رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سعيد صادق: لا توجد مادة بالدستور تجبر الرئيس على الانضمام لحزب أو تأسيسه

فيتو

  • إنشاء حزب للرئيس يغلق الأفق السياسي ويقتل ما تبقى من الحياة السياسية

وصف الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، الأصوات التي تنادي وتدعو الرئيس السيسي للانضمام إلى حزب سياسي معين أو تأسيس حزب سياسي بأنها أصوات انتهازية ولديها "فراغ سياسي"، محذرًا في حواره مع «فيتو» من أن إنشاء حزب للرئيس سوف يغلق الأفق السياسي ويقتل ما تبقى من الحياة السياسية وإلى نص الحوار:


> هل يمثل عدم انضمام السيسي لأى حزب خرقًا للدستور أو النظام السيسي في مصر؟
بالطبع لا.. لا توجد أي مادة في الدستور تجبر الرئيس على الانضمام لأى حزب أو تأسيس حزب، ولا يصح أن يكون في الدستور مادة تدعو إلى شيء من هذا القبيل لأنَّ فيه تقييدًا للحياة السياسية وإغلاق الباب في وجه كثير من الشرفاء الأكفاء المستقلين لخوض غمار الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية بشكل فردي.

> ما رأيك في الأصوات التي تدعو السيسي لتأسيس حزب أو الانضمام لحزب قائم بالفعل؟

أقول إن هذه الأصوات لديها فراغ سياسي، ويوهمون أنفسهم أن هناك حياة حزبية في مصر، فالحياة الحزبية في مصر لا تحتضر، ولكنها “ماتت” بالفعل.

> هل شعبية السيسي تقتضى انضمامه لأحد الأحزاب؟
شعبية السيسي طاغية والدولة كلها حزب يدعم السيسي، وهذا الدعم جاء بسبب الإنجازات التي حققها وما زال يحققها، خاصة على صعيد الحرب على الإرهاب.

> ما السبب في حالة الفتور التي تمر بها الأحزاب السياسية في مصر؟
لأن هناك أحزابا تحوَّل دورُها من ممارسة السياسة إلى العمل المدنى أو الاجتماعي، وأصبحت تنظم دورات في الإدارة ومجالات أخرى، وللأسف بمقابل مادي، كما أنها تنظم أنشطة رياضية في محاولة منها لاستقطاب الجمهور، ولفشلها في لعب دور سياسي في الدولة.

> إذن ما وظيفة الأحزاب في مصر طالما أنها فارغة من مضمونها؟
الأحزاب في مصر لـ"الوجاهة السياسية"، والحزب الذي لا يرأسه رجل أعمال لا يجد من ينفق عليه، وما يدل على ذلك أن معظم الأحزاب التي تأسست مؤخرًا لم تنجح، ولو مرة واحدة في الوصول للهدف الذي من المفترض أنها أنشئت من أجله، فهذه الأحزاب لا تثرى الحياة السياسية في مصر على الإطلاق.. والقائمون عليها يتنافسون من أجل مصالحهم الشخصية وليس من أجل مصلحة الوطن أو المواطن، وللأسف هناك من يستغل فقر المواطن وحاجته لتحقيق مصالح شخصية، وما ذلك إلا “خِسَّة سياسية ودناءة”، ولممارسة السياسة يجب القضاء على الفقر والاهتمام بالتعليم والصحة لخلق جيل قادر على اختيار من يمثله، ومن يرى فيه المستقبل، دون وجود أي مؤثرات خارجية أو داخلية.

> ما الحل لخلق حياة حزبية قوية في مصر؟
أولًا، يجب أن يعلم الجميع أن الوصول لحكم مصر أو للبرلمان عبر توزيع “الزيت والسكر” على أفراد الشعب واستغلال الفقر والحاجة والعوَز هو وصول زائف و”اغتصاب ناعم” لمقدرات الشعب المصري، وذلك يرجع أيضًا إلى درجة وعى الشعب، فما وصلنا له الآن نتيجة تراكمات من الجهل والتخلف السياسي، فيجب نسف الماضى تمامًا والعمل على خلق كوادر شبابية قادرة على ممارسة العمل السياسي في صورته الكاملة والقوية، فهناك دول كانت خلفنا بمئات القرون وأصبحت الآن أمامنا وتسبقنا بمئات القرون أيضًا، لا لشيء إلا لأنها تمتلك الإرادة وشعوبها لديها الوعى الكافى للتغيير.

ولا يستطيع أحد إنكار أن الرئيس السيسي لديه إرادة قوية للتغيير وأسس البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب من أجل ذلك، إلا أنه يحتاج إلى أن يتكاتف الجميع معه ويدعمه، ويجب خلق حوار جاد وبناء مع جميع الشباب بكل أطيافه، واستغلال طاقة الشباب المبدع والمبتكر في إفادة الدولة وحسن استغلالها في المصلحة العامة، بدلًا من تركهم لأصحاب المصالح الشخصية من الانتهازيين والإرهابيين، فجزء أساسي من محاربة الإرهاب تنمية وعى الشباب ونرى أن معظم أفراد الإرهابيين من الشباب، وهؤلاء ضحايا فكر عفِن، إلا أنهم وجدوا من يستقطبهم نحوه، لذلك يجب أن تبادر الدولة وتصل لهؤلاء الشباب في ديارهم، واقترح أن ينظم مؤتمر الشباب كل عام بمحافظة مختلفة، للترويج للاستثمار بهذه المحافظة وأيضًا للاستماع لشبابها ولأفكارهم البناءة.

> هل في حال انضمام السيسي لأى حزب فائدة للحياة السياسية؟
لن يفيد في أي شيء انضمام الرئيس السيسي لأى حزب سياسي، فمصر مليئة بالانتهازيين وأصحاب الأجندات الذين سيحاولون بكل السبل الممكنة وغير الممكنة الالتفاف حول الرئيس حال انضمامه لأى حزب أو تأسيسه حزبًا، ولا يهم هؤلاء سوى التقرب إلى من يوجد على رأس السلطة في مصر لتحقيق مصالح شخصية، كما حدث في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فالحزب الوطنى الديمقراطى المنحل كان حزبًا وهميًّا وستارًا كان يتخفّى وراءه المنتفعون والانتهازيون الذين سرقوا مقدرات الشعب المصري، وأؤكد أن الانتهازيين دائمًا يريدون تغييب أفراد الشعب.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
Advertisements
الجريدة الرسمية