رئيس التحرير
عصام كامل

«سجن وقلة قيمة».. أحوال مهينة للمعلمات المصريات في الخليج

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

سافرن يحلمن بتحسين الأوضاع الاقتصادية، ولكن جاءت رياح الغربة بما لا تشتهي سفن المعلمات المصريات، حيث واجهن السجن مع مخالفتهن لقواعد وقوانين العمل في دول الخليج، بدلا من الحياة الرغدة إلى امتهان كرامة في بلاد الغربة.


دروس خصوصية
تبدأ أولى قصص المصريات في الغربة، مع توقيف السلطات السعودية في مكة، عددًا من المعلمات المصريات، وتم وضعهن في حجز الشميسي بعد القبض عليهن داخل مركز للدروس الخصوصية، أثناء مزاولتهن مهنة "التدريس"، ضمن شن حملات موسعة على مراكز الدروس الخصوصية، وعلى الفور تواصلت القنصلية المصرية مع الحكومة السعودية، في محاولة منها للإفراج عن المعلمات، وفق المجريات القانونية للحادث.

وأوضحت القنصلية المصرية، أنها تبذل مجهوداتها لمحاولة الإفراج عن المعلمات المشار إليهن، من خلال متابعة مندوبيها المقيمين بصفة دائمة داخل مركز توقيف "الشميسي"؛ لسرعة إنهاء التحقيقات الجارية في هذا الشأن.

وأهابت السفارة بالمواطنين، عدم الانسياق وراء بعض صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، التي تعمد إلى الإثارة والتصعيد، كما تأمل من المواطنين الالتزام بكافة الأنظمة الداخلية بالدولة المضيفة، تجنبا لأية عقوبات أو غرامات.

مأساة في الكويت
من السعودية إلى الكويت لم يختلف الوضع كثيرا، حيث ألقت الشرطة الكويتية القبض على معلمة مصرية مقيمة بدولة الكويت، بتهمة الإساءة لطالب، وإيذائه نفسيًا، ومنعه من دخول الحمام، وإحراجه أمام زملائه بالفصل.

وأكدت المعلمة إنها كانت في طريقها لدخول الصف الدراسي، وفور دخولها، اكتشفت حالة من الفوضى والهرج داخله، فتعاملت مع الطلاب بحزم، طالبة منهم الالتزام بأماكنهم، والجلوس على مقاعدهم فالتزموا جميعا، عدا الطالب عيسى؛ لذلك طالبته بالوقوف أمام السبورة، مضيفة أنه رفض ذلك، وصرخ فيها، ثم انسحب من خلف ظهرها خارجا من الصف، ومتوجها لوكيلة المدرسة، مشيرة إلى استدعاء وكيلة المدرسة لها، فذهبت إليها، وروت لها أمام الطالب ما حدث منه، مضيفة أنه صاح فيها قائلا وبصوت عال: "أنت كاذبة"، فقالت له: هل تستطيع أن تقول ذلك لوالدتك؟ مما أغضب الطالب، لكنه استكمل باقي حصصه اليومية بسلام.

وأشارت إلى تفاجئها في اليوم التالي بوالدة الطالب تتحدث معها بشكل غير لائق، وطالبتها بالهدوء وعدم رفع صوتها، فزادت من الصراخ عليها؛ ليتطور الأمر لمشادة كلامية بينهما، اضطرت على إثره لتهديدها بتوجيه تهمة الاعتداء على موظف أثناء تأدية وظيفته لها، وهو ما جعل والدة الطالب تنصرف من المدرسة غاضبة، وأبلغتهم أنها لن تتنازل عن تقديم شكوى ضدها في الوزارة.

وبعدما اتهمت المعلمة المصرية "نجلاء محمد" بالتسبب في وفاة طالب كويتي، يدعى "عيسى البلوشي" بممارسة العنف له، حسبما تردد في وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ظهرت أدلة براءتها من جديد، بعد نتيجة الكشف الطبي، التي أكدت عدم ارتكابها للجريمة، حيث إن التقارير الطبية كشفت أن الوفاة طبيعية، وحدثت بعد يوم كامل من الواقعة التي ادعت فيها والدة الطفل المتوفي بأن المعلمة كانت السبب في وفاة الطفل.

الكويت آلام أخرى
وفي الكويت أيضا هناك مأساة أخرى، حيث عقب قرار مجلس الخدمة المدنية الكويتية، تخفيض قيمة بدل السكن الممنوح للمعلمين والمعلمات الوافدين في وزارة التربية، لتصبح 60 دينارًا، بدلًا من 150 دينارًا كويتيًا في أكتوبر 2016، وهو ما يؤثر على المعلمات المصريات سلبا؛ نظرا لما يمثله الفارق في تخفيض قيمة بدل السكن من أعباء عليهن في الكويت، نظرا لارتفاع تكاليف السكن في الكويت.

ورغم تصريحات الوكيل المساعد للشئون المالية في وزارة التربية الكويتية، يوسف النجار، بعدم صدور قرار من الوزارة في هذا الشأن، قائلا: "لا علم للوزارة بتخفيض بدل سكن المعلمين والمعلمات إلى 60 دينارًا، وليس لنا يد فيه، ولم نصدر أي توصيات في شأنه"، إلا أن مجلس الخدمة المدنية أكد على القرار، وهو ما يزيد من عبء المعلمات المصريات في الخارج.
الجريدة الرسمية