رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى عنز يكتب: «عديم الإتيكيت»

مصطفى عنز
مصطفى عنز

الإتيكيت هي كلمة فرنسيّة الأصل، وتعرف بأنها «فن الخصال الحميدة» أو «السلوك بالغ التهذيب»، وتتعلق قواعد الإتيكيت بآداب السلوك، والأخلاق والصفات الحسنة، التي تحكم التعاملات الإنسانية بين الأشخاص لتخرج في شكل لائق.


ربما لا يعلم المجتمع الكثير من قواعد الإتيكيت، والتي نفتقد فيها إلى كثير من قواعد الذوق العام، فهناك حالات شاهدتها بنفسى طرأت على المحيطين، وهى اللامبالاة، وقلة الذوق، وعدم الاهتمام والتقدير، حتى وأننى سميت الواحد من هؤلاء بـ«عديم الإتيكيت»، وهو عنوان مقالى هذا.

ولعل تلك المقولة كان لها سرًا، لا يعلمه إلا أحد الأصدقاء المقربين منى، حينما أطلقتها على أحد الأشخاص الذين يفتقدون لقواعد الذوق، واحترام الآخرين، حيث كنا جلوسًا في إحدى الكافيتيريات، وجاء هذا الشخص ليصافح صديقى، وكنت أجلس بجواره، ولم يصافح بقية الأشخاص الحاضرون، ومن هنا أطلقت عليه «عديم الإتيكيت».

فلا شك أننا نتعامل يوميًا ونقابل أشخاصًا مما ينطبق عليهم مقولة «عديم الإتيكيت»، الذين يفتقدون الكثير من فن الحديث، والتعامل مع الزملاء، والتعامل الرسمى والاجتماعى، ويتعاملون مع الآخرين بـ«جليطة»، وقلة ذوق.

فعديم الإتيكيت، هو الذي تشاركه أفراحه وأطراحه، وعند أول ظرف تمر به لا تجده بجوارك، وتراه يتخلى عنك، دون أن يكلف نفسه حتى بشرح الأسباب التي دفعته إلى ذلك، ويترك لك المجال مفتوحًا لتضع ما تراه مناسبا من عناوين، وأوصاف تصفها به.

فكم من مرة ذهبنا لأشخاص ووقفنا معهم في شدائدهم، ودعمناهم إلى أقصى الحدود والأبعاد، ضحينا لأجلهم بالكثير، فهمومهم كانت همومنا، وأفراحهم كانت أفراحنا، وعندما جاء التحدى، تساقطت أقنعة المحبة والصداقة، وبدءوا بالتنحى بأنفسهم عما يحصل لنا.. هؤلاء هم عديمى الإتيكيت حقًا !!.

وأيضًا عديم الإتيكيت هو من تسلم عليه وهو جالسًا ولا يقف لك، وهو من تمر عليه وهو يضع قدمًا على قدمًا دون أدنى اهتمام أو احترام، وهو من يراك فيتجاهلك، وهو من يغتابك عند غيرك، ومع ذلك يبين لك العكس، وهذا كافٍ بأن يخبرك أن لحضورك هيبة قادرة على تحويله لمنافق جبان.

ولا تخلوا شلة أصدقاء من عديم الإتيكيت، ذلك الشخص الساذج، الجيفة بالليل والحمار بالنهار، العالم بأمر الدنيا والجاهل بأمر الآخرة، فمنهم من يتظاهر بالمحبة وهو يحمل الكثير من العدواة والبغضاء، ومنهم من لديه سوء السريرة والطبع، وكل ذلك ألغام تدمر العلاقات الإنسانية بين الأفراد، وتندرج تحت المسمى الرئيسى لهذا المقال.

العلاج.. لا بد أن تكون هناك مادة علمية وعملية تُدرس في المدارس والجامعات لتعليم الطلاب فن وقواعد الإتيكيت، والذي يُعد من أهم فنون الحياة، حتى يعامل الناس بعضهم البعض تمامًا كما يحبوا أن يعاملوا، حتى يرتقى المجتمع ويتقدم.

في النهاية.. كل شخص يجد تشابهًا بين أحداث شخصيات هذ المقال، وأحداث حقيقية مر بها، فهذه ليست مسئوليتى أنا، ولكنها مسئوليتك الشخصية أنت، وأنصحك بتعلم قواعد الإتيكيت، واحترام الآخرين، وأعلم أنه إذا أردت أن تُحترم، فاحترم نفسك أولًا !!
الجريدة الرسمية