رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون.. هل يبهرون العالم من جديد؟!


لا شك أن التاريخ سوف يقف طويلًا بالفحص والدرس أمام السنوات الثلاث التي تلت أحداث يناير 2011 ليكشف المؤرخون بالوثائق والأدلة كيف انفجرت أحداث 25 يناير.. من دبر ومن خطط.. من خرج بتلقائية وعفوية ونقاء.. ومن ركب الموجة وسرق غضبة الشباب واسترزق منها واتخذها سبوبة لكسب المال الحرام ولو على أنقاض الوطن ودماء الشهداء الأبرياء من الجيش والشرطة والمدنيين..


كيف انحرفت المسارات وإلامَ آلت النهايات والخواتيم.. وكيف تسارعت وتيرة السقوط والعقاب للمخطئين.. وكيف لفظت مصر الخونة والمرتزقة وطلاب السلطة.. وكيف غُلت أيدي العابثين بأمن مصر من أجهزة مخابرات وعناصر أجنبية اجتمعت أهدافهم على النيل من مصر وضرب استقرارها..

ومن يرجع لكلام راشد الغنوشي –وهو قطعًا شاهد من أهلها- سوف يدرك كيف خلص الله مصر من أيدي جائعي سلطة غلبت عليهم شهوتهم، فاستحوذوا على كل شيء وأغرتهم المكاسب، وظنوا أنها حق مكتسب لا يحق لأحد أن ينازعهم فيها حتى جاءتهم صفعة القدر بثورة 30 يونيو التي فضحت مخططهم وزلزلت عروشهم وضربت أحلافهم.

قدم المصريون نموذجًا يحتذى في تغيير رئيس لا ينتمي إلا لجماعته وعشيرته، واستبدلوه برئيس ينحاز لوطنه وشعبه ودولته.. ولا يزال المصريون يقدمون نموذجًا في الصبر على الشدائد والتحمل في مواجهة أعباء الاقتصاد وتبعات إصلاحه وفي مواجهة الإرهاب وفي معركة التنمية والإصلاح.. وننتظر أن يبهروا العالم من جديد بالمشاركة السياسية الفعالة واختيار رئيسهم ليتأكد للعالم كله أن ما يجرى على أرض مصر هو ترجمة حقيقية لإرادة شعبها الرافض لأي وصاية، الرافض للإرهاب والذي يملك القدرة على الفرز والاختيار الرشيد.. إنه الشعب القائد والمعلم وصاحب القرار الأول والأخير فيما يخص مستقبله ومستقبل أبنائه.
الجريدة الرسمية