رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لعبة التهديد بالوثائق!


منذ ردح من الزمن وأنا أسمع كثيرًا تهديدات من قبل بعض الشخوص بأن لديهم وثائق مهمة تدين مسئولين يحتفظون بها سواء داخل أو خارج البلاد سوف يتم الكشف عنها إذا تعرضوا لإيذاء.. سمعت ذلك من شخصيات سياسية دخلوا في خصومة مع الحكم.. وسمعت ذلك من متهمين كبار في قضايا فساد.. وسمعت ذلك أيضًا نقلا عن آخرين مثلما فعل المستشار هشام جنينة مؤخرًا نقلا عن الفريق عنان الذي سارع محاميه وابنه لإنكار ذلك ونفيه، بل وتقديم بلاغ ضده للتقول كذبًا عن الفريق عنان.


وطوال هذا الزمن الطويل لم أسمع أن أيًا من تلك الشخصيات التي ادعت أنها تحوز وثائق مهمة وهددت بنشرها وإذاعتها إذا تعرضت للإيذاء قد نفذت تهديداتها هذه.. الوحيد الذي قال كما أتذكر نشر وأذاع وثائق كانت في حوزته هو الكاتب الصحفي الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، وهو فعل ذلك بدون إعلان مسبق أنه يحوز تلك الوثائق وبدون تهديد بنشرها!

وهكذا التهديد بنشر وإذاعة وثائق مهمة وسرية تفضح مسئولين وتكشف أسرارًا هي لعبة قديمة تستخدم في عالم السياسية مثلما تستخدم في ساحة الدفاع عن متهمين في قضايا فساد، وأحيانًا في قضايا تجمع بين الأمرين، مثلما كان هو الحال في قضية الفساد الشهيرة التي حوكم فيها عصمت السادات شقيق الرئيس الأسبق أنور السادات في بداية الثمانينيات من القرن الماضى..

وذلك حينما ألمح الرجل إلى اتهام الرئيس مبارك بالتورط في اغتيال السادات، واستمرت المحاكمة دون أن يكشف الرجل عن أي وثائق سرية أو علنية لديه حتى تمت إدانته قضائيًا.. وعندما رددت ابنة السادات الكبرى ذلك الاتهام مجددًا بعد سنوات انبرت السيدة جيهان السادات زوجته للرد عليها ونفيه..

وهذا يعنى أن التهديد بالوثائق لعبة لا تستكمل أبدًا، لأنها لا تتجاوز نطاق الادعاء فقط.. أي هي لعبة تهويش خائبة ولا فائدة لها ومن يهددون بها لا يستمرون في ممارستها دومًا؛ لأنهم يوصون بسلاح لا يملكونه!
Advertisements
الجريدة الرسمية