رئيس التحرير
عصام كامل

أبو الفتوح وجنينة.. ولا صوت يعلو على صوت المعركة!


لم تكن نكسة أو هزيمة أو خسارة جولة مع العدو الصهيوني في 5 من يونيو 67، مجرد "خناقة في خمارة" حسب تعبير الرئيس الراحل أنور السادات، أو مجرد كابوس انتهى بمجرد الاستيقاظ من النوم، بل كانت بمثابة الإعلان على سقوط الحلم العروبي الذي رفعه الزعيم جمال عبد الناصر، خاصة بعد أن تكشفت خيوط المؤامرة على مصر، التي شاركت فيها دول عربية سواء من أفريقيا أو آسيا، وأيضا انكسر حلم المواطن البسيط في التقدم والرفاهية، فأصبح الجيش وتحرير الأرض مقدم على كل شيء..


يضاف إلى استشهاد عشرات الآلاف من أولادنا في ساعات معدودة، في حرب ظلم فيها الجيش المصري، مما أوقع الحزن في قلوب الشعب كله، يومها رفعت الدولة شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" والتف الشعب حول جيشه وقيادته وتحقق الانتصار في السادس من أكتوبر 1973 مرورا بحرب لا تقل ضراوة وعنف عن حرب أكتوبر..

هي حرب الاستنزاف التي جرت معاركها في ظل حكم جمال عبد الناصر قبل رحيله في 28 من سبتمبر 1970، التي كانت هذه الحرب بمثابة الشرارة الأولى للإعلان عن الانتصار المقبل، ومثلما كبدنا العدو الصهيوني الخسائر الجسيمة، فإن مصر لم تبخل بدماء أبنائها وكان استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان ذروة وقمة التضحية من أجل مصر في 9 من مارس. 

وعندما نقول الشعب فهذا لا يمنع بعض الأصوات التي كانت تعبر عن عدم الوعي وضيق الأفق، منها شاعر سخر من الشعار فقال:

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. كل الجهود كل الزنود للمعركة.. ألحان جنان تعزف نشيد المعركة.. وكمان لجان عشان عيون المعركة.. سلام يا واد للست معمع معركة.. وكمان سلام لأهل بيت المعركة..!

لكن رد على فؤاد حداد والأبنودي وعبد الصبور وحجاب وأحمد شفيق كامل وقباني وعبد الوهاب محمد وغيرهم الذين آمنوا بصدق معركة الاستنزاف وأنها طريق إلى تحرير الأرض، ولهذا فإن موقف البعض من الحرب على الإرهاب ليس غريبا، لكن مع الفارق فإذا كنا ذكرنا المثل بالشاعر الذي سخر من شعار المعركة، فهو محدود التعليم والثقافة وصغير السن في ذلك الوقت على الرغم أنه أصبح نجما بعد ذلك..

فإن المجموعة التي لا تدرك حتى الآن حجم المؤامرة على مصر على الرغم أن كل الشواهد التي تحيط بنا تعلن أن المؤامرة الصهيونية العالمية ومعها المتاجرون بالإسلام، معظم هؤلاء من تجاوز الستين، في الوقت الذي تخوض قواتنا المسلحة والشرطة حربا في سيناء شديدة الصعوبة ضمن عملية "سيناء 2018" التي يشيد بها القاصي والداني..

هشام جنينة بتصريحات غريبة، ولا أتصور أنه في حال طبيعية، فهل من المنطقي أن يقول لو حدث أي مكروه لسامي عنان فإن هناك مستندات تم تهريبها للخارج وهي خاصة بما حدث قبل وبعد 25 يناير 2011، وهذا يثير الشكوك حول الدولة ومؤسساتها حسب تعبير المتحدث العسكري!

لو أن هذه التصريحات من أحد الحقوقيين أو النشطاء الذين لا هم لهم سوى ابتزاز الدولة أو تنفيذ أجندات خارجية، سيقبل منهم، لكن أن تصدر من ضابط شرطة سابق، ومارس القضاء، بل وتولى رئاسة أكبر جهاز رقابي وهو الجهاز المركزي للمحاسبات، ومن خلال موقع ممول من قطر التي ترفع شعار العداء لمصر، ويشرف عليها المستشار السياسي لأمير قطر عزمي بشارة صاحب الجنسية الصهيونية، هنا فالأمر مدهش أن هشام جنينة وهو رجل القانون يصرح أن هناك المستندات تم إخراجها بمعرفة سامي عنان وكان رئيسًا للأركان وقتها..!

وبالتالي يتهم سامي عنان ويضعه تحت مقصلة المحاكمة العسكرية، كيف لرجل عسكري أن يحتفظ ويهرب مستندات خارج الوطن، ولمصلحة من!؟ والطبيعي أن يحقق ويحبس هشام جنينة-15 يوما على ذمة التحقيق- وكانه كان يسعى لهذا!

الحقيقة أنه وصلني فيديو جزء من برنامج على قناة الجزيرة وضيف صرح بكل ما جاء على لسان هشام جنينة لكن دون إفصاح عن اسم الشخص، قال الضيف الذي لا أعرف اسمه: هناك شخص زار سامي عنان في السجن الحربي، أخبر عنان هذا الشخص أنه هرب مستندات للخارج تدين الجميع بما فيهم السيسي وأنه أبلغه لو حدث له أي عنان أي مكروه فسيتم فضح الجميع!!

الحقيقة لم أهتم بهذا الفيديو، لكن يوضح الآن أن الأمر متداول بين عدد من الإخوان وهشام جنينة، مما يثبت دور الإخوان ودور جنينه في محاولة إثارة الرأي العام أثناء أكبر حملة تطهير سيناء وأيضا المحافظات من الإرهاب في سيناء والعنف الإخواني داخليا، وهذا يقلل من إحساس المواطن بأهمية المعركة الفاصلة مع الإرهاب والإخوان، وطبيعى يسيء للقيادة العسكرية والسياسية، ويتكامل مع هذا الأخ عبد المنعم أبو الفتوح الإخواني الذي تاجر بملايين الفقراء بدعوى منظمات الإغاثة، هو الآخر يظهر على الجزيرة ويحاول النيل من الدولة المصرية، ويكفيه ظهوره على قناة هدفها هدم الدولة المصرية..

الغريب وفجأة تصبح راقصة هي حديث الإعلام، ويستضيفها الأخ وائل الإبراشي، وسبحان الله جيشنا يقاتل، والراقصة تحكي حكاياتها وتاريخها المجيد في الرقص وأكلها وشربها! أي إعلام هذا!؟ بعد نكسة 67 لعب الإعلام دورا مهما لشحذ الهمم، وانتقل انتقلت الإذاعة إلى الجبهة لتنقل روح ونبض الرجال، وقدمت مسلسلات وأغاني تحث على الدفاع والمقاومة من أجل تحرير الأرض، لهذا كان شعار "لا صوت يعلو على صوت المعركة" حقيقة من الجميع، من القيادة، والحكومة، والشعب، والإعلام، والفن..

وأصبحت السنوات التي تلت النكسة من أصعب وأفضل سنوات في تاريخ الشعب المصري الذي لولاه ما استطاعت قواتنا تحقق انتصار السادس من أكتوبر 73..! واليوم يخرج علينا جنينة وأبو الفتوح والإبراشي وغيرهم في محاولة خلخلة الجبهة الداخلية، خاصة أن هناك انتخابات رئاسية الشهر المقبل!

تحيا مصر.. بتلاحم شعبها وجيشها وشرطتها.. تحيا مصر.
الجريدة الرسمية