رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

د. طارق فهمى: الولاية الثانية للرئيس «بلا فواتير انتخابية» .. وسيسعى فيها لحوار وطنى حقيقى

فيتو


  • المصالحة مع الجماعة الإرهابية مشروطة
حدد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ملامح الولاية الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي في حكم مصر، مشيرا إلى أن أهم ما يميزها أنها ستكون “بلا فواتير انتخابية” وسيسعى فيها السيسي إلى استكمال ما بدأه من مشروعات قومية كبرى، إضافة إلى تهدئة الأوضاع الداخلية واستيعاب الشباب، والدعوة إلى حوار وطنى حقيقى لبدء مرحلة جديدة في مسيرة الوطن.

فهمى حمل قيادات الأحزاب مسئولية الفراغ السياسي الذي تعيشه أحزابهم وفشلها في تقديم مرشح رئاسي، مشيرا إلى أن فلسفة تأسيس أي حزب هي السعى نحو السلطة.. وإلى نص الحوار:



> بداية.. ما تقييمك لوضع الأحزاب السياسية؟
الهدف الرئيسى من تأسيس حزب- في أدبيات السياسة- هو الوصول إلى السلطة، وإن لم يقم بهذا، يتحول إلى مجرد كيان يؤدى دورا تطوعيا، أو اجتماعيا، ومشكلة الأحزاب الجديدة والقديمة في مصر لا تقف عند حد أنها لم تستطع الدفع بمرشح رئاسي، بل تصل إلى أن تلك الأحزاب لم تشهد بالأساس حالة حراك سياسي، وعزف قاداتها وهيئاتها العليا عن تقديم تصور أو رؤية، أو حتى مجرد لعب دور سياسي بهذا البلد، وهذا مكلف للغاية بعد قيام ثورتين.


ما الأسباب وراء غياب دور الأحزاب عن المشهد السياسي في مصر؟ 

أحد أهم الأمراض السياسية في مصر، هو هشاشة الأحزاب، نتيجة لأسباب عدة منها: محاولات البعض “شخصنة الأحزاب”، فنرى رئيس حزب ما، يأتى بأفراد عائلته، ويمنحهم مقاعد داخل الهيئة العليا، ما يسبب حالة من الصراع الداخلي، إضافة إلى عزوف الشباب عن الانضمام إلى الأحزاب بسبب غياب البرامج والرؤى الجادة، لذا لا يجب تعليق فشل الأحزاب على شماعة النظام، فليس من مصلحة الدولة إضعاف الأحزاب، أو إفساد الحياة السياسية.

> وما السبيل لتصحيح مسار الحياة السياسية في مصر؟
الحل بيد قيادات الأحزاب أنفسهم، وأتصور أن لديهم فرصة ذهبية عقب الانتخابات الرئاسية المقبلة، للخروج من هذه الحالة العبثية، من خلال قراءة جديدة في أوضاعهم والخروج بتقييم حقيقي، يفضى إلى ثلاثة خيارات: إما الاندماج، أو الائتلاف، أو الاتحاد، حسب تشابه برامجهم وتوجهاتهم، وهذا المقترح طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاب سابق له، حيث دعا الأحزاب إلى الاتحاد لتشكيل خمسة، أو ستة أحزاب قوية بدلا من وجود مائة حزب ضعيفة على الساحة لا وزن ولا دور لها.

> هل الدفع بموسى مصطفى في اللحظة الأخيرة وسيلة لإنقاذ العملية الانتخابية؟ وما فرصته للمنافسة أمام السيسي؟
في رأيى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيفوز بفترة رئاسية ثانية لا محالة، بغض النظر عن هوية منافسه، ولن نبحث في أسباب خروج المشهد على ما هو عليه الآن، ولكن علينا أن نعى أهمية وهيبة منصب رئيس الجمهورية، فلا يجب أن نتعامل مع الترشح لذلك المنصب بنوع من العشوائية، أو يصبح موضع استغلال بعض الأسماء التي تبحث عن “الشو” الإعلامي فتعلن ترشحها ثم تنسحب.

> بناءً على توقعك بفوز الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية، ما ملامح ولايته الثانية؟
أعتقد أن الرئيس السيسي سيتحرر من كل القيود السابقة التي عاشتها مصر قبل أن يصل إلى حكم البلاد، ربما في الولاية الأولى كان يشعر بالامتنان لكثيرين لكن في الولاية الثانية لن يدين لأحد، ولن يدفع فاتورة أحد، كما سيحدد الإطار لشكل الدولة المصرية، سواء على مستوى الحراك السياسي أو على مستوى الرؤى والتصورات، ليس فقط داخليا بل خارجيا أيضا، وسيكون استكمال المشروعات القومية التي بدأها في الفترة الرئاسية الأولى أهم أولوياته، تليها– كما أتصور- العمل على تهدئة الأوضاع الداخلية بعدة وسائل منها: الدعوة في خطابه الأول بعد فوزه إلى حوار وطنى يشمل كل القوى الوطنية، وإعداد قوائم العفو الرئاسى وإخراج الشباب من السجون بعد البت في تلك القوائم من قبل الأجهزة الأمنية، كذلك يجب استيعاب الشباب بشكل جاد وفاعل، وأعتقد أن الرئيس يمتلك رغبة حقيقية في تحقيق ذلك ولكن لا يلقى الدعم الكافى من أجهزة الدولة المعنية.

> قلت إن الرئيس السيسي من الممكن أن يدعو المصريين لحوار وطني، فهل للإخوان مقعد بهذا الحوار؟
سوف نكون أمام سيناريوهين أولهما: استمرار إقصائهم عن المشهد وهو الأرجح في رأيى لأن كل القطاعات والقوى المسئولة عن إدارة الدولة ترفضهم، والسيناريو الثاني: مواربة الباب أمامهم بمبدأ “إذا عادوا عدنا”، ولكن على أسس ومقومات محددة، تستند إلى إبداء قيادات جماعة الإخوان بالسجون مراجعة جادة لمواقفهم واتجاهاتهم، وفى النهاية الكرة في ملعب الشعب وهو من بيده البت في هذا الأمر.

> طالب عدد من النواب والشخصيات العامة بمد فترة الرئاسة، فهل تتوقع تعديل الدستور حال فوز السيسي بفترة رئاسية أخيرة؟
هذا عبث، والرئيس السيسي يرفض أن يزايد عليه أحد، وعندما طالبوه في جلسة ما بتعديل الدستور، اضطر أن يغادر وينهى الجلسة، ففى تقديرى أن من يطالبون بتعديل الدستور لمد فترة الرئاسة، يضرون بمصلحة الوطن، لأن هذا المقترح يتعارض مع فكرة النظام المؤسسي، والحفاظ على كيان الدولة المصرية.

> “الأداء الباهت” أحد أبرز الانتقادات التي تواجهها الحكومة، فهل يحتاج رئيس الوزراء إلى مزيد من الصلاحيات؟
صلاحيات رئيس الوزراء مرتبطة بنظام الحكم ولا يصح تعديلها، ولا أعتقد أن هذا سوف يحدث!


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية