رئيس التحرير
عصام كامل

داليا حمدي تكتب: الانتخابات الرئاسية تفضح الأحزاب السياسية

فيتو

لا أحد يستطيع أن ينكر أن الأحزاب السياسية هي أحد أهم مظاهر الحياة السياسية في النظم الديمقراطية وذلك نظرا لأهمية دورها سواء في اختيار الحكام والأنظمة السياسية أو باعتبارها همزة الوصل بين الحكام والمواطنين من خلال المجالس النيابية.


وبالنظر إلى حال الأحزاب السياسية في مصر سنجد أنه قد وصل عدد الأحزاب إلى أكثر من مائة حزب سياسي باختلاف توجهاتهم وأيديولوجياتهم، وعلى الرغم من هذا العدد لم يستطع أي منهم أن يقدم مرشحا حقيقيا يستطيع أن يخوض الانتخابات الرئاسية الحالية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي.

كان ذلك بمثابة حدث جليًا يؤكد وجود فشل حقيقي في الحياة الحزبية المصرية، وبالنظر إلى تاريخ مشاركة الأحزاب السياسية في الانتخابات المصرية منذ أن شهدت مصر أول انتخابات رئاسية تعددية في عام 2005 والتي خاضها مرشحي 10 أحزاب لكنها انتهت بفوز ساحق للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.وثاني انتخابات رئاسية كانت بعد ثورة "25 يناير " التي شهدت بعدها الحياة السياسية حالة من الانفراجة الحزبية الواضحة في مصر آنذاك، بعد تعديل قانون تأسيس الأحزاب السياسية والذي نتج عنه ارتفاع عدد الأحزاب بشكل كبير من 22 حزبا إلى ما يقرب من 60 حزبا خلال عام 2011، خاضت 7 أحزاب فقط الانتخابات الرئاسية لعام 2012 وانتهت بفوز مرشح حزب الحرية العدالة الرئيس المعزول محمد مرسي وكان من الواضح أنه لم يشكل أي من مرشحي الأحزاب الأخرى رقما ولا منافسًا حقيقًا وإنما كان المنافسون من المستقلين مثل أحمد شفيق وعبدالمنعم أبو الفتوح وغيرهم.

وأخيرا انتخابات 2014 التي فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي باكتساح بعد ثورة 30 يونيو التي استطاعت فيها حركة "تمرد"الشعبية أنتجمع الشارع المصري حولها وسيطرت على الحالة السياسية وتصدرت الشارع المصري، وقامت بدور لم تستطع فعلة أي من هذه الأعداد الحزبية في الساحة المصرية.

والشاهد مما سبق يؤكد فشل الأحزاب السياسية على طول تاريخها وحتى اليوم أن تقدم مرشحين حقيقيين قادرين على المنافسة، لديهم برامج قادرة على إحداث نقلة نوعية أو تغير حقيقي أذهان. ويبرهن على خلل واضح في هيكلة وأنظمة هذا الغثاء من الأحزاب الذين جعلوا من أحزابهم منصات يتردد خلالها أسماءهم في الإعلام، وكراسي بمجالس المحليات والبرلمان تُنفذ من خلالها أجندات خاصة.

ولستُ بصدد مناقشة أسباب ضعف الحياة الحزبية ووهن الأحزاب القائمة على كثرتها فقد باتت الأسباب معروفة للعيان سواء لعدم استطاعتها أن تجذب كوادر قادرة على رسم مصير سياسي مصري أو لمشكلات خاصة بالتمويل والإعلان أو لخلافات وانقسامات لا لشيء سوى لتحقيق الذات والمصالح الشخصية....الخ، إنما الشاغل الحقيقي هو "الحلول"هو الإجابة عن ماذا ينقص هذه الأحزاب لتنهض بحالها لنقيم حياة ديمقراطية سليمة؟ وهل تستطيع هذه الأحزاب أن تتخلى عن هذه الأنا الفارغة وتتحد بدلًا من هذا التشظي تحت رئاسة شريفة وقوية تستطيع أن تجمع حولها المصريين وتقدم فكر يُحترم؟ هل يمكن سن قوانين يمكن أن تحد من هذا اللغط وتنظم الحياة الحزبية في مصر؟. 

وأخيرا فقد وقع على عاتق الرئيس السيسي في دورته الثانية تحدي جديد وهو أن يمد يده بقوة لإنعاش الحياة الحزبية في مصر لنعيش حياة ديمقراطية سليمة، ولا يصنعها إلا رئيس يثق في قدراته ويراهن على حب هذا البلد بالغالي والنفيس.
Advertisements
الجريدة الرسمية