رئيس التحرير
عصام كامل

حسن زايد يكتب: مصر والإرهاب الذي تواجهه

حسن زايد
حسن زايد

لا يمكن لمراقب منصف للأوضاع التي سادت مصر في الآونة الأخيرة، إلا الذهاب إلى نتيجة واحدة، لا ثاني لها، وهي أن هناك أجندة خفية كانت معدة لمصر، وما زالت مفعلة، من أطراف خارجية وداخلية.


الأطراف الداخلية والخارجية ممثلة في دول وأجهزة استخبارات. والأطراف الداخلية ممثلة في الإخوان المسلمين، وأطرافها وإن تباعدت وصلاتها، وتلك الأطراف التي توحدت معهم في الهدف، والأطراف التي سقطت في شراكها الخداعية نتيجة الأطماع الشخصية في تقلد مقاليد الحكم.

نتاج هذه الأجندة والهدف منها هو استكمال رسم المخطط المرسوم ـ إعمالًا لسايكس / بيكو الأورو أمريكي الجديد ـ الذي نراه بأم أعيننا، مدنًا صارت مهدمة بالكامل في العراق وسورية واليمن وليبيا، ومن قبلهم الصومال، أشباه دول قد تم إعادتها بالكامل إلى العصور الوسطي.

وقد كانت مصر تواجه هذا المخطط الذي بدأ مراحله التنفيذية على الأرض بداية من 25 يناير 2011 م. وظل الأمر في شد وجذب بين قوي الهدم وقوي الحفاظ على البناء حتى قرارات 3 / 7 / 2013 م، أيام خروج الشعب على حكم الإخوان، خروجًا لم يحدث في التاريخ من قبل، وقد كان مشهد مليشيات الاتحادية وحده كافيًا لهذا الخروج.

ومن الأدلة على تورط أمريكا والغرب في المخطط الهادف إلى نقض مصر من القواعد، وجعل عاليها سافلها، أن أقمارها الصناعية التي ترقب الكون، وأقمارها الموجهة لرصد تفاصيل أي بقعة من بقاع الأرض، وكاميرات تلفزيوناتها عبر مراسليها، ومكاتبها المنتشرة بطول البلاد وعرضها، وكاميرات موبايلاتها النقالة عبر مراسليها، قد أصابها العمي والصمم على نحو مفاجئ، فلم ترصد الخروج الجماهيري الهادر على الجماعة وحكمها.

ولم تشفع كل وسائل الاتصالات ونقل المعلومات للشعب المصري شرعية خروجه على نظام الحكم الإخواني كما شفعت له خروجه على نظام حكم مبارك. بل إنه قد عوقب على خروجه الأخير بضربه اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا. وقد كان من المفترض أن يقف الغرب وأمريكا إلى جانب الجماهير الثائرة في الحالتين، وإلا أصبح الاتهام بالإنحراف الأخلاقي في حقهما قائمًا لا محالة.

ومن هنا لايمكن الرهان مطلقًا على الجانب الأخلاقي في محاربة الإرهاب، وتصعب المواربة في التعامل مع أطرافه، أو وضع الرءوس في الرمال في مواجهتهم، أو المجاملة في الحرب عليهم.

ومن ثم فإن تصريح الرئيس السيسي في مؤتمر الرياض قد جاء في سياقه، حين أعلن أن الإرهابي ليس هو فقط من يحمل السلاح، وإنما هناك من يخطط له، ومن يموله، ومن يسلحه، ومن يدربه، ومن يطببه، ومن يعوضه عن الأفراد والمعدات، ومن يقدم له المعلومات. ويُفهم من ذلك أن وراءه دول، وأجهزة استخبارات، وحدود يتم عبورها، ومواد متفجرة يتم تهريبها. فالسماء لا تطمر أسلحة ولا ذخائر ولا متفجرات، ولا تمطر نقودًا ولا إرهابيين.

وإن كان بعض من خضع لغسيل الدماغ، وجري التلاعب بعقولهم، عبر وسائل الإعلام، ووسائل الميديا الأخري، من يروج إلى القول بأكذوبة الحرب على الإرهاب، وأن ما يذاع عنه، وما تتناقله وسائل الإعلام من أفلام وفيديوهات ما هي إلا فبركة لوقائع مختلقة. ولو أن ذلك كذلك ما كان قد سمع المؤتمرين لكلمة وزير الخارجية المصري في مؤتمر ميونيخ لمكافحة الإرهاب حول تعرض مصر للإرهاب، وأنها لا تلقى حتى مجرد الحصول على المعلومات، وتقليم أظافر تلك الدول التي تدعمه. خاصة وأن هناك مادة متفجرة وصلت إلى مصر تراقب دولة كبري تحركاتها بالأقمار الصناعية.

وهناك دول وأجهزة ووسائل إعلام تترصد بمصر من أجل إسقاط الدولة المصرية، بالتأكيد أن وراء ذلك تمويل بمليارات الدولارات، وبالتأكيد كذلك أن مصر تحاول الإفلات من كافة الفخاخ المنصوبة لها، إقتصاديًا، وسياسيًا، وثقافيًا، على كافة الصعد، وفي كافة المجالات. إن تخلص مصر من تلك العقابيل داخليًا وخارجيًا، يدفع بها إلى نهوضها، ونهوضها يعني ترميم ما تهدم وتكسر من البلاد العربية.
حــســــــــن زايــــــــــــد
Advertisements
الجريدة الرسمية