رئيس التحرير
عصام كامل

وصايا شهداء القوات المسلحة.. البطل محمد لاشين: «اجعلوا قبري نورا بالدعاء».. عبد العظيم: «محدش يعيط عليَّ وسيبوها على الله».. و«هارون» يطالب بتسديد ديونه بعد الاستشهاد

قوات الجيش المصري
قوات الجيش المصري

«شهداء واجب» أدركوا قيمة الرسالة التي يحملونها، يعلمون جيدا أن الموت أقرب إليهم من حبل الوريد، لا يخشون الوفاة حملوا أرواحهم على أيدهم وقدمها فداءا للوطن، بل أصروا على ترك بصمة لهم في الحياة، فكتبوا وصاياهم بحروف من ذهب، معبرين عن أفكارهم في ميادين القتال.


اجعلوا قبري نورًا
آخر الوصايا كانت من الشهيد ملازم أول مهندس محمد لاشين، ابن مدينة كفر الزيات بالغربية، شهيد العملية "سيناء 2018"، التي قام بكتابتها قبل استشهاده بساعات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، وأدمت قلوب أهالي الغربية، وكل من تلقى الخبر وعلم به.

وجاءت وصية الشهيد بقوله «حين أتوفى لا تتركوني ولا تبكوا عليّ، لا أحب الوحدة والظلام، تحدثوا معي بالدعاء، واجعلوا قبري نورًا، فربما رحيلي قريبًا.. وصية وليست رسالة»


محدش يعيط
الأمر ذاته تكرر مع الشهيد مجند شعبان عبد العظيم الذي استشهد خلال مداهمات عسكرية ضد معاقل تنظيم "بيت المقدس" في اشتباكات دارت لأكثر من ساعتين جنوب مدينة الشيخ زويد في مايو 2015.

كلمات الشهيد وضعها في قالب وداعي أثناء مصافحته أسرته في آخر زيارة قبل ذهابه إلى سيناء، وكانت آخر كلماته لهم كما كشفت الأسرة بعد وفاته «سبوها على الله، محدش يعيط عليَّ وسيبوها على الله»

تسديد الديون
أما وصية محمد هارون، الذي استشهد في فبراير 2015، أثناء تأدية عمله بتفكيك العبوات الناسفة مع قوات الأمن في منطقة الجورة بالشيخ زويد، فكان لإخلاء ذمته أمام الله قبل لقائه، فاهتم بكتابة وصيته قبل وفاته، وعرضها برنامج "البيت بيتك" بعد وفاته.

وتلا الإعلامي عمرو عبد الحميد، وصية الشهيد على الهواء مباشرة، قائلا: «أوصيكم عند موتي أن تعجلوا بدفني ولا تدفنوني إلا بعد تسديد ديوني وهي كالآتي قسط العربية لبنك القاهرة ويوجد كارت مع الجندي علي والأسطى جمال الأستروجي ميدو يعرفه ليه 1000 جنيه وياريت تخرجوا مبلغ كبير عني علشان لو فيه ديون ناسيها».

كارم محمود
ومنهم من أراد أن يظل اسمه عالقا في الأذهان وبالتالي يحصل على أكبر قدر من الدعاء، وهو ما سعى الشهيد مجند كارم محمود صباح 20 سنة للتعبير عنه، في آخر زيارة لوالدته».

أثناء تشييع جنازته، قال علاء صباح، ابن عم الشهيد، إن كارم كان محبوبًا من جميع أهالي القرية والعائلة، مضيفًا: «في آخر إجازة قبل إصابته بالحادث منذ شهر ونصف، قال لو مت أبقوا اكتبوا اسمي على الشارع بتاعنا، لتظل ذكراه خالدة في أذهان الجميع».
الجريدة الرسمية