رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مشرف المتحف المصري الكبير: فتح المتحف للزوار ليلا.. ونظام الإضاءة الأحدث بالعالم

فيتو


  • نظام إضاءة حديث يبرز ملوك مصر في أبهى صورهم
  • الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ساهمت في خفض نفقات الإنشاء
  • ترميم وتجهيز 3800 قطعة من آثار توت عنخ آمون
  • حجم تكلفة إنشاء المتحف مليار دولار وهي منافسة واقتصادية
  • عرض 5 آلاف قطعة من آثار توت عنخ آمون في الافتتاح الجزئي
  • عائدات معرض توت عنخ آمون بالخارج تبلغ 5 ملايين دولار في كل محطة
  • مليار دولار إجمالي تكلفة إنشاء المتحف 750 مليون منهم قروض
  • استيراد أكثر من 100 فاترينة لعرض آثار توت عنخ آمون
  • تأجيل نقل القطع الذهبية لتوت عنخ آمون


أقل من 10 شهور تفصلنا عن افتتاح المرحلة الأولى من المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحها نهاية العام الجاري بقاعة تبلغ مساحتها أكثر من 7 آلاف متر مربع تعرض بها آثار توت عنخ آمون كاملة لأول مرة، لذلك يجرى العمل بالمتحف على قدم وساق للانتهاء من التجهيزات المطلوبة قبل انتهاء المدة الزمنية المتبقية لافتتاح المتحف جزئيا، وللوقوف على آخر التجهيزات وأعمال الترميم التي تتم لآثار توت عنخ آمون وطريقة عرضها بالمتحف كان لنا هذا الحوار مع الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير.

*في البداية نود أن نعرف ما هي الإجراءات المتبعة مع تمثال رمسيس الثاني الذي جرى نقله إلى البهو العظيم مؤخرا؟

جرى الانتهاء من صب القاعدة الخرسانية الذي سيتم تثبيت تمثال رمسيس الثاني عليها بعد نقله يوم 25 يناير الماضي والمرحلة الأخيرة تتمثل في شيئين أولهما تجليد القاعدة الخاصة بالتمثال بأحجار يتم تحديدها حاليا لتتماشى مع التصميم العام للبهو العظيم وفي نفس الوقت الإضاءة الخاصة بالتمثال سيكون لها تجهيزات خاصة تظهر التمثال في أبهى صورة وخصوصا عند الزيارة الليلية للمتحف.

*وهل سيتم افتتاح المتحف للزيارة ليلا؟

عادة زيارة أي متحف تكون إلى فترة مغيب الشمس ولكن تماشيا مع المتاحف العالمية يتم إتاحة الزيارة ليلا وتنظيم زيارات متخصصة لمواضيع بعينها وبالتالي سيكون هناك زيارات مسائية لها رونقها الخاص ومواصفات الإضاءة ستكون على أحدث الوسائل التي توصل إليها العالم وستكون إضاءة باردة "ليد" ليس لها انبعاثات حرارية وتسمح باستخدام الضوء باشكال جديدة وممتعة دون الإضرار بالآثار.

*كم قطعة لتوت عنخ آمون ستعرض بالمتحف في افتتاح المرحلة الأولى؟
الافتتاح سيشمل بهو المدخل والذي يعرض فيه تمثال الملك رمسيس الثاني، ثم الدرج العظيم ويتضمن 87 قطعة ما بين تماثيل ملكية وعناصر معمارية متميزة سواء من معابد أو من مقابر وسيكون في استقبال الزائر في مطلع الدرج ملوك مصر الشهيرين وعلى سبيل المثال تمثال الملك "غا عفرع" ومنكاورع وسنوسرت الأول وسنوسرت الثالث والملك أخناتون والملك تحتمس الثالث والملك رمسيس الثاني والملك رمسيس الثالث وبالتالي الأسماء الشهيرة تعكس هيبة هؤلاء الملوك والذي يرتدوه يوضح للزائر أن الزي الملكي والتيجان الملكية لم تتغير كثيرا على مر العصور، ثم أجزاء من معابد سواء من الأقصر أو الجيزة ومن أماكن مختلفة من مصر تعطي فكرة عن ما وصل إليه المصري القديم من فن العمارة وما خلفه من أبنية ضخمة وأيضا اهتمامه بالعالم الآخر وبالبعث بعد الوفاة وبالتالي الاهتمام بوجود توابيت حجرية ضخمة للتعرف على الفكر الجنزي لدى الفراعنة وهذا سيكون في آخر الدرج العظيم قبل أن يشاهد الزائر منطقة الأهرامات من خلال واجهة زجاجية ارتفاعها 25 مترا وهذا يكون تجهيز من ناحية الفكر والمضمون لفكرة الجبانة ومنطقة الدفن وبالتالي نقل الزائر من حالة إلى حالة مزاجية أخرى ويتوجه الزائر يمينا ليدخل إلى قاعتي آثار الملك توت عنخ آمون والتي تعرض لأول مرة كاملة وهي تزيد عن 5 آلاف قطعة وذلك لأن ما كان يعرض من آثار توت عنخ أمون المكتشفة سنة 1922 شبه كاملة الثلث أي نحو 1600 قطعة أثرية وكان السؤال أين الجديد والجديد هو عرض آثار توت عنخ آمون بالكامل لإتاحة الفرصة لعلماء الآثار المصريين والباحثين والدارسين الأجانب لدراسة آثار الملك بالكامل وتسليط الضوء على هذا الملك ومازالت تتيح الفرصة لاكتشاف الجديد.

*هل عرض 166 قطعة من آثار توت عنخ آمون بالخارج يؤثر على سيناريو عرض افتتاح المرحلة الأولى؟
بالعكس القطع الذي ستعرض بالخارج الكثير منها لها أكثر من نموذج لها وبالتالي هناك ما يمثلها بالعرض المتحفي وهذه القطع ستكون السفير للترويج للمتحف بالخارج ومقام خصيصا للترويج للمتحف المصري الكبير وتحقيق دخل إضافي لخزينة الوزارة بالعملة الصعبة.

*هل هناك مقارنة بين معرض توت عنخ آمون بالخارج وبين متحف اللوفر بأبو ظبي؟
الفكرتان مختلفتان تماما ولوفر أبو ظبي استعان بقطع من فرنسا ليجذب السياحة إلى المبنى الجديد وهو مبنى متميز وتم الاستعاضة بقلة الآثار المتاحة باقتراض آثار من فرنسا وفي حالة مصر الوضع مختلف، المعرض يسافر للخارج للترويج لحدث كبير يحدث في مصر وهو افتتاح المتحف ويضع مصر في دائرة الاهتمام بالخارج وهذه المعارض فواتح شهية لجذب السياح ولذلك الروائع الأساسية لتوت عنخ آمون لا تخرج للعرض بالخارج مثل القناع الذهبي والتابوت الذهبي الخالص وكرسي العرش وبالتالي هذه المعارض عناصر تشويق ودعاية وترويج لجذب السائحين إلى مصر.

*هل قيمة المعرض تتوافق مع قيمتها قبل ثورة 25 يناير؟
طبيعة المعارض الخارجية خلال السنوات الأخيرة تغيرت كثيرا وذلك لأن متاحف كثيرة في العالم تتبادل القطع دون مقابل ولذلك عوائد المعارض الخارجية انخفضت ومع ذلك عائدات معرض توت عنخ آمون بالخارج طيبة ومرضية جدا، وتبلغ 5 ملايين دولار في كل محطة بالإضافة إلى بعض العوائد الأخرى وشروط المعرض طيبة جدا.

*هل قطع المعرض خضعت للترميم قبل السفر؟
بالفعل قطع المعرض تم صيانتها وترميمها وتم التأكد من حالتها وتزويدها بالبصمة السرية والمعرض يخرج من متحفين المتحف المصري بالتحرير والمتحف الكبير ويعود إلى المتحف المصري الكبير فقط.

*وماذا عن المراحل المتبقية للمتحف وإنشاء ممشى سياحي يربط بين المتحف والأهرامات؟
يجب التفريق بين مشروعين، هناك مشروع المتحف المصري الكبير وهناك مشروع تطوير منطقة الأهرامات والمتحف ككل والمشروعين يتكاملوا ولكن تنفيذ كل مشروع على حده، المرحلة الأولى افتتاحها في 2018 والمرحلة الثانية في 2020 القاعات التاريخية والمرحلة الثالثة والأخيرة تصميم المبنى الخاص بعرض المركب الثانية للملك خوفو لأنها تحتاج إلى وقت كاف لعملية الترميم والصيانة والعرض ولابد ألا تتم تحت ضغط زمني وهذه قد تمتد إلى 2022، وخلال هذه الفترة يتم إحداث التكامل بين هضبة الهرم والمتحف الكبير وتبلغ هذه المساحة 2 كيلو متر وتم بالفعل إيقاف الرماية بنادي الرماية للقوات المسلحة وذلك لأن الأعمال أصبحت قريبة من تبة الرماية حفاظا على عمال المشروع وسيتم إخلاء هذه المنطقة لتصميم قلب ثقافي نابض لمحافظة الجيزة وهو الممشي السياحي وسيكون هناك سيارات كهربائية لنقل الزوار بالإضافة إلى أنها ستكون ممشى ليلي لطيف.

*وهل الممشى سيكون بتذكرة أم أنه سيكون متاحا للمصريين؟
هذا الأمر قيد الدراسة ما بين أن يكون بتذكرة أم أنه ممشى عام متاح للجميع وعملية التطوير لابد أن يكون تطوير إيجابي للذوق العام ونقلة حضارية وهذا لا يأتي بين يوم وليلة ولكن هذا ما نأمله لأولادنا وأن تحدث نقلة حضارية للمستقبل.

*هل تم ترميم جميع قطع آثار توت عنخ آمون؟
تم نقل ما يزيد عن 4300 قطعة من أصل 5000 قطعة والباقي ما زال في المتحف المصري بالتحرير ومتحف الأقصر ويتم نقلها تباعا خلال الأشهر المقبلة وسيكون آخر القطع الذي سيتم نقلها القطع الذهبية وقناع توت عنخ آمون حتى لا تغيب فترة طويلة عن أعين الزائرين، وتم ترميم وصيانة لما يزيد عن 3800 قطعة من الـ 4300 قطعة وهم مغلفين وجاهزين للعرض داخل فتارين العرض فور وصولها.

*وماذا عن فتارين عرض آثار توت؟
كون أن آثار توت عنخ آمون معظمها مصنوعة من المواد العضوية فهي تحتاج إلى فتارين عرض بمواصفات خاصة لتوفير أفضل بيئة للحفاظ على هذه الآثار وتم طرح مناقصة عالمية لتوريد الفتارين وفاز في المناقصة شركتين من أكبر شركات تصميم وتصنيع فتارين العرض على مستوى العالم بما يضمن عرض آثار توت عنخ آمون في بيئة أثرية تساعد على حفظ آثار توت عنخ آمون.

*وما هي المواصفات المطلوبة في فتارين العرض؟
من التحديات الكبيرة في مصر هي الأتربة الدقيقة ولذلك كان شرط أساسي في فتارين العرض أن تكون محكمة جدا للحفاظ على الآثار من جهة ومن جهة أخرى خلق درجة حرارة ورطوبة مناسبة لعرض الأثر إلى جانب أن بعض الفتارين يكون بها تحكم بيئي لها وخاصة التي تضم المنسوجات والبقايا الآدمية لابنتي توت عنخ آمون المتوفيتين قبل ميلادهما "الأجنة".

*وهل الفترة المتبقية تكفي لترميم قطع توت عنخ آمون قبل عرضها بالمتحف الكبير؟
قطع توت عنخ آمون تساعدنا في عملية الترميم كون معظمها مصنوعة من الذهب وهو معدن يحافظ على شكله لفترة طويلة ولذلك هي من أقل الآثار التي تحتاج إلى الترميم وتحتاج إلى صيانة وتنظيف بسيطة ولذلك سيتم الإبقاء على الآثار الذهبية لنقلها في الفترة الأخيرة قبل التجهيز لافتتاح المرحلة الأولى.

*كم عدد الفتارين المطلوبة لعرض آثار توت عنخ آمون؟
ما يزيد عن 100 فاترينة والقطع الحجرية الكبيرة لا تحتاج إلى فتارين.

*وكم عدد القطع التي تم نقلها للمتحف حتى الآن؟
نحو 43 ألف قطعة أثرية.

*وماذا عن حجم تكلفة إنشاء المتحف؟
التكلفة الإجمالية تبلغ نحو مليار دولار وهي تكلفة منافسة واقتصادية إذا ما تم مقارنتها بتكلفة إنشاء متحف اللوفر بأبوظبي علما بأن مساحته لا تتعدى مساحة قاعة واحدة من المتحف الكبير وهذا يوضح أن التكلفة منافسة.

*وما سبب انخفاض التكلفة؟
دخول الهيئة الهندسية في تنفيذ المشروع حافظ على ترشيد الإنفاق وعدم ارتفاع التكلفة باستخدام المواد المحلية في أعمال البناء والواجهات مما يعد من حيث الفكر أفضل لأنه متحف للآثار المصرية والاحتفاظ بالمستوى الرفيع بالخدمات والعرض المتحف داخل المتحف، وليست هناك منح بهذا المشروع إلا منح التدريب ولكنهما قرضين قيمتهم 750 مليون دولار بفائدة وطرق سداد ميسرة جدا و250 مليون دولار تضخها الحكومة المصرية بالمشروع وتكلفة إنشاء المباني بالكامل تمت في المرحلة الأولى للمشروع وبالتالي معظم التكلفة محملة على المرحلة الأولى.
Advertisements
الجريدة الرسمية