رئيس التحرير
عصام كامل

دفاعا عن مستشفى الطوارئ بالمنصورة


مستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة تستقبل 1500 مريض في اليوم أي بمتوسط مريض كل دقيقة، ومؤخرًا تعرض المستشفى لهجوم شديد من وسائل الإعلام، وكنت أتمنى من الذين يهاجمون هذا الصرح الطبي الكبير أن يكون لديهم معلومات كاملة عنه، وعن الظروف التي يعمل فيها حتى يكون النقد بناءً، ويسهم في علاج مشكلات مستشفى يعتبر نموذجًا فريدًا من نوعه على مستوى الجمهورية في تقديم الخدمة الطبية المجانية لمرضى الحالات الطارئة والحرجة والحوادث.


أنشئ المستشفى عام 1994 كأول مستشفى متخصص في هذا المجال على مستوى الشرق الأوسط، ونظرًا للزيادة المضطردة في أعداد السكان والمرضى تضاعف معدل التردد على المستشفى، حيث إنه تقدم الخدمة الطبية لكتلة سكانية قوامها أكثر من 10 ملايين مواطن في محافظات الدقهلية ودمياط والغربية وبورسعيد وكفر الشيخ، وعلى مدى ربع قرن قدم المستشفى خدماته لملايين المرضى وأنقذ حياتهم، وللأسف الإعلام يتناسى ذلك ويتذكره فقط في المشكلات والأزمات.

كان الهدف من إنشاء المستشفى استقبال حالات الحوادث الكبيرة والتي تحتاج تدخلًا جراحيًا سريعًا لأكثر من تخصص في نفس الوقت، مثل العظام مع المخ والأعصاب والباطنة وهكذا، ولكن للأسف الشديد تحول المستشفى وكأنه قسم استقبال في مستشفى عام يستقبل حتى المصابين بالإسهال والإنفلونزا، مما أثر فى تأديته للخدمة، وبالتالي تتفاقم مشاكلها يوميًا، وفي السطور التالية سوف أتناول المشكلات التي تواجه المستشفى وحلولها والتي طالما طرحها المسئولون عنها وعن جامعة المنصورة ولكن دون استجابة من الدولة:
 
أولا مشكلات المستشفى:
1- السعة السريرية للمستشفى 160 سريرًا بعنابر المرضى أصبحت لا تستوعب الحالات التي تحتاج للحجز وتلقى العلاج بالمستشفى وطبقًا للتعداد السكانى من المفترض أن تكون السعة السريرية بالمستشفى 500 سرير.

2 - العجز الشديد في أسرة العناية المركزة، حيث يبلغ عددها 23 سريرًا، ومن المفترض أن تكون 75 سريرًا، وبالإضافة إلى هذا العجز فإن عدد الأسرة التي تعمل بها أجهزة التنفس الصناعى تسعة أسرة فقط، وبقية الأجهزة متهالكة وتم تكهين معظمها ويفتقر المستشفى للمخصصات المالية اللازمة لشراء أجهزة جديدة، الأمر الذي تضطر معه أحيانًا إلى ترك بعض الحالات الحرجة التي تحتاج إلى أسرة عناية مركزة بالاستقبال على تنفس يدوي.

3- كل خدمات المستشفى مجانية بالكامل رغم تكلفته المرتفعة جدًا، وبالتالي لا توجد أي فرصة لتنمية موارده وتحديث وشراء أجهزة جديدة أو حتى إثابة العاملين.

4 - المشكلات المتعلقة بالعمالة وتدريبهم والعجز في بعض التخصصات وأجهزة الأشعة حتى التكيف المركزى معطل منذ سنوات مما يؤثر في كفاءة الأجهزة، وهناك نزاع قضائي في هذا الشأن.

ثانيا الحلول المقترحة:
1 - يجب التوسع الأفقي لاستيعاب الزيادة المطردة في عدد المرضى، وبجوار المستشفى قطعة أرض فضاء مساحتها 1500 متر ملكٌ لوزارة الصحة يمكن التوسع فيها، وحل المشكلة، ولكن الوزارة ترفض منحها للجامعة.

2 - زيادة المخصصات المالية للمستشفى بالموازنة العامة أو السماح بنسبة للعلاج الاقتصادي لتنمية موارده.

3 - تفعيل الالتزام بالتوزيع الجغرافى لاستقبال وتحويل المرضى بين المستشفيات، فجميع المحافظات المجاورة فيها مستشفيات جامعية مع استثناء حوادث الطرق، أو بعض الحالات التي قد لا يتوفر متخصصين لعلاجها في هذه المحافظات، وفى ذلك أيضًا تجنب لتعرض حياة المرضى للخطر بسبب سفرهم ساعات للتحويل من محافظة لأخرى في حالة حرجة، وأحيانا بدون طبيب مرافق بالإسعاف، وبدون التنسيق مع المستشفى المستقبل والذي قد لا يوجد به أسرة شاغرة بالعناية المركزة لمثل هذه الحالات.

4 - المطالبة بتحويل مستشفى الطوارئ الجامعى إلى مستشفى لاستقبال الحالات المحولة فقط من مستشفيات وزارة الصحة، حيث إن نسبة 87% من الحالات التي تستقبلها الطوارئ حالات بسيطة يمكن علاجها بمستشفيات الصحة ولا تحتاج مستشفى الطوارئ.

تلك هي المشكلات وحلولها وبصرف النظر عن الأشخاص فهم زائلون، أما المؤسسات باقية، وأي مسئول سوف يتولى إدارة مستشفى يستقبل مريضًا كل دقيقة وفي ظل إمكانياته المحدودة ودون حل مشاكله سوف يعاني كثيرًا، وبالتالى المريض هو من يدفع الثمن وقد يكون حياته.
egypt1967@yahoo.com

الجريدة الرسمية