رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

خطوة إيجابية لبناء انتماء المواطن


منظومة بناء الإنسان المصري، هي مبادرة راقية من مجلس الوزراء لدراسة تهدف إلى بناء مواطن صالح، له ولاء لوطنه، تضمن احترام القانون، واللجوء إلى المؤسسات الرسمية، والحفاظ على المال العام للدولة، واحترام حقوق الآخرين والتسامح والشعور بالمسئولية الاجتماعية.


لاشك أن السيد الرئيس شخصيا يهتم ببناء الجيل القادم بكل صدق ليتحمل المسئولية والأمانة، ولا شك أن صورة الدولة لدى المواطن تنحصر في صورة الموظف الحكومي وأسلوبه في المعاملات، وبالتأكيد هناك الكثير من الموظفين الذين يراعون الله في عملهم، وفى الناس، ويتممون لهم أعمالهم بكل إخلاص وضمير، إلا أن هناك نماذج للأسف يضرون جدا بصورة الدولة، فيخرج طالب الخدمة من المؤسسة الحكومية وهو يحمل نحو وطنه ضيقا، خاصة وهو يرى الضيق في وجه من قدم له الخدمة باللامبالاة وتأجيل الأعمال وتعقيد الأمور وتسويف الأعمال وفى النهاية يتوقف حاله.

ولكى نكون إيجابيين علينا بالبداية عند مقدم الخدمة الحكومية، وخصوصا للشباب الذين يجدون في زيارة المبنى الحكومي الأسى، وتترك الزيارة عندهم الذكرى السلبية، أو عند ولى أمرهم حين يرجع بيته وهو مهموم حزين من أثار معاملة بعض الموظفين له، ومهما تكلمنا عن بناء الولاء فإن هذه الكلمات لن تترك أثرا طالما لم نهتم بمن يقدم الخدمة الحكومية، لأنه ببساطة سفير الدولة أمام المواطن.

كنت أمس في زيارة إلى إحدى إدارات المرور لتجديد الرخصة، وإذ يقف الناس في طابور طويل أمام الشبابيك ووصل عدد الموجودين بالطابور إلى 80 فردا يقفون في الدور الثالث من المبنى، في صالة مغلقة غير جيدة التهوية، يتزاحمون فيما بينهم على شبابيك ضيقة، وللأسف لم يعد هناك مكان للوقوف أمام الشبابيك الجانبية على الممر، ومن يدخل لا يستطيع الخروج للأسف، لأنه لا يوجد إلا هذا الممر..

فضلا عن التدخين في كل مكان مع أن هناك علامة واضحة للجميع تقول إن التدخين ممنوع.. وهناك غرامة قدرها 1000 جنيه لمن يدخنون، وللأسف العاملون مدخنون والزائرون كذلك، ويظل المواطنون واقفين في هذا الطابور لساعات على أقدامهم لحين الحصول على المعاملات، وإذ يقول أحد الشباب الذين يقفون بجانبي إنه لم يكن يتوقع كم التعب النفسي والألم الذي وجده في هذا المكان، بسبب الزحام والتدخين وطول الإجراءات وصعوده ونزوله بين الأدوار الثلاثة في يومين.

لذا أرجو من القائمين على هذا البرنامج في مجلس الوزراء أن يقوموا بزيارة بعض الأماكن الحكومية أولا ليطلعوا بأنفسهم على الواقع، وتجربة استخراج أي مستند ودراسة الأثر عليه بصفته متلقى خدمة.. حينئذ سنكون على أول الطريق الحقيقي لبناء انتماء قوى للمواطن المصري لبلده وحبه لها.


Advertisements
الجريدة الرسمية