رئيس التحرير
عصام كامل

خيري شلبي يكتب: حكواتي من علية القوم

فيتو

في كتابه "صحبة العشاق" كتب خيري شلبي فصلا عن الصحفي الساخر فكرى أباظة "رحل في 14 فبراير 1979" قال فيه:


"مجموعة وجوه نضرة متمازجة في حسن جوار في إطار وجه واحد أنفه أنف العائلة الأباظية كذلك العينان والجبهة والنظرات والقوام..
كل مقطع في وجهه ينم عن حلاوة إلا أنه في مجموعة يفقد الانسجام الذي يتفق مع الطبيعة الارستقراطية الرصينة التي جبل عليها صاحب الوجه".

وتابع: "وجهه وجه الارستقراطية الفلاحية التي تعتقت في التربة الزراعية واكتسبت بذرتها الإنسانية، وتلك كانت لافتة الظرف المعلقة على وجه هذه الشخصية الضخمة التي عرفتها الأجيال باسم فكرى أباظة في أدوار متعددة مترادفة التوفيق ما بين المحامى الذائع الصيت والصحفى المرهوب الجانب، والأديب الرشيق العبارة المليء بالمشاعر الصاحية والسياسي النشط المتصدي للخصوم والأعداء".

وأضاف في كتابه: "فوق كل ذلك وربما قبل ذلك الظريف الذكي اللماح ذو التعليق اللاهب والتعبير الساخن الذي قد يجرح بقسوة ويقرص بألم رغم أنك في الحالتين تضحك.. موهوب موهبة لا شك فيها، وثلاث أرباع موهبته ظرف وخفة ظل تغذيه الثقافة العصرية المتطورة".

واستطرد "شلبي": "تقرأ فكرى أباظة في "الضاحك الباكي" قطعا من الأدب الرفيع الرصين، فكرى أباظة في الراديو كان أعظم حكاء تعلقت به في حياتي ولا زلت حتى الآن كلما استمعت لأي تسجيل له من مختارات الإذاعة.. هو حكاء من طراز فريد لا تنجبه إلا قرية مصرية سهرت عمرا طويلا مع سيرة أبو زيد الهلالي وعنترة.. فنان شعبى بالدرجة الأولى، كان مولعا في الحق يأخذ الأفيه بلغة أهل المسرح".
الجريدة الرسمية