رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عماد الأزرق: «الثقافة» سلاح الصين الأخير لقيادة العالم

فيتو

خمسون عاما سعت دولة الصين- التنين الأحمر- أن تتجاوز مرحلة انكساراتها وهزائمها العسكرية في القرن الـ19؛ لتحقق نهضة اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية هائلة، تبهر بها العالم وتتشارك معه في شتى المجالات، وعلى رأسها الشراكة الثقافية التي ترى الإدارة السياسية الصينية بأنه آن الأوان أن تكسر حاجز «العزلة الاختيارية».


قال الكاتب الصحفي عماد الأزرق، صاحب كتاب «شي جين بينغ.. الطريق إلى القمة» والصادر مؤخرا عن بيت الحكمة للثقافة والإعلام، أن دولة الصين لديها رغبة في الانفتاح على ثقافة الشعوب الأخرى، وتعريفهم بثقافتها، مشيرا إلى أن السبب وراء ذلك يرجع إلى أن الإدارة الصينية اكتشفت أنها كانت مقصرة في حق التعريف بنفسها، وإطلاع الآخر على ثقافتها وسياساتها واقتصادها خلال السنوات الماضية، مما سمح للطرف الغربي من تشويه التجربة الصينية ونقل صورة مغلوطة عنها.

الصين و«أزمة اللغة»
وفي تصريح خاص لـ«فيتو» أكد الأزرق، على أن الإدارة الصينية تتجه الآن نحو أن تكون دولة عظمى تقود العالم، ولكي تحقق هذا الهدف، لابد وأن تمتلك أربعة أنواع من القوى، هي: العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والثقافية، مشيرا إلى أنها تبذل جهدا كبيرا في الجانب الثقافي، خاصة وأن الصين تواجهها أزمة كبيرة، وهي اللغة، فاللغة الصينية صعبة للغاية، وعدد المتحدثين بها ضئيل جدا، ولذلك توسعت الدولة في السنوات الأخيرة إلى فتح أقسام لدراسة اللغة الصينية في الجامعات على مستوى العالم، وليس على المستوى العربي فقط، ومصر بها نحو 15 جامعة تدرس اللغة الصينية على سبيل المثال، هذا بالإضافة إلى التوسع في تعلم اللغات الأجنبية الأخرى داخل الصين؛ لتحقيق التقارب بالآخر، فالصينيون يؤمنون بأن اللغة هي مفتاح التعرف على الثقافة.

«العزلة الاختيارية»
وأرجع صاحب كتاب «شي جين بينغ.. الطريق للقمة» رغبة الصين في الانفتاح ثقافيا على العالم، وهو كسر حاجز «سنوات العزلة الاختيارية» حيث إنها ظلت خلال الخمسين عاما الماضية منغلقة على نفسها، وبعد انفتاحها اقتصاديا وتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم جميعا، حتى أصبحت أكبر شريك تجاري لجميع دول العالم، تبحث الآن عن التبادل الثقافي المشترك.

وأكد الأزرق، على أن التجربة الصينية غنية ويمكن الاستفادة منها بشكل كبير، وخصوصا في مجال الصناعات الإبداعية الثقافية التي تحقق الصين منها نحو 95 مليار دولار سنويا.

وأشار إلى أن ميزة الثقافة الصينية أنها ثقافة تعاون وليست ثقافة احتواء، فالصينيون مبدأهم في الحياة «التعاون المشترك لتحقيق الأهداف المشتركة» فهي لا تريد أن تغزو ثقافة دولة بل الاستفادة منها، والثقافة الصينية تختلف عن الغربية كثيرا، فشأنها شأن الثقافة اليونانية والإغريقية والمصرية القديمة، ويمكن أن يكون هناك تعاون كبير بين مصر والصين، فأثبت طريق الحرير القديم أن هناك علاقات قوية بين الصين ودول كثيرة من ضمنها مصر، وبالتالي التواصل الحضاري بيننا يمكن أن يخدم الهدف الاقتصادي والسياسي والثقافي.

«شي جين بينغ».. الرئيس الفيلسوف
وبالنسبة لتجربة الرئيس الصيني «شي جين بينغ» في الحكم، أشار الأزرق، إلى أنه على الرغم من أن والد الرئيس الصيني كان قياديا كبيرا في الحزب الشيوعي الصيني، إلا أن «شي» انخرط في دولاب العمل، منذ كان طالبا في المدرسة، حيث انضم إلى القوى العاملة عام 1969، وقبل أن يبلغ 16 عاما، حيث تولى قدرا كبيرا من المناصب، بداية من الأدنى ثم الوصول إلى الأقصى، سواء كانت مناصب حزبية أو تنفيذية أو عسكرية، مما أثقل شخصيته وأكسبه مهارات وخبرات متراكمة، هذا بخلاف دراسته في الجامعة حيث تخصص في النظرية الماركسية والتعليم السياسي والأيديولوجي، ثم حصل على الدكتوراه في القانون، ثم الدكتوراه في الكيمياء الهندسية، ونحن بحاجة لتطبيق هذا النموذج بين جيل الشباب.

وأضاف أن الرئيس الصيني «شي» ليس تقليديا، وأنما يمتلك رؤية إبداعية وابتكارية، فقد أدرجه الحزب الشيوعي في دورته الماضية كأحد فلاسفة الحزب، فهو دائم التفكير خارج الصندوق، ويحاول تغيير الواقع وتطويره بما يتسق مع مجتمعه وشعبه، وله إسهامات كبيرة كانت السبب في الثقة التي يحظى بها، حيث أدخل عدة تعديلات على الحزب الشيوعي، ومنها حوكمة الحزب، ومحاربة الفساد في الجيش والحزب، ومحاربة فساد المركزية في حكومات المقاطعات، فجميع قراراته تحظى بالقبول والدعم من جانب الشعب الصيني على اختلاف انتماءاته القومية.
Advertisements
الجريدة الرسمية