رئيس التحرير
عصام كامل

مدد يا «كريمة الدارين».. أسرار تشييع جثامين المشاهير من السيدة نفيسة

مسجد السيدة نفيسة
مسجد السيدة نفيسة

تشير الروايات التاريخية أن مصر هي من أرادتها، تمسكت بها فأطاعتها، المصريون الذين لم يفعلوا شيئا سوى حب آل بيت كانوا كلمة السر، بهذا يمكن تلخيص قدوم السيدة «نفيسة» حفيدة رسول الله إلى مصر، بعد جولة زارت فيها مقابر آل البيت في الشام والجليل، وما إن جاءت إلى القاهرة لتزور مقام السيدة زينب، تشبث بها المصريون، ورفضوا مغادرتها.


الخصوصية يمكن تلخيص علاقة المصريين بالسيدة نفيسة، ورغم تعدد الروايات حول حقيقة وجود مقامات لآل البيت في القاهرة مثل الحسين والسيدة زينب، لكن تلك الروايات لم تشر من قريب أو بعيد للسيدة نفيسة، فهي حقيقة لا تقبل النقاش، جلست بين الحسن الأنور حفيد رسول الله في مصر 15 عاما، حتى توفيت عام 208 هجريًا.

ولأن حب المصريين وثيقة أبدية، فقد رفضوا أن تُدفن حفيدة رسول الله وكريمة الدارين في البقيع، وتمسكوا بدفنها في مصر، وهو ما حدث في بناء مسجد تعرض للعديد من التعديلات ليتحول خلال العقود الأخيرة لمسجد السيدة نفيسة، الذي لم تنقطع صلته بالمصريين، فتحول المسجد إلى قبلة لتشييع جثامين المشاهير؛ بداية من ليلى مراد وانتهاءً بمحمد متولي، الذي رحل بالأمس.

هذا التهافت على خروج جثامين المشاهير من هذا المسجد خصيصًا دون غيره، هو ما أثار التساؤل حول أسباب ذلك التهافت، وفي السطور التالية تضع «فيتو» بعض الأسباب التي قد تكون دافعا وراء ذلك:

التبرك بآل البيت
يأتي في المرتبة الأولى من الأسباب، حب المصريين لآل البيت والتبرك بهم، وقديمًا قال الراحل أحمد فؤاد نجم: «إحنا شيعة أكتر من الشيعة، المصريين بيحبوا أهل البيت أكتر من أي حد»، ولأن لحظات الموت هي بداية الطريق للقاء الله، فالكثيرون يرغبون في الحصول على بركة «حفيدة رسول الله».

درب المشاهير
الأمر لا يقف عند حد التبرك بآل البيت فقط، فالكثيرون أيضًا يوصون بذلك من باب السير على درب المشاهير؛ إذ إن عمالقة الفن خرجت جثامينهم من ذلك المسجد، بداية من ليلى مراد بعد إسلامها، ومرورًا بالفنانة الكبيرة شادية، والكاتب الكبير مكاوي سعيد مؤخرًا.

الكثافة المرورية
بالنظر إلى موقع مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، ومقارنته بأضرحة آل البيت الأخرى، مثل السيدة زينب والإمام الحسين، تتضح أن أقل الأماكن كثافة مرورية هو مسجد السيدة نفيسة، عكس «الحسين» المُحاط بأحياء العتبة والموسكي، والسيدة زينب المُحاط بالقصر العيني، وهو ما قد يكون سببا ثالثا لتلك الظاهرة.
الجريدة الرسمية