رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا لم تتغير.. ونحن أيضا!


من تابع الطريقة التي تم بها تناول زيارة تيلرسون وزير الخارجية الأمريكى للقاهرة على الجانبين المصرى والأمريكى سوف يكتشف أنه لا جديد في الأمر.. أو أن أمريكا لم تتغير ونحن أيضًا لم نتغير! فالجانب الأمريكي اهتم بالتركيز على أن الزيارة تناولت مطالبات أمريكية من مصر تتمثل في حماية حقوق الإنسان وتغيير قانون الجمعيات الأهلية لدفع عمل المجتمع المدني، وأيضًا الدعوة لأن تكون الانتخابات الرئاسية شفافة ونزيهة وتحترم حقوق الناخبين.. كما اهتم الجانب الأمريكى بإيضاح أن المباحثات الأمريكية المصرية تناولت أيضًا موضوع إلقاء القبض على المستشار هشام جنينة وعلاقة مصر مع كوريا الشمالية!


أما على الجانب المصري فقد كان الاهتمام بالتركيز على ما تمخضت عليه مباحثات تيلرسون في القاهرة من اتفاق على استئناف الحوار الإستراتيجي المصرى الأمريكى في النصف الثاني من العام الحالى، مع أعمال آلية اثنين زائد اثنين، أي تنظيم لقاءات مشتركة تجمع وزيرى الدفاع والخارجية المعمول بها بين مصر وروسيا، فضلا عن تأكيد وزير الخارجية الأمريكى بدعم مصر في حرب الإرهاب، وتأكيد مصر حل الدولتين للمشكلة الفلسطينية الذي يضمن للفلسطينيين دولة تقوم على أراضي الضفة الغربية وغزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

وهكذا كل جانب اختار أن يركز إعلاميًا على الجانب الذي يهمه في المباحثات، بينما هذه المباحثات تناولت كلا الجانبين الإيجابى والسلبى من وجهة نظر كل جانب! وهذا ما كان يحدث دومًا في تناول العلاقات المصرية الأمريكية منذ أن تم الرهان على هذه العلاقات واعتبارها استراتيجية في بداية السبعينيات.. إذن لا جديد في مشهد هذه العلاقات وأيضًا لا جديد في طريقة التناول الإعلامي لها!
الجريدة الرسمية