رئيس التحرير
عصام كامل

ومن غير الجيش؟!


لقد فرضت الضرورة اتخاذ قرار سياسي ببدء العملية الشاملة (سيناء 2018) لتطهير مصر من الإرهاب والإرهابيين، وتصديًا لمخطط إشاعة الفوضى والتخريب وهدم الدولة، وتعطيل مسيرة التنمية والبناء، ووقف تنفيذ المشروعات الكبرى على أرض مصر، والتي بدأ بعضها يؤتي ثماره بالفعل، وهو ما لا يرضى أحلاف الشر، وفي مقدمتهم تنظيم الإخوان وأنصارهم في الداخل والخارج.. فكيف ننتقل للبناء وبيننا من يصر على الهدم.. وهل يمكن لدولة أن تعيش في سلام أو تسير في أمان وعلى ظهرها حيوان مفترس ينشب أظافره في جسدها؟!


فارق كبير بين من يتطلع لنهضة الأوطان ونصرتها في ساعة العسرة ومن يرى نفسه وجماعته فوق تلك الأوطان.. بين جيش يرى أبناؤه أن التضحية في سبيل الوطن أسمى الغايات وبين من يحاربون هذا الجيش ويسعون إلى هدمه كخطوة أولية لهدم الوطن وتنكيس رايته تحت أقدام أعدائه.

من يخططون لهدم مصر يعلمون أن جيشها هو نواتها الصلبة ودرعها وسيفها، ومن ثم فقد جعلوه هدفًا للتشويه وتلويث السمعة تارة، والاستهداف المباشر بعمليات إرهابية جبانة تارة أخرى.. وهناك قنوات فضائية وصحف هنا وهناك لا تفتأ تبث أخبارًا مغلوطة عن عمليات الجيش وتذيع فيديوهات مفبركة تقول إنها لتنظيمات إرهابية تستهدف جيشنا في سيناء..

وتناست هذه القنوات المسيسة تلك القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة على أرض قطر مثلًا، كما تناست أيضًا أن التخريب الذي تمارسه بعض دول الجوار لا يصب إلا في صالح إسرائيل والغرب، وأن الإرهاب سوف ينقلب على الدول الراعية له، وأن جيش مصر ليس كأي جيش حولنا؛ ذلك أنه من نسيج هذا الوطن ومن شتى مكوناته، وسوف يظل جزءًا من هذا الشعب وحاميًا له ولإرادته ولمقومات بقائه ووجوده، وهو ما يندر أن نجده في دولة أخرى.

جيش مصر هو الحارس الأمين لتطلعات شعبها وحياته ومستقبل أجياله.. والشعب هو الحاضنة الطبيعية والانتماء الأكبر لهذا الجيش العظيم الذي لن يفت في عضده المؤامرات ومحاولات الوقيعة والتشويه والاستهداف مهما تكن ضراوتها.

ولأن فاقد الشيء لا يعطيه ولا يمكن له أن يتصوره أصلا، فسوف يظل المتآمرون على مصر شعبًا وجيشًا بمنأى عن الفهم السليم لطبيعة العلاقة الراسخة بين الشعب وجيشه منذ آلاف السنين، فلم ولن يحدث أبدًا أن تخلى الجيش عن حماية شعبه ولا تخلى الأخير عن توفير مظلة الدعم والمساندة للأول.. بل تجدهما نسيجًا واحدًا في الأزمات والملمات والكوارث، فما أن تقع كارثة هنا أو هناك إلا ويسارع الجيش للإنقاذ ومد قوارب النجاة للشعب ولمَ لا وهو الابن البار الحامي للحدود وللحرية والديمقراطية والأمن؟

فمن بعد كل هذا يمكنه أن يصدق فبركات وأراجيف أعداء مصر بحق جيشها.. وهل عرفنا لماذا يجري استهداف الجيش في هذه الآونة بالذات.. ومن غير الجيش يمكنه تحمل أمانة المسئولية وعبور محنة الإرهاب في هذا الإقليم المضطرب المبتلى بالصراعات. 

وهل قدم من يسمون أنفسهم معارضة أو نخبة أو نشطاء أي تضحية للوطن.. والأهم هل يملكون القدرة على حماية هذا الوطن وانتشاله من الأزمات وأولها الإرهاب؟!
الجريدة الرسمية