبناءً على ذلك يمكننا تحديد البؤر التي سيعود ‏إليها فلول التنظيم البائد الذي لقي هزيمة نكراء في العراق ‏وسوريا.

ويأتي على رأس تلك البؤر ‏المنطقة التي يتمركز فيها عناصر «بوكو حرام» وهي شمال ‏شرق نيجيريا، وأجزاء من الدول ‏المجاورة والتي تنشط فيها الجماعة بشكل ملحوظ مثل: الكاميرون، ‏والنيجر، وتشاد، وبالتالي ‏ستكون هذه المنطقة هي بوصلة العائدين من داعش وصاحبة الحظ الأوفر ‏من المخاطر التي ‏ستسببها تلك العودة التي لا يحمد عقباها.‏

أحداث أخرى
تابعت وحدة رصد اللغة الأوردي، ما كشفت عنه البيانات التي أدلى بها أحد عناصر داعش والمعروف باسم "سيف الإسلام خلافاتي"، والذي اعتقل خلال حملة أمنية الأربعاء 7 من مارس 2018 م، عن تحديد أماكن 32 شابا وامرأة على تواصل مع تنظيم ‏داعش، وتم تجنيدهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

دعا تنظيم داعش في أفغانستان- المسلمين من جميع أنحاء العالم، إلى الانضمام لعناصره المتواجدة في أفغانستان، وقد أصدر التنظيم فيلمًا دعائيًا مدته 25 دقيقة، يروج فيه لمعاقله في شمال وشرق أفغانستان كخيار للهجرة، وفي الفيلم يظهر أحد المقاتلين وهو يتحدث باللغة ‏العربية، قائلًا: «يا أيها المسلمون في كل أرجاء العالم! هاجروا إلى خراسان! إذا كنتم غير قادرين ‏على الهجرة إلى العراق والشام (سوريا)، فتعالوا إلى خراسان».

وتابعت وحدة رصد اللغة الإنجليزية، ما نقلته صحيفة «الواشنطن بوست»، من أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، فرضوا سلسلة من العقوبات على مجموعة من جنرالات جيش ميانمار على خلفية الانتهاكات التي اقترفوها في حق الروهينجا؛ كما اقترحوا أيضًا سبل تشديد العقوبات عن طريق حظر الأسلحة التي ربما تُستخدم في القمع داخل البلاد؛ موضحين أن هناك حاجة لهذه الإجراءات في ضوء الاستخدام المفرط للقوة وانتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة والواسعة التي ترتكبها قوات الجيش والأمن.
الجريدة الرسمية