رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تعامل الجيران مع كارثة عقار منشية ناصر؟.. شهود عيان يروون شهامة شباب المنطقة

جانب من انهيار عقار
جانب من انهيار عقار منشية ناصر

في تمام الساعة الواحدة من ظهر أمس الخميس، فوجئ أهالي منطقة منشأة ناصر بكارثة تصدع عقار وانهيار شرفات مجاورة له، وأصيب ما يزيد عن عشرة أشخاص وحالة وفاة واحدة حتى الآن.


حالة من الذعر أصابت الأهالي، الذين هرعوا إلى العقارات المنكوبة في ذهول لاكتشاف حقيقة الأمر، أصوات الضحايا تحت الأنقاض تعلو ثم تنخفض، أطفال ونساء وشيوخ وشباب يصارعون الموت بلا أسلحة ولا عتاد.

وفور وصول قوات الحماية المدنية فرضت كردونًا أمنيًا ومنعت الأهالي من اجتيازه خوفا على سلامتهم، إلا أن بعض الشباب أصروا على الاضطلاع بمهمة البحث بجانب القوات، الذين لم يقصروا في القيام بمهامهم رغم هطول الأمطار وبرودة الجو وتأخر الوقت.

"الساعة واحدة ونص لقيت امي بتصحيني من النوم وبتقولي انت نايم والدنيا مقلوبة برا... فيه عمارتين وقعوا دلوقتي وفيه ناس ماتت وفيه ناس لسة تحت الأنقاض"، بهذه الكلمات بدأ محمد أحد مسعفي الضحايا كلامه، لم يدر في خلده يوما أن أفلام الرعب التي يشاهدها وراء شاشات التلفاز أصبحت اليوم واقع يعيشه أهالي منطقته: "دخلت جوا ومفيش أي حاجة في بالي إلا الناس اللي تحت الانقاض، كنت سامع صوتهم وهما بيصرخوا.. طلعت بأيدي طفلة عمرها 3 سنوات من تحت الحجر، كنا فاكرينها لسة حية وروحنا بيها للإسعاف بسرعة لكن للأسف كانت ماتت".

بينما تبحث امرأة حافية القدمين تحت الأنقاض عن رضيعها غير عابئة بجرح أصابها يأخذ بيدها أحد المسعفين خارج المنزل ويتولى "محمد" مهمة البحث عن الطفل، ليجده نائما على سريره في غرفة تهدمت بعض أركانها "لقينا الولد نايم على السرير.. سبحان الله ربنا حفظه على الرغم من أن البيت كان بيتزلزل إلا إن الولد ما صابهوش حاجة، أخدناه لوالدته، مصدقتش نفسها.. هما أصلا كانوا لسة ساكنين من فترة صغيرة".

تقف امرأة أربعينية بالقرب من العقارات المنكوبة تغالب دموعها، فقدت بيتها وأصبحت بلا مأوى " كنت قاعدة في البيت لاقيته بيتهز وفيه طوب بيقع، جريت مكنتش عارفة إيه اللي حصل، بقيت أزحف على السلالم لما خرجت.. حاجتي كلها راحت وقعدة في الشارع وممتلكش دلوقت غير الهدوم اللي عليا".

وحتى الآن يواصل قوات الحماية المدنية والأهالي البحث عن ضحايا الحادث، حيث نجحوا قبل قليل من انتشال جثة شاب من تحت الأنقاض ومازال البحث مستمر حتى الآن عن باقي الضحايا.
الجريدة الرسمية