رئيس التحرير
عصام كامل

أصغر روائية مصرية : الأزهر لا يتبنى المواهب الأدبية.. ودرست به 12 عاما دون أي تقدير

فيتو


  •  استخدمت اسما مستعارا على الفيس لأن الحقيقي سيسبب لي حرجا مع أهلي في البلد 
  •  مناهج الأزهر أصبحت بلا قيمة ولا تليق بقيمته
  •  نظام البوكليت ساهم في زيادة نسبة الغش
  •  طلاب الأزهر ليسوا متطرفين فكريا
  • أفكر في ترك جامعة الأزهر لقلة التقدير بها
  •  الإعلام والسينما سلاحان يقضيان على المواهب الشابة ويصدران البلطجة 
  •  بعض المواهب لا تكتشف أنفسها بسبب الطاقة السلبية المصدرة لنا طوال الوقت
  •  «الوسايط والرشاوى» هما سيد المشهد بين المواهب


مواهب كثيرة، تحتضنهم الجامعات والمدارس في مصر لا يسمع عنهم أحد شيئا، ولا يعلم بها إلا أعداد محدودة، يعيشون على أمل أن يسمعهم العالم كله، وتصل مواهبهم للجميع، وفي نفس الإطار، حاورت فيتو إسراء عبد القادر، أصغر روائية بمصر، ألفت 3 روايات والآن شرعت في الرواية الرابعة وهى طالبة بالفرقة الأولى بجامعة الأزهر عمرها 18 فقط.. وجاء نص الحوار كالتالي:


لماذا استخدمت اسما مستعارا على حسابك الخاص فيس بوك ؟
استخدمت اسم هند أحمد على صفحتي الخاصة فيس بوك، نظرا لأن استخدام الاسم الحقيقي سوف يسبب لي الحرج مع أهلي في البلد وعندما عرضت على والدي أن أستخدم اسمي الحقيقي قال لي: ممنوع "، ولكن هذا هو الاسم الذي اشتهرت به على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المتابعين يطلبون مني أن أبلغهم بالكتابات الجديدة وينتظرونها وهذا بالنسبة لي شيء مفرح، والذي يجذب القراء لرواياتي هو أسلوبها المنمق وسلامة اللغة.

وهل سوف تستمرين باستخدام هذا الاسم المستعار ؟
نعم سوف أستخدمه على الروايات التي أنشرها على الفيس، وأنا حزينة جدا في حال إذا قمت باعتراف رسمي بأني إسراء عبد القادر ولست هند أحمد وعندها سوف يتساءل القراء كيف أنني كاتبة وفي ذات الوقت أكذب حتى وإن قلت لهم إنها ظروف اضطرتني لاستخدام اسم مستعار فلن يقبلو بهذا، وفي الفترة المقبلة سأضطر لعمل صفحة أخرى وأستخدم اسمي الحقيقي وهو إسراء عبد القادر. 

متى اكتشفت موهبة الكتابة؟
كنت في المرحلة الابتدائية أقوم بتأليف قصص صغيرة وكانت أتلقى ابتسامات من والدي ووالدتي، لم أبلغ أحدا بموهبة الكتابة حتى والدتي لم أبلغها فور اكتشافي للموهبة وذلك تخوفا من أن يقوم البعض بإحباطي وبعدها اتخذت خطوة خطيرة بنشر رواياتي على الفيس.


البداية الحقيقية في تأليف الروايات؟
بدأت تأليف الروايات وأنا صغيرة ولكن البداية الحقيقية منذ 7 سنوات حيث في الصف السادس الابتدائي ألفت قصة بعنوان "أمل وتضحية" ونوع هذه الرواية "دراماتيكية" وليست رومانسية مما تسبب في عدم الاهتمام بها من القراء ولكنها نالت إعجاب الكثير وذلك لأنهم تعجبوا من أن طفلة صغيرة تستطيع أن تكتب مثل هذه الرواية. 

من كان بجانبك لصقل موهبتك وتنميتها وتطويرها؟
أمي هي أول من وقف بجانبي لتنمية موهبة الكتابة الخاصة بي وكانت تدعمني وذلك من خلال أنها كانت تعير أسماعها لرواياتي وأفكاري وتشيد بها وتقترح لي بأن هذه الرواية تصلح لعمل سينمائي كما أنها كانت تربي في حب القراءة.

وهل والدك أيضا له نصيب في صقل موهبتك؟
والدي له نصيب أيضا في تطوير موهبتي حيث كان يريني الكتب الخاصة به فهو كاتب إسلامي ويقدم لي النصح دائما بأن تكون كتاباتي تتضمن رصانة الألفاظ.


ما هي العوائق التي واجهتك قبيل إبراز موهبتك للجميع ؟ وكيف تخطيت ذلك ؟
صنعت عوائق أمام إبراز موهبتي بنفسي وذلك كما ذكرت سالفا في عدم تعريف أهلي بموهبتي فور اكتشافها، كما أن هناك بعض الزملاء كانوا يقولون لي باستهزاء: "سهل جدا تؤلفين رسالة" ولكن هذه الصعوبات استطعت تخطيها، ولم يشعر بموهبتي أحد سوى صديقة عمري "رحمة" حيث كانت تسمع رواياتي وتثني عليها وتدعمني وتقف معى. 

هل الدراسة تشكل لك عائقا في ممارسة موهبتك؟
الدراسة أخرتني كثيرا عن النبوغ في كتابة الروايات وعن كتابة أكثر من رواية، لأنها أضاعت لي الكثير من الوقت نظرا لكثرة المواد الدراسية التي كنا ندرسها في مراحل التعليم الأزهري الثانوي، ولكن الآن وبعد دخولي قسم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر بمحض إرادتي لا تشكل الدراسة عائقا لسهولة الدراسة بالكلية فإنها لا تحتاج إلى الحضور بانتظام.

ما هي معايير الكاتب المتميز؟
أولا لا بد أن يملك الكاتب الموهبة ومن ثم تطوير هذه الموهبة بكثرة القراءة، وبعدها تأتي الفكرة وفي المرحلة الأخيرة الكتابة كما يجب أن يكون أسلوبه سهلا وذا ثقافة واسعة، الكتابة في الموضوعات التي يراها ترتقي بثقافة القراء وليس الانسياق وراء ما يواكب العصر فقط كما يجب أن يلتزم بشخصيته في الكتابة، ولا يتخذ الكتابة سلعة تباع وتشترى.


أبرز الكتاب الذين تهتمين بكتاباتهم؟
قرأت نحو 30 رواية قبل أن أكتب رواية واحدة، ومن هذه القراءات كانت روايات وكتابات للكاتب يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس، محمد المنسي وأحمد مراد وانتقدت في أسلوبهم كثيرا ولم أقرأ حتى الآن لنجيب محفوظ وطه حسين وهؤلاء الكتاب يتصفون بجزالة الأسلوب حيث يستطيع الكاتب منهم بوصف نصف كوب من الماء في نصف صفحة وهذا ما يسمى بجزالة الأسلوب".

عدد الروايات التي ألفتيها ؟
ألفت 3 روايات والآن شرعت في الرواية الرابعة، ويوم عن يوم الكاتب الروائي خاصة في بداياته يتعلم وتكون رواياته هي حصيلة للأفكار والمجهود على مدار عدد من السنوات، الكل كان متوقعا أنني متزوجة ولديا أولاد ولكن الحقيقة أني طالبة بالفرقة الأولى بجامعة الأزهر أملك من الأعوام 18 فقط.


هل ساهمت جامعة الأزهر في إعطائك جوائز أدبية؟
لم تساهم الجامعة في تكريمي أو منحي أوسمتها، ولا أعتقد أن جامعة الأزهر ستساعد في تنميتي، والجانب الوحيد الذي سيساهم في نجاحي هو أن أنشر رواياتي بدار نشر، ولكن جامعة الأزهر ليس بها اهتمام بالمواهب الأدبية، ولكن الاهتمام الأكبر بالمستندات والأوراق.

إذا، أنت ترين أن جامعة الأزهر لا تساهم في تنمية المواهب الشابة؟
الجامعة تساهم من خلال المسابقات التي تطلقها من حين لآخر، ولكن الاهتمام الأكبر يكون بالمواهب الرياضية، أو الغنائية، ولكن المواهب الأدبية لا تلقي اهتماما كبيرا، فهم ينظرون للكاتب والروائي والشاعر كموهبة واحدة، فأنا لست شاعرة، بل كاتبة روائية، لي خواطر خاصة، ولا أكتب شعرا.

ما هي أكبر الطموحات التي تسعين لتحقيقها الفترة القادمة؟
لست معترفة بجامعتى بسبب دخولي كلية أقل من رغبتى بسبب التنسيق، لذا أفكر جديا في التحويل من كليتي، أو من جامعة الأزهر نهائيا إلى جامعة خاصة، لأن الكليات العامة تقدر الطالب أكثر من الأزهر، فلمدة 12 عاما أدرس بالأزهر ولم ألق أي تقدير.

ما الهدف من دراستك الإنجليزية؟ وهل تأملين أن تقومي بتأليف روايات إنجليزية؟
دراستي للغة الإنجليزية ليست لرغبتي في التأليف باللغة الإنجليزية، ولكن السبب هو حبي للغة، فضمن طموحاتي أن أصبح مدرسة لغة إنجليزية، لأن أمي مدرسة، وهي قدوتي في التدريس، لذا أريد أن أكون مثلها.

ما هو سبب تطوير لغتك العربية في كتاباتك؟
حفظي للقرآن الكريم طوال فترة دراستي بالأزهر، فقد ختمت القرآن وأنا بالصف الأول الثانوي، ففي البداية كنت متخذة القرآن الكريم كمنهج، لذا قررت ختمه مرة أخرى بالصف الثالث الثانوي، وتعمقت أكثر في الأيات، حتى رسخت اللغة والمعاني بقلبي وعقلي.

ما ردك حول الادعاءات التي تقول إن طلاب الأزهر متطرفون فكريا؟
لسنا متطرفين، فالأزهر في وقتنا الحالي يحترم جميع الآراء، فالأساتذة غالبا ما يكونون مخالفين لسلوك المناهج التي يدرسونها، وليسوا على دين سليم، لا أنكر أن هناك بعض الأفكار المتمردة، ولكن ليس الجميع، فلا يجب أن نتخذ الكل بذنب البعض.

هناك أقاويل أن الأزهر يهتم بعلوم الدين دون الدنيا.. ما تعليقك؟
هذا كان يطبق بأزهر القرن الماضي، وليس بعصرنا الحالي، فبالماضي لم تكن العلوم الدنيوية ضمن اهتمامات الأزهر، ولكن هذا اختلف كثيرا الآن، فأصبح هناك اهتمام كبير بالجانب الثقافي في كافة المجالات، ولا يهتم بالعلوم الشرعية فقط.

ما رأيك في تطبيق نظام امتحانات البوكليت على دفعتك بالثانوية العامة؟
نظام خاطئ لم يقض على الغش بل ازداد، ولم يحل أزمة الغش، بل أصبح الطلاب يقومون بالغش بشكل أسهل من الامتحانات العادية، وكل ما فعله أنه قد رفع نسبة النجاح حتى ولو بمجاميع منخفضة.

ما ردك على الإعلاميين الذين صرحوا بأن منهج الأزهر "يجب أن يلقى بالمتاحف"؟
أعترض، لأن المناهج ليست قديمة بالشكل المبالغ فيه الذي يصوره الإعلاميون، والمناهج حاليا تغيرت وأصبحت مبسطة جدا، وأرى أن الأزهر بدأ يقلل من قيمته العلمية حتى يقبل عليه الطلاب، وبسطوا المنهج للغاية، ليواكبوا تفكير طلاب الجيل الحالي.

ما رأيك في رد فعل الأزهر حول قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس؟
أعتز بالأزهر لموقفه ضد القرار ومعارضته ببسالة، ولكن للأسف الأزهر نقطة في بحر القيادات التي كان يجب أن تعترض على القرار، وهذا دليل آخر أن قيمة الأزهر قلت عن الماضي.

ما هي أوجه القصور التي تعيق المواهب المصرية في التقدم؟
الإعلام والسينما، فهما سلاح يقضي على المواهب الشابة، ويصدرون لهم دائما قصص البلطجة والتشرد، فالسينما والمسرح أصبحا في مستوى ردئ للغاية، وأصبحت المواهب محبطة، وبعض المواهب لا تكتشف أنفسها أصلا بسبب الطاقة السلبية المصدرة لنا طوال الوقت، والوساطات والرشاوي هي سيد المشهد بين المواهب.


كيف ترين مستقبل المواهب المصرية بشكل عام؟
لا أرى مستقبلا باهرا للمواهب بمصر، فلا يوجد اهتمام بهم نهائيا، والمواهب المصرية لا تبرز إلا خارج مصر، ويصبحون من المشاهير خارج حدود مصر.
الجريدة الرسمية