رئيس التحرير
عصام كامل

نساء على «المحور».. ريهام وعراقي وجيهان


كيف تصادف أن كن خريجات محور حسن راتب، عفوًا، دكتور حسن راتب: ريهام سعيد، ومنى عراقي، وجيهان لبيب؟! كيف يختارهن؟ وما المؤهلات؟

الأدب فضلوه على العلم؛ لأن المؤدب بالضرورة تعلم احترام الغير، فضلا عن أن أمه ربته على احترام نفسه، حتى يجبر الآخرين على احترامه، وإنسان بغير أدب ولو كان عالمًا فهو عالمة، ولو مذيعة فجة تسترت بوشاح خبيث وهي عالمة عارفة ولم تلقن أصول الأدب، وقواعد المهنة، فهي مظلومة في موقعها وعليها أن تعود من حيث أتى بها حسن راتب، وهو يعلم!


حالة المذيعة جيهان لبيب مثال صارخ على عدم احترام الضيف الدكتور أسامة أبو طالب أستاذ الدراما ورئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والرئيس السابق للبيت الفني للمسرح، والاستهانة به بتجريده من لقبه العلمي بوصفه دكتورًا، وبالتجاوز إلى مطالبته بأن يكون مؤدبًا "التزم أدب الحوار" لأنه لم يذكر للضيف الآخر المخاطب أنه دكتور، بل نطق اسمه مسبوقًا بلفظ السيد..

والسيادة في نظر أي إنسان يعقل، تعني ما هو أكثر من درجة الدكتوراه، لو كان حتى حصل عليها السيد الضيف، لأن السيادة كمال التوقير والتبجيل، والأغرب الأعجب أنها هي ذاتها خاطبت الدكتور أسامة أبو طالب بكلمة الأستاذ، وأسقطت عنه لقبه العلمي وكررتها طول الحوار رغم علمها أنه دكتور، ولم يغضب منها ولم يطلب أن تلتزم بلقبه العلمي وهو حق أصيل له، ولقد قاطعت المذيعة ضيفها بعد دقائق وهو في مداخلة على الهواء، واحمد ربك يا دكتور أسامة أبو طالب أنك لم تكن بالاستوديو وإلا لأصابتك بأزمة قلبية والأكثر من ذلك أنها لم تطلب من ضيفها الموجود بالاستوديو أن يلتزم بدوره بأدب الحوار، حين تجاوز على الهواء بعد إخراج الدكتور أسامة من على الخط، وذكره بسوء ولم توقفه المذيعة.

ما الذي يتلبس الناس حين يسقط فوقهم ظل السلطة، مالا أو نفوذا أو أضواء، فيمتلئون ببخار الماء وبالهواء، ويسيطر عليهم شعور بالاستعلاء، يمنحهم رخصة مزاولة قلة الأدب والتجبر!

أعزف كثيرًا عن إجراء مداخلات مع المحطات الفضائية المصرية، لأنها تتعامل مع الضيف بطريقة "شكرًا يا خويا هات الطلبات أو حطها عندك في المطبخ"، ويرزع الباب في وشك، يأخذ منك الإفادة ويغلق باب الهواء على لسانك، وأنت في منتصف الجملة.. إذا كنتم لا تحترمون الناس بعد الحصول على المعلومة، فكيف اصطنعتم الاحترام لهم قبل الاتصال وترجي إجراء المداخلة!!

الاتصال الجماهيري، علم وفن وذوق وأدب واحترام وتقدير، وليس شغل مقاولين، ولا مقاولات، وانتظر من الصاحب القديم دكتور حسن راتب النظر بعين الاعتبار إلى هذه المعاملة التي لا تصح من مذيعته إلى ضيفها فأهانت مكانته وقاطعته فلم يكمل دواعي رأيه وأظهرته أنه استقال من اتحاد الكتاب فحسب؛ احتجاجًا على شراء الضيف رئيس الاتحاد المضاد كرتونة ماء! وبالطبع ما كان ذلك معقولا أنه هو السبب الأول، ولكن مقاطعة الدكتور أبو طالب وقطع الخط، جعل المذيعة تبرز بلهجة متشحة بالاستغراب أنه استقال علشان ثمن برواز صورة وكرتونة مياه اشتراهما رئيس الاتحاد!

كيف تكون "المحور" قناة الأسرة المصرية وتطل منها أو أطلت منى عراقي وريهام ثم الثالثة جيهان لبيب؟ وإن المرء ليتساءل كيف تجد حالات مثل ريهام سعيد ومنى عراقي وجيهان لبيب طريقها إلى قناة راتب؟ هذه النوعية التي أصيب بها المجتمع قدمها رجل العلم والعمل والتقوى، حليف الحزب الوطني، والإخوان والآن!
احترموا الناس شوية، فالدنيا قلابة، والطريق إلى الشاشات يمر ببوابات ذهبية ليس من بينها الموهبة دومًا!
الجريدة الرسمية