رئيس التحرير
عصام كامل

مصر وإسرائيل صداقة أم عداوة أم مصلحة!؟


الدنيا قامت ولم تقعد بعد الإعلان عن قيام شركة مصرية باستيراد الغاز من إسرائيل، والمعلومات المتوافرة لدى حول الاتفاق نقلا عن د طارق حجي، والذي كان رئيسا لأكبر شركة بترول عالمية تقول:


(١) الدولة المصرية ليست هي الجهة المشترية للغاز الإسرائيلي.
(٢) الجهة المشترية للغاز الإسرائيلي هي شركة خاصة.
(٣) الغاز محل هذا التعاقد لن يستعمل في مصر.
(٤) الغاز محل هذا التعاقد سيتم تسييله بالتبريد في محطة مصرية لتسييل الغاز الطبيعي.
(٥) مصر ستحصل على مقابل مادي لمرور الغاز بأراضيها ومقابل مادي عن عملية تسييل الغاز.
(٦) سيتم بعد تسييل الغاز تصديره لمشترين خارج مصر، ومصر ليست هي الجهة البائعة أو المشترية لهذا الغاز المسال LNG، وهكذا يتضح أن معظم إن لم يكن كل ما نشر داخل مصر عن هذا الموضوع إنما كان "غير صحيح".

وإذا كان من حق كل مصري أن يكون له رأيه في التعامل مع إسرائيل من عدمه، فإن هذا شيء والحقائق التي ذكرتها أعلاه شيء آخر. وأنا لي وجهة نظر مختلفة في الموضوع قد تُغضب البعض ولكن العلاقات الدولية ليست مبنية على العواطف بل على المصالح، وكل دولة يجب أن تسعى إلى مصلحتها، حتى ولو بالتعاون مع أعدائها فليست هناك صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، ولكن هناك مصالح دائمة، حتى لو كانت الحكومة هي المستوردة للغاز وليس شركة خاصة فلا مانع من ذلك طالما أنه يُفيد اقتصادنا بـ 21 مليار دولار خلال 10 سنوات ويُعيد تشغيل مصانعنا وتوظيف شبابنا.

التعاون الاقتصادي مع إسرائيل قد يُسهم في حل كثير من مشاكلنا، فالإرهاب سوف يتوقف، وأيضا أزمة سد النهضة سوف تنتهي، ولذلك يجب رد الاعتبار للدكتور يوسف والي أعظم وزير زراعة مصري، الذي أُتهم بالتطبيع مع إسرائيل حينما حاول الاستفادة من خبرتها في الزراعة، وتحمل الرجل ما لا يتحمله بشر، فهو كان يعلم أنها أفضل دولة في مجال البحث العلمي الزراعي، ورغم أن أرضها محدودة ومياهها قليلة فإن صادراتها من الزراعة أضعاف الدول العربية مجتمعة.

إسرائيل دولة غاصبة لحقوقنا ومحتلة لأرضنا وأيدي قادتها ملوثة بدماء أبنائنا ونحن كشعوب كارهين لها كل هذه حقائق لا يمكن نسيانها ولا محوها، ولكن أيضا لا يمكن أن ندفن رؤوسنا في الرمال وإنكار أن إسرائيل واقع والعالم كله يُخدم عليها، وأنها قوة اقتصادية وعسكرية وعلمية لا يستهان بها، والتعاون معها قد يكون أفضل لنا وللفلسطينيين وللمنطقة بالكامل.

لست من دعاة التطبيع ولن أكون ولكني من دعاة السعي وراء كل ما يحقق مصلحة بلدي، والاستفادة من دروس الماضي فأمريكا دمرت اليابان بالقنابل الذرية وبحور الدماء ملأت شوارع أوروبا وملايين القتلى في حربين عالميتين، ولكن التعاون الاقتصادي أنهى هذه المأسي، أيضا المعلن في العلاقات الأمريكية- الإيرانية عكس الخفي منها، وكذلك العلاقات الإسرائيلية- الإيرانية التركية فأعداء الأمس هم أصدقاء اليوم طالما كان ذلك في مصلحة شعوبهم.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية