رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ضجيج بلا طحن.. حصاد مؤتمر ميونخ للأمن

فيتو

شكل مؤتمر ميونخ للأعمال منصة فريدة من نوعها على مستوى العالم لبحث السياسة الأمنية كونه المكان الوحيد الذي يضم كما هائلا من ممثلي الحكومات، بما فيها الحكومات المعادية لبعضها البعض، كما أن المؤتمر يسمح للفاعلين السياسيين على التواصل بشكل غير رسمي في الممرات وتبادل الآراء داخل غرف الاجتماعات، والتعرف على بعضهم البعض، والاستفادة من المواقف، ورسم خطوط حمراء، أو تبادل الأفكار لحل النزاعات، ويضم نحو 30 حلقة نقاش "120 متكلمًا".


واعتبر رئيس مؤتمر ميونخ للأمن، فولفجانج إيشينجر، أن المؤتمر لم يطرح خطوات محددة يمكن أن تؤدى لتحسن في وجهات النظر القاتمة للعالم، ولم يستمع لحلول كافية على مدى 3 أيام من المناقشات التي طالت الأوضاع الأمنية في العالم.

ويعتبر كلام إيشينجر، إشارة واضحة إلى أن المؤتمر لم يقدم حلولًا لمشكلات العالم بالشكل الكافي، على مدار ثلاثة أيام، ورغم مشاركة نحو 600 شخص في مناقشة السياسات الأمنية والدفاعية في العالم، من بينهم 21 رئيس دولة وحكومة، و75 وزير خارجية ودفاع، في مدينة ميونخ، جنوبي ألمانيا.

وكان أبرز الحضور رئيس وزراء تركيا بن على يلدريم، ووزير خارجيته، مولود جاويش اوغلو، ووزيرة الدفاع الألمانية، أرسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جانب وزراء خارجية السعودية عادل الجبير، وروسيا سيرجي لافروف، وإيران محمد جواد ظريف، إلا أن المؤتمر انقلب رأسا على عقب ضد قطر ودعمها للإرهاب.

مظاهرات
رغم التطويق الأمني الكبير لمنطقة "بايريشر هوفر" بمدينة ميونخ، لتجنب المظاهرات إلا أن تظاهرات حاشدة تصدرها عدد من المحامين الألمان وعدد من ممثلي المنظمات الحقوقية اعترضت موكب أمير قطر تميم بن حمد، أثناء دخوله إلى مقر انعقاد جلسات مؤتمر ميونخ للأمن، مطالبين بعدم مشاركته في أعمال جلسات المؤتمر، وهتف المتظاهرون ضد نظام قطر ووصفوه بالإرهابي، مطالبين مسئولي المؤتمر بضرورة اتخاذ اجراءات رادعة ضد أمير قطر وحكومته، وضرورة التصدي لدعم وتمويل قطر للإرهاب، وردد المتظاهرون عبارات تتضمن رفض استغلال الاستثمارات القطرية كذريعة للصمت على جرائم النظام.

دعوة لسحب التنظيم
على هامش مؤتمر ميونخ للأمن انطلقت جلسة "مكافحة دعم قطر وتمويلها للإرهاب"، والتي بدأها السفير أحمد خطاب، عرض من خلالها تعريفًا للمحاور المُطالب بها المجتمع الدولي، لمجابهة الدور القطري في دعم وتمويل الإرهاب عالميًا، وشدد على ضرورة التصدي لرموز النظام القطري في استخدام عائدات النفط والغاز في قتل وتدمير الأبرياء، والتصدي لاستضافة الدوحة لرموز التطرف والإرهاب على أراضيها لتدريب كوادر العناصر الإرهابية، كما أشار إلى وقف التعامل مع شركة "قطر غاز" لتورطها في تمويل التطرف، وسحب تنظيم كأس العالم 2022 من الدوحة، ومن جهته أكد الأستاذ بجامعة فرانكفورت الألمانية، الدكتور سعيد البطوطى، ضرورة إغلاق وسائل الإعلام التابعة للجماعات الإرهابية التي تدعمها قطر وتركيا.

فضح قطر
عرض المؤتمر فيلم تسجيلي يفضح به قطر ويستعرض المراحل الزمنية لكيفية قيام النظام القطري في العقود الأخيرة، بتجميع الأموال التي يوجهها لزعزعة استقرار المنطقة ودعم الجماعات الإرهابية.

وعرض فيلم آخر يدور حول طرق التمويل المباشرة وغير المباشرة من جانب الدوحة للجماعات الإرهابية، سواء في المنطقة العربية أو في الدول الأوروبية.

مواجهة جيران طامعين
أكد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الجمعة، أن بلاده حافظت على سيادتها في مواجهة إجراءات عدوانية من جيران طامعين، مشيرًا إلى دول الحصار في حديثه، ووصف أزمة الخليجية المستمرة في شهرها التاسع، بأنها "عديمة الجدوى وافتُعلت من قبل الدول المجاورة كالسعودية والإمارات والبحرين، مشيرًا في حديثه إلى أن قطر من أكثر البلدان سلمية وقوة رغم الحصار الذي فرضته دول الحصار عليهم منذ يونيو الماضي، معتبرًا أن اتهام الأيديولوجيات المتطرفة بأنها سبب الإرهاب العنيف هو تبسيط للأمور.

وقال أمير قطر، إن "الشرق الأوسط على الحافة، وعلينا أن نبعده عن هذه الهاوية بمساعدة المجتمع الدولي ويجب علينا البدء باتفاقية أمنية إقليمية، تجعل الاضطرابات في المنطقة شيئًا من الماضي".

الاكتفاء بالفرجة
وتناول التقرير السنوي لمؤتمر الأمن بميونيخ ما يجري في سوريا، فطبقا لتقارير الأمم المتحدة فإنه منذ اندلاع الصراع في سوريا عام 2011، لقي أكثر من 300 ألف إنسان مصرعهم، فيما شرد نصف سكان هذا البلد، ورغم المحاولات الحثيثة لضمان وقف إطلاق النار على مستوى عموم سوريا للحد من تصاعد الصراع، إلا أن هذا العام شهد قيام الجيش السوري الرسمي بشن حملات وحشية مدعومة من قبل روسيا لاستعادة مدينة حلب، مما خلف عنه آلاف القتلى، وانتهي التقرير إلى القول بأن "لاعبون غربيون كبار اكتفوا بالفرجة فيما كانت حلب تنهار وشكل ذلك انهيارا تاما لقيم الإنسانية".
Advertisements
الجريدة الرسمية