رئيس التحرير
عصام كامل

جريمة كاشفة!


انعقد مؤتمر ميونيخ للأمن ومحاربة الإرهاب، وانفض دون أن يتفق المؤتمرون على وضع تعريف جامع مانع للإرهاب.. والأدهى أن هناك رؤساء دول وشخصيات كبيرة معروفة بدعمها للإرهاب ورغم ذلك فقد تحدثوا عن مواجهة هذا الإرهاب، وأعربوا في الوقت ذاته عن وقوفهم ضده.


ورغم أن الإرهاب جريمة نكراء تعادي الإنسانية وتنبذها كافة الأديان أيا كان مرتكبها وضد أي من البشر ارتُكبت؛ فقد طال نيرانها دولًا كثيرة في الشرق والغرب، وهي قطعًا جريمة مدانة ومرفوضة شكلًا وموضوعًا، لكنها للأسف كاشفة لازدواج المعايير ونفاق الأنظمة لبعضها البعض، فإذا وقعت حادثة إرهابية في فرنسا أو أمريكا مثلًا بادرت دول العالم تستنكر وتبدي التعاطف مع ضحايا الدولة المنكوبة بالإرهاب وتعرض عليها شتى ألوان المساعدة والدعم، خلافًا لما نراه إذا ما وقعت حادثة إرهابية مماثلة في سيناء أو غيرها من أرضنا فتأتي ردود الفعل باهتة مغلفة بالمصالح والهوى السياسي..

بل إن الصحافة الغربية والمنظمات الحقوقية مثلا لا تزال تنعت الإرهابيين في سيناء بـ"المقاتلين" وتساوي بين الدولة والخارجين عليها، بين من يدافع عن تراب وطنه ومن يعتدي ويسفك دماء أبرياء ويستهدف رجال الجيش والشرطة الذين يؤدون واجبهم في الذود عن تراب الوطن وسيادته.

منتهى التناقض.
الجريدة الرسمية