رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نجيب الريحاني يكتب: منحة إلهية

فيتو

في مجلة الكواكب في فبراير عام 1947 كتب نجيب الريحانى مقالا وأعاد نشره ضمن مذكراته التي نشرت فيما بعد قال فيه: «كثيرا ما استمعت إلى القرآن منذ كنت صغيرا.. ولا بد أن أعترف بفضل القرآن على تفكيرى وطريقة عملي وحياتي، فقد قرأته مترجما بالفرنسية عدة مرات، ثم اتصلت بالإمام المراغى شيخ الجامع الأزهر فسهل لى قراءته بالعربى، وأعطانى من أجل هذه الرسالة السامية الكثير، ومن القرآن تعلمت الكثير، تعلمت الصبر والجلد والشجاعة والقوة في الحق وحب الفقير والنزعة إلى عمل الخير.


بعدما قرأت القران بالعربية أردت أن أستمع إليه مرتلا، وكنت أستمع من حين لآخر للقرآن، حتى استمعت ذات ليلة في رمضان في منزل أحد الأصدقاء إلى تلاوة بصوت الشيخ محمد رفعت، وما كاد هذا الصوت ينساب إلى صدرى حتى صممت على لقاء الشيخ رفعت وفعلا التقيت به أكثر من مرة وتصادقنا، والشيخ محمد رفعت غير صفته كقارئ معروف أنه كان عالما كبيرا له العديد من الآراء في مختلف القضايا.

أما صوته فهو الخلود بعينه.. صوت له نبرات احتار في فهمها العلماء.. وسألت عبد الوهاب يوما عن سر حلاوة هذا الصوت فقال: إنها منحة إلهية وعبقرية لن تتكرر بعد الآن، وهو من معدن خاص لن يجود به الزمن مرة ثانية.

كان الشيخ رفعت يقرأ القرآن الكريم في جامع صغير بشارع درب الجماميز وكنت أذهب إلى هناك أيام الجمع لأسمع هذا الصوت الخالد الحنون الذي هز كيانى، وقلب كل معنوياتى وجعلنى أقدس هذه الحنجرة الخالدة المرهفة وهي ترتل أجمل المعانى وأرقها وأحلاها، فهو بحق قيثارة السماء.

وكانت هناك هواية تربطني بالشيخ رفعت فأنا وهو كنا نحب ركوب الحنطور ليلا خاصة في المناسبات الدينية وفى رمضان، وكنت أدعوه كثيرا للتنزه معى.
Advertisements
الجريدة الرسمية