رئيس التحرير
عصام كامل

عُقَد نسائية


أقرَّتْ المُذيعةُ المُثيرةُ للجدلِ "مُنى عراقى" واعترفتْ بأنها تعرضتْ للاغتصابِ عندما كانتْ في العاشرةِ من عمرِها. هذا الاعترافُ أدلتْ به السيدةُ "المذكورةُ" عبر شاشة "بى بى سى"، على خلفيةِ الجريمةِ المهنيةِ التي اقترفتْها في برنامج "انتباه"، وتمَّ وقفُ البرنامجِ وإحالةِ صاحبتِه على التحقيقاتِ. ولا يختلفُ اثنانِ على أنَّ ما تقيأتْه "المذكورةُ" في نهايةِ الحلقةِ الأخيرةِ منْ البرنامجِ لا علاقةَ لهُ بـ"مهنةِ الإعلامِ" من قريبٍ أو بعيدٍ، ولا يمتُّ للخُلقِ الحميدِ بصلةٍ. إذن..


السيدةُ المذكورةُ التي أفصحتْ عنْ اغتصابِها، وهىَ في سنٍ صغيرةٍ، قررت أن تُخرجَ في وجوههنا "عُقد ماضيها الأليم"، وأرادتْ أن تعاقبَ جمهورَ المشاهدينَ، رغم أن أيًَّا منهم لم يكن شريكا فيما تعرضت له في طفولتها. وقبلَ الحلقةِ الكارثيةِ الأخيرةِ.. كانت "المذكورة" بما تقدمه مثار رفض واستنكار وغضب.. ولكن أخيرًا.. عُرفَ السببُ، وإذا عُرفَ السببُ بطُل العجبُ، كما قال المتقدمون.

"مذيعةُ الاغتصابِ" ليستْ وحدَها في "سوق العُقَدِ النفسيةِ"، فقد سبقتْها المُخرجةُ المثيرةُ للجدلِ دوما "إيناس الدغيدى"، التي لا تختلفُ كثيرًا عنها، فهى لا تجدُ حرجًا من الخوضِ في القضايا والموضوعات الخاصة بـ "النصفِ الأسفلِ" دائمًا، سواءٌ في أفلامِها التي لا تحققُ إيراداتٍ، أو إطلالاتِها وحواراتِها التليفزيونيةِ، وسبقَ لها أنْ كشفتْ عنْ تعرضِها في طفولتِها لما أسمتْه "تحرُّشًا"، أو ما هو أبعدُ أو أدنى من ذلك.

وعلى الدربِ ذاتِه سبقتْهما السيدة "نوال السعداوى" صاحبةُ الرواياتِ والمؤلفاتِ المثيرةِ، ومعظمُها.. لهُ منْ البذاءةِ والقبحِ مكانٌ. وسبقَ لـ "السعداوى" أنْ تحدثتْ مرارًا عنْ تعرضِها لما تحدثتْ عنه المذكورتانِ آنفًا.. إذنْ نحنُ أمام ثلاثِ سيداتٍ مُعقّداتٍ، باعترافِهن شخصيًا، ولا يمكنُ أنْ نتعاملَ مع مُخرجاتِ "هذه العُقَد النفسية"، باعتبارها إبداعًا وفنًا وأدبًا وإعلامًا.. إنَّ وجودَ مثلِ هؤلاءِ المُعقدات، وغيرُهن من الرجال والنساء كثيرٌ، في صدارةِ المشهدِ العامِ، يُفاقم الفجوةَ الأخلاقيةَ لدى الأجيالِ الجديدةِ.. فاحذروهم.
الجريدة الرسمية