رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ثم صار عميلا بالفعل!!


دلالات القصة التالية ورغم خطورتها أخطر من القصة ذاتها.. حتى لو أصر أصحاب النظر القصير على التوقف عندها لسبب بسيط جدًا، هو أن القصة المأساوية باتت ماضيًا وانتهت، بينما معانيها ودروسها حاضر ومستقبل!


جلعاط شاليط، الجندي الصهيوني المجرم، الذي أسرته حركة حماس قبل سنوات أثناء قيامه بأعمال إجرامية ضد الفلسطينيين، وتم نقله إلى مكان آمن حتى تم تسليمه في صفقة كبيرة لتبادل الأسرى.. شخص واحد اتهمه العدو الإسرائيلي بالوقوف وراء العملية وكل الأعمال المعادية لها وقتها وأطلقت عليه وزير الحرب في غزه وطالبت برأسه خصوصًا بعد أن مرغ أنفها في التراب لعدم قدرتهم لسنوات معرفة مكان شاليط رغم التنصت على قطاع غزة بالكامل وبالرغم من عملائها به!

إلا أن إسرائيل فشلت في الوصول إليه رغم كل الإغراءات التي قدمت حتى فوجئ رجال المخابرات العسكرية الصهيونية باتصال من مجهول على الأرقام المعلنة للإبلاغ بمن يبلغهم أنه يعرف مكان شاليط..!

شبكة سهم الإخبارية قالت عقب الحادث بفترة إنها تعرف العميل المجهول وأشارت إليه رمزيًا بالحرفين (ض. س) وقالت إنه أبلغ الإسرائيليين بمواقع حقيقية كانت تستخدم لإخفاء شاليط إلا أنه كان يطمع فقط في الحصول على الأموال واللعب مع الإسرائيليين والضحك عليهم..

هم من جانبهم اقتحموا كال الأماكن وتأكدوا أنها كانت بالفعل أماكن سابقة وأدركوا أن (ض س) يلاعبهم..!

اتصلوا به وشكروه.. ثم طلبوا طلبًا يدركون أنه سهلا مقابل أموال أخرى، ثم التزم هو بالمعلومات السهلة التي رأى أنها لا تأثير لها فى شيء، واتفقوا معه على وضع الأموال على أسفل عربة لتجارة الخضراوات عند الحدود بين غزة مع العدو الإسرائيلي، وهناك صوروه وهو يلتقط الأموال وبعد ساعات أرسلوا له فيديو يسجل حصوله على المال مع كل تسجيلاته مع الإسرائليين وهنا أجبروه مكرهًا ليكون عميلا!

كان (ض. س) أقرب المقربين من أحمد الجعبري وأكثرهم إخلاصًا والمؤتمن على مصالح إحدى زوجاته إلا أن لعبة بسيطة وسخيفة حولته إلى عميل انتهت باغتيال الجعبري واستشهاده بعدها بأيام، بعد أن ظلوا سنوات يبحثون عنه!

(ض س) كان ملتزمًا يصلي بانتظام وكان حسن الخلق وكان شهمًا وشجاعًا.. إنما زلات كثيرة -بخلاف العمالة لأسباب أخرى- تحول أصحابها إلى جواسيس!

كم عميلًا بيننا يعتقد أهلهم وأصدقاؤهم وكل محيطهم أنهم مثالًا لحسن الخلق وللالتزام الوطني وللشهامة وللشجاعة؟ وهم ليسوا إلا عملاء لزلات في حياتهم ؟! كم؟!
Advertisements
الجريدة الرسمية