رئيس التحرير
عصام كامل

«منة» خضعت لابتزاز صديقها حتى وقعت في الخطيئة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

توقفت عقارب الساعة عن العمل، عندما نظرت في اختبار الحمل، ووجدته يعطي إشارة بصحة حملها، تسمرت في مكانها، فلا تدري إلى أين تذهب بخطيئتها التي جنتها من صنع يديها ومن أصدقاء السوء، فلو أبلغت أهلها، سيحتقرونها إن لم يقتلوها ويتخلصون من عارها، وإن لم تبلغهم، ماذا ستفعل بجنين الخطيئة؟


إنها منة، فتاة في بداية خطوات حياتها، لم تتجاوز سنين عمرها 17 ربيعا، تدرس في مدرسة التجارة الثانوية بنات في عين شمس، لها من الرفقاء فتاتان، يعيشا الحياة بطولها وعرضها، يصولان ويجولان مع سن المراهقة، همهما الأكبر التعرف على شباب والخروج معهم، فكل منهما تتفاخر بعدد من تصادقهم، علها توقع أحدهم في شباكها وتنال زيجة قبل تخرجها في المدرسة.

لم تكن منة كغيرها، فلم تصادق شابا قط، تسمع إلى حكايات قريناتها وتتمنى في نفسها لو أن لها مثل حكاية واحدة، تلك الفتاة متوسطة الحال، متوسطة الجمال، فلا ملابسها ولا حالتها تعينها على اصطياد فارس أحلامها، فخضعت لنصائح صديقاتها بالخروج معهن والجلوس على الكافيهات بصحبة الشباب، وقالت لها إحداهن "الأول عليكي إنشاء حساب على فيس بوك والبحث في الأشخاص واصطياد فتى "متريش"، وقالت لها علشان "يقدر يصرف عليكي وعلى خروجاتك ويعوضك اللي أهلك مش قادرين يحققوه ليكي".

نزلت تلك الكلمات على مسمع منة كالقشة التي يتعلق بها الغريق، وفورا قاموا بإعداد حساب لها على فيس بوك، وبدأت في اختيار من ترسل له طلب صداقة، وأثناء بحثها، انتفضت صديقة منة، هاهو، لقد وجدنا مبتغانا وفريستنا، إنه "محمد. أ" صاحب كافيه في عين شمس، وقالت مبتهجة "شاب غني ووسيم وصغير"، وفورا أرسلت له طلب الصداقة، ولم تمر دقيقتان حتى وافق على الطلب، وكأن القدر يسوقه نحو أصعب الأيام وأحقرها.

ذهبت منة إلى منزلها فرحة بصيدها، وبدأت تحادث فتاها ليلا ونهارا، حتى طلب منها مقابلتها، فأسرعت تأخذ رأي صديقاتها اللاتي أشرن عليها بالموافقة سريعا، وعدم التردد في إجابة طلبه، لكن كيف ستقابله، فأسرتها وإن كانت متوسطة الحال، إلا أن التأخير ليس على قائمتهم، والتفريط في عرضهم مثله مثل الموت، فاقترحت إحدى صديقاتها "بعد المدرسة إحنا عندنا درس قريب من الكافيه بتاعه، هاديكي بلوزة وبنطلون شيك من عندي"، وبالفعل في اليوم المشئوم، وبعد انتهاء موعد المدرسة، خرجت منة وصديقاتها وتوجهن نحو الكافيه، فوجدوه منتظرا، وجلسن إلى المنضدة المخصصة لهن، وبادرهم: "تشربوا ايه"؟، ردت منة: قهوة، قال لها: لأ.. اشربي عصير مانجو.

تقول منة: كدت وقتها أطير من الفرح، فقد وجدت شابا أنيقا غنيا يهتم بي، لكني لم أعرف أنه الاهتمام المسوم، وما إن تناولت العصير حتى شعرت بحالة غير طبيعية، ولم أعد أرى جيدا، وفقدت اتزاني، فأمسك محمد بذراعي وسألني: "هل أنتي بخير"، فأجبت بلا، فاقترح أن نتمشى قليلا، فقد يكون أنا ما فيه سبب انخفاض الضغط، وقمت وتشبثت بذراعه، وسرنا حتى أصبحنا بقرب مسكنه، فقال لي: "ادخلي.. هعملك ميه بسكر علشان نقدر نكمل ونروح الصيدلية"، وبالفعل دخلت معه، وأدخلني شقة في مدخل العمارة، ثم أدخلني حجرة، وفي هذه اللحظة وقعت على الأرض، ولم أشعر بنفسي إلا بعد ساعتين، استيقظت وجدت نفسي عارية تماما، وهو يجلس بجواري مرتديا شورت وفانلة، وما إن هممت بالصراخ حتى قال لي اطمئني انت بنت.

فانهرت في البكاء، ماذا سأفعل، وقد وجدت نفسي عارية ومعي شاب في غرفة واحدة، وماذا يضمن لي صحة كلامه، ثم ذهبت إلى المنزل، وتشاجرت معي والدتي لتأخيري، لكن أخذت "دشا"، ثم خلدت إلى النوم، وكنت أتمنى أن يكون ما مررت به كابوسا لا أكثر، إلا أن الكابوس الحقيقي كان قد بدأ.

في اليوم التالي اتصل وقال لي "انتي عارفة الشقة تيجي انهارده"، فقلت له: "لا مش هاجي أنا ما صدقت طلعت سليمة"، فقال: لا يا حلوة أنا عملت فيكي اللي ما يخطرش على بالك، وكمان صور فيديو، ولو مجتيش هابعتها لأبوكي وأهلك وهفضحك"، فذهبت تحت وطأة تهديده وابتزازه، وظل يمارس معي الرذيلة نحو 9 أشهر، وفي هذه الأثناء تقدم لخطبتي حتى يكون الأمر عاديا ويستطيع معاشرتي في منزل والدي وتحت غطاء الخطوبة.

إلا أن القدر كان له ترتيب آخر، فقد حملت "منة" من محمد تحت وطأة الابتزاز، وأبلغته، فقام بفسخ الخطوبة، وقال لها: "انتى مبقتيش تنفعني، مع نفسك أنتي وأهلك".

منة لم تستطع إخبار أهلها، وحاولت قدر الإمكان التخلص من جنين الخطيئة، وانفضح أمرها، فذات يوم سقطت منة مغشيا عليها، ولا حظ أهلها ما تمر به من علامات لا تمر بها سوى المتزوجات، فأخذها والدها إلى طبيبة النساء التي قالت إن نجلته حامل، فانهال عليها الأب المكلوم ضربا "مين أبو اللي في بطنك"، وروت "منة" ما حدث على مدار عام، وتوجه والدها إلى قسم الشرطة وأبلغ بالواقعة، لتأمر النيابة بضبط وإحضار الشاب.

وبعد أن عادا إلى المنزل، دخلت منة للاستحمام، ثم وقعت مغشيا عليها، ونزفت، وسقط جنينها، لتكتب نهاية لقصة أقرب منها إلى فيلم سينمائي من الواقع.
الجريدة الرسمية