رئيس التحرير
عصام كامل

«رضيعة الإبراهيمة» تخطف قلب الكحلاوي: أرفض التنازل عنها ولو بملايين

فيتو

جسم غريب ارتاب به المارة، وما إن تفحصوه تبين أنه «شيكارة أسمنت» فارغة بها عباءة بداخلها رضيعة، لم تتجاوز الأيام الأولى من عمرها.

في أحد شوارع مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، تجردت أم من مشاعر الإنسانية، وقامت بالتخلص من رضيعتها التي تكمل يومها الأول، مستغلة سكون الليل، وألقت بها في إحدى شوارع الإبراهيمية دون رحمة منها ولا شفقة، حتى جاء الصباح اليوم التالي وتردد المارة في الشارع فلمح أحمد الكحلاوي، 28 سنة، "الشيكارة" وتبدو وكأنها تتحرك، فاقترب منها وفتحها ليراها طفلة في الأيام الأولى من عمرها تتحرك وتبكي فاحتشد الناس حولها، فحملها أحمد الكحلاوي ومعه مجموعة من الجيران واتجهوا بها لمركز شرطة الإبراهيمية لتحرير محضر بالواقعة.


ولحقهم المعلم الكحلاوي والد أحمد بعدما علم بالواقعة، ليتكفل بالطفلة وعمل اللازم وبالفعل عاد بالطفلة إلى منزلهم لتعم الفرحة المنزل، مرحبين بذلك المولود الجديد وكأنه جزء من العائلة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ليفاجأ المعلم الكحلاوي، بقرار من النيابة بتسليم الطفلة للملجأ لرعايتها.

قال الكحلاوي 58 سنة، تاجر أسماك، مقيم الإبراهيمية كنت في البيت الثاني حينما تواصل معي ابني أحمد عبر الهاتف، قائلًا لي إنه عثر على طفلة حديثة الولادة ملقاة بالشارع وأنه اتجه ومجموعة من الناس إلى مركز الشرطة لتحرير محضر بالواقعة فلحقته إلى المركز، وأحمد ابني طلب إننا نتكفل بالطفلة وأخذ يبكي عليها وحينما رأيتها رغبت في التكفل بها وتبنيها وقمت بإنهاء الإجراءات اللازمة بالمركز وعدت بالطفلة إلى المنزل وكان الجميع سعداء بيها وكأنها فرد من العائلة وقامت ابنتي بشراء الملابس الجديدة لها وكل ما يلزمها من متعلقات وعرضتها على طبيب مختص للاطمئنان على حالتها.

وأضاف الكحلاوي: «لحد هنا والدنيا زي الفل» روحت الصحة لتسمية الطفلة وإثباتها حولوني للمركز ومن هناك للنيابة حيث رفض وكيل النيابة طلبي بتكفلها، لافتًا أنه إجراء غير قانوني ولابد من إيداع الطفلة بأحد الملاجئ لرعايتها، دون تحمل أدنى مسئولية.

وتابع الكحلاوي: «كل ما أريده إني مش عاوز البنت تدخل الملجأ وتتشرد وعاوز أتكفل بيها وأنا جاهز لفعل أي شئ كضمان».

واستطرد: «أنا عاوز أربي البنت دي أتكفل بيها ليه الحكومة مش تسهلي دا بدل ما تطلع تربية ملاجئ وكلنا عارفين أكتر من نص أطفال الملاجئ بيطلعوا حرامية ومنحرفين، ليه يشردوا مستقبل البنت ما دام في حد عاوز يربيها ويحسن تربيتها وتكبر تلاقي ليها أب وأم وأخوات.. أنا رجل مقتدر بتاجر في السمك وحالتي ميسرة، هقدر أربيها وأعلمها أحسن تعليم وهتبقى زيها زي أخواتها البنات ولن أفرق بينها وبين أولادي وأنا على أتم الاستعداد لأي ضمانات على كلامي هذا».

وأضاف: «أنا عندي بنتين بكره هيتجوزوا وهي هتبقالي لحد ماتكبر وأجوزها زيها زي إخواتها».

وأوضح، «تواصل معي أكثر من 4 أشخاص ليتكفلوا بالبنت أحدهم سيدة من مدينة الزقازيق عرضت على مبلغ من المال فأبلغتها رفضي ولو عرضت على مليون جنيه، وكذلك شخص من أحد الكفور المجاورة عرض على تكفلها مقابل أن يعطيني سيارة موديل العام فرفضت ولن أفرط بالطفلة المسكينة حتى لو قالولي إرمي نفسك في البحر».
الجريدة الرسمية