تحية كاريوكا تكتب: «كويت» ملابسى في قسم البوليس

في مجلة الكواكب أوائل عام 1958 كتبت الراقصة تحية كاريوكا (ولدت 22 فبراير 1915، ورحلت 20 سبتمبر 1999) مقالا قالت فيه:

دعتنى ذات مرة فرقة "ساعة لقلبك" للعمل معها في بورسعيد،لأن ساعة لقلبك لا تقيم حفلا دون أن أشترك فيه، فأعضاؤها يعتبروننى زميلة وعضوة مؤسسة في الفرقة.

وصلنا بورسعيد ونزلت بحجرتى في أحد فنادقها، وبعد أن استرحت طلبت مدير الفرقة ورجوته أن يرسل أحد العمال لكى يذهب ببدل الرقص إلى المكوجى حتى استطيع ارتداء واحدة منها في الافتتاح.

أرسل لى المدير صبيا صغيرا يعمل مع متعهد إكسسوار الفرقة أحمد الكسار وهو شقيق على الكسار وكان هذا الصبى يتهته، أمسكت بأذنه وقلت له محتدة البدل دى تروح عند المكوجى وإذا حصل لها شيء حأقطع ودانك دى، خاف الصبى لكنه هز رأسه ولسانه لا يساعده على السؤال أين يذهب بالبدل، لكنه ضم البدل إلى رأسه وانصرف.

وفى صباح اليوم التالى حضر أحد رجال البوليس لاستدعائى إلى القسم، ذهبت معه لأجد في انتظارى مفاجأة كبيرة، وجدت بدل الرقص موضوعة بعناية على أحد المقاعد فسألت عن سر وجودهم في القسم.

قال الضابط إن هذا الصبى جاء بها إلى القسم وهو يرتجف خوفا لدرجة أنه لم ينطق وظللت أستفسر منه حتى عرفت أن هذه البدل ملك لك وأنك طلبت منه أن يذهب إلى المكوجى وأن يحافظ عليها وإلا فالويل له. ولكن الصبى رفض أن يتحرك من القسم قبل أن تحضرى.. كان الصبى لا يعرف أحدا في بورسعيد فقد جاءنى إلى القسم لأدلة على مكوجى مضبوط يحافظ عليها حتى لا يحدث مالا يحمد عقباه.

بل طلب من الضابط أن يرسل أحد عساكره ليكوى البدل وانتظر هو في القسم وقد نفذت له ما أراد خوفا من تهديداتك، وأرسلنا أحد الجنود فكواها. وأحضرها لكن الصبى رفض أن يترك القسم قبل أن تحضرى لاستلامها.

شكرت الضابط وأنا أضحك وابتسم الصبى بعدما شاهدنى أضحك.