رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أكشاك الورد في عيد الحب: «مين يشتري الورد مني»

فيتو

"مين يشتري الورد مني".. أغنية جميلة شدت بها الياسمينة الرقيقة ليلى مراد، وهي عبارة كتبت بعفوية في أعلى الحائط الذي يتوسط "كشك الورد" في حي الزمالك، هذا المربع الصغير الذي استعد منذ مساء الأحد للحدث الأهم بالنسبة له، فاكتست أرضيته الخشبية باللون الأحمر، وتعطرت أجواؤه برائحة الياسمين، وبات صوت فيروز الصادر من "الكاسيت" الصغير يصدح في أرجائه.. جميعها علامات تشير إلى احتفال من نوع خاص لكشك الورد بـ "عيد الحب".



"الورد الأحمر هو الأكثر طلبًا خلال اليومين اللي بيسبقوا عيد الحب، ويليه الورد التوليب"، يتحدث "عم طارق"، الخمسيني الذي أحيل إلى التقاعد منذ عامين، فدأب على الحضور إلى الكشك يوميًا بعد أن نصحه أحد أصدقائه بالعمل به، "مفيش أحسن من كدة شغلانة، كل شغلنا وسط الجمال والبهجة"، يهرع عم طارق من هنا إلى هناك وهو ينظم باقات الورد في العبوات الخاصة به، بينما مازالت ابتسامة السعادة بوقوفه في هذه الجنة الأرضية معظم ساعات اليوم.


يغلب "المستورد" على بضائع كشك الورد، "الست صاحبة الكشك بطلت من سنين تشتغل على الورد البلدي لأنه بيموت خلال يوم أو يومين فهو خسارة مش مكسب، أما المستورد فممكن يفضل عايش مادام تمت العناية به لمدة 30 يوما"، بالرغم من وجود عشرات الأصناف من الورد المستورد مابين البيبي أوركيد والبلدي الصوب والتوليب والقرنفل وغيرها من الأنواع، فإن معظم الزبائن خاصة في يوم عيد الحب، ممن ينتمون إلى الطبقات المتوسطة، يبحثون عند عم طارق عن الوردة البلدي الحمراء، يحاول هو إقناعهم بأنها ستموت سريعًا، والصوب ذات الـ15 جنيهًا أفضل منها.


يقول طارق: "الزبون وطلبه بيختلفوا من طبقة للتانية، معظم زبائننا من الزمالك ومحيطها بيحبوا المستورد، اللي سعر الوردة فيه بين 50 و70 و90 جنيهًا، لينا زبائن من العبور وشبرا، وعلى حسب نوعية الزبون، سواء كان سيشتري باقة الورد لمحبوبته أو زوجته أو أمه، يتم تحديد نوعية الورد الذي سيزين الباقة".


في الماضي، كان تعبير أحدهم عن حبه لمحبوبته، يتمثل في وردة حمراء فاقع لونها، تعكس ما يخبئه القلب من مشاعر جياشة وولع لا ينطفئ، فبالبساطة وعدم الصخب معان تمس المشاعر من تلقاء نفسها، أما في يومنا هذا أصبح درجة الحب تقاس بشكل "البوكيه"، فالباقة المرصعة بقطع الشيكولاتة أفضل وأقرب إلى قلبها من تلك التي تتلحف بقطعة القماش المصنوعة من الخيش أو الجوخ، "إحنا أدخلنا أشكالا جديدة على الباقات، زي البوكيه بالدبدوب والشيكولاتة والقلب والأسبتة، لكن بيفضل عدد الوردات اللي هيحتوي عليها البوكيه اختيارا نتركه للزبون".
Advertisements
الجريدة الرسمية